طالبان لـ"الشرق": لم نتعهد بتقديم مقترح سلام في أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 6
محمد نعيم المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية - الشرق
محمد نعيم المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية - الشرق
دبي- الشرق

قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم لـ"الشرق" الاثنين، إن الحركة لم تتعهد بتقديم أي مقترح سلام للحكومة الأفغانية، على خلفية تقارير عن اعتزامها تقديم مقترح مكتوب خلال أغسطس المقبل.

وكانت وكالة "رويترز" أفادت في وقت سابق الاثنين نقلاً عن المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد القول إن "طالبان تعتزم تقديم مقترح سلام مكتوب إلى الحكومة الأفغانية الشهر المقبل على أقصى تقدير".

وقال نعيم في مقابلة مع "الشرق"، إن "خبر تقديم مقترح جديد لإدارة كابول غير صحيح"، مضيفاً أن "وفد طالبان مستمر في مفاوضات السلام مع وفد الحكومة الأفغانية في الدوحة دون أي جديد".

وكان المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى أفغانستان توماس نيكلاسون قال الأسبوع الماضي، إن الوقت ينفد أمام تقديم طالبان خطة سلام مكتوبة، وإن تقديمها مقترحاً من هذا القبيل سيكون دلالة على تأثير باكستان الناجح على طالبان.

بالمقابل، أكدت ناجية أنواري المتحدثة باسم وزارة شؤون السلام الأفغانية أن المحادثات الأفغانية استؤنفت، مشيرةً إلى أنه "من الصعب توقع أن طالبان ستزودنا بوثيقة مكتوبة لخطة سلام في غضون شهر لكن لنكن إيجابيين. نأمل أن يقدموها لفهم ما يريدون".

تطورات في الميدان

وأفادت تقارير بأن مقاتلي حركة طالبان سيطروا على أكثر من 100 منطقة في أفغانستان، وأن أكثر من 15 منها وقعت تحت سيطرتهم خلال اليومين الماضيين، بعد أن أغلقت الولايات المتحدة قاعدة باغرام الجوية، مركز التواجد العسكري الأميركي في أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاماً.

وبالرغم من ذلك أكد المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان لـ"الشرق"، أن الحركة تريد "حل المشاكل من خلال الحوار".

واعتبر محمد نعيم أن سيطرة طالبان على هذه المناطق الجديدة "لم تأت بالسلاح"، قائلاً إن "الأمر يتعلق بعملية انضمام إلى صفوفنا".

وتابع نعيم أنه ومنذ بداية انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، "انضمت نحو 130 منطقة في أفغانستان إلى" حركة طالبان، زاعماً أن ذلك "لم يأت من خلال الحرب".

وحين سُئل عن تصاعد التوتر في المنطقة الشمالية بالقرب من حدود طاجيكستان، ما أسفر عن فرار نحو ألف جندي أفغاني إلى أراضي طاجيكستان، قال نعيم إن "هذه حرب جارية منذ 20 عاماً وفرضت على شعبنا".

وقال إن "إدارة كابول (الحكومة الأفغانية) جاء بها الاحتلال. والشعب لا يقف بجانبها. وما يحدث الآن يثبت ذلك، لأنه بمجرد انسحاب القوات الأجنبية، انهارت معنويات جنود إدارة كابول. وعدد المنضمين إلينا يتزايد يومياً".

"لا التزام بعدم دخول كابول"

وتواصل قوات طالبان تقدمها السريع عبر المقاطعات الشمالية، وتزيد من رقعة توسعها باتجاه مناطق ريفية أخرى، الأمر الذي جعلها أقرب إلى العاصمة كابول.

ورفض المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان التعليق عما إذا كانت الحركة تعتزم السيطرة على العاصمة الأفغانية كابول، قائلاً إن "هذه أمور مستقبلية".

وأضاف محمد نعيم: "كلما أستطيع أن أقول هو أن الشعب معنا، ونحن مع شعبنا. القضية لا تهم كابول فقط، بل هي قضية مصير شعب. فنحن لا نريد تقسيم البلد إلى أقسام".

وفي الوقت ذاته، أكد نعيم أن طالبان "لم تقدم أي التزام" إلى الولايات المتحدة بعدم الدخول إلى كابول، مشيراً إلى هذا الأمر لا يرد في اتفاق السلام الذي تم توقيعه مع الولايات المتحدة بالدوحة العام الماضي.

وتابع: "قضيتنا ليست قضية منطقة أو مدينة، بل نحن نتحمل مسؤولية شعب. فالشعب لا يحب ولا يريد إدارة كابول التي فرضت عليه من قبل الأجانب".

واستبعد محمد نعيم وقوع حرب أهلية في أفغانستان، عقب انسحاب آخر الجنود الأميركيين، قائلاً: "لن يحدث  هذا الأمر. لأن الشعب فهم الأمر وقرر مصيره، لذلك فالشعب يقف إلى جانب من كان يقف بجانبه طيلة 20 عاماً من الحرب. فليس هناك شيء من هذا القبيل".

إبطاء الانسحاب الأميركي

وعلى ضوء النكسات المتتالية للجيش الأفغاني، ولا سيما في الولايات الشمالية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، احتمال "إبطاء" العمليات.

ولم يستبعد القائد الأعلى للقوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر الثلاثاء الماضي، شن ضربات جوية ضد حركة طالبان.

وقال جون كيربي الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إن قوات بلاده "قد تبطئ وتيرة انسحابها من أفغانستان، حال مواصلة الحركة تحقيق مكاسب ميدانية".

وأضاف: "هناك أمران لم يتغيّرا: أولاً، سننجز الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان، باستثناء تلك التي ستبقى لحماية الوجود الدبلوماسي، وثانياً، سيتم ذلك بحلول مطلع سبتمبر، وفقاً لما أمر به القائد الأعلى"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن.

ولفت كيربي إلى أن الجيش الأميركي سيواصل تقديم إسناد جوّي للقوات الأفغانية، مستدركاً أن هذا الدعم لن يستمرّ على حاله، حتى اليوم الأخير للوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.

اقرأ أيضاً: