هونج كونج تؤكد زيارة شي جين بينج.. وتشهد هيمنة لشركات صينية

time reading iconدقائق القراءة - 8
أعلام الصين وهونج كونج تتدلّى من مبنى سكني في الذكرى الخامسة والعشرين لعودة المدينة إلى الحكم الصيني - 26 يونيو 2022 - REUTERS
أعلام الصين وهونج كونج تتدلّى من مبنى سكني في الذكرى الخامسة والعشرين لعودة المدينة إلى الحكم الصيني - 26 يونيو 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

أعلنت هونج كونج أن الرئيس الصيني شي جين بينج سيحضر احتفالات الذكرى الخامسة والعشرين لعودة المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين، والتي تشهد هيمنة متزايدة لشركات مملوكة لبكين، على حساب رجال أعمال محليين ومؤسسات بريطانية.

وبذلك أنهت المدينة أسابيع من التكهنات بشأن خطط شي جين بينج في هذا الصدد، إذ يشهد المركز المالي الدولي تزايداً في حالات الإصابة بكورونا، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وأعلنت الشرطة في هونج كونج، الثلاثاء، تدابير أمنية تشمل إغلاق طرقات وبعض مرافق النقل العام، مثل محطات المترو، في المناطق التي يُتوقّع أن يمرّ بها الرئيس الصيني، كما ستُحظر المسيّرات في كل أنحاء المدينة، "عندما يزور رئيسنا هونج كونج".

وأضافت أن شي سيحضر مناسبات كثيرة، احتفالاً بعودة المدينة إلى الحكم الصيني في 1 يوليو 1997، وكذلك أداء الرئيس التنفيذي الجديد لهونج كونج جون لي، وحكومته، القسم الدستورية، وهذه ممارسة معتادة بالنسبة إلى رئيس صيني.

هذه الرحلة ستكون الأولى لشي جين بينج خارج البرّ الرئيس للصين، منذ يناير 2020، بعدما أدت سياسة "صفر كوفيد" إلى إغلاق حدود البلاد، مشاركاً بشكل افتراضي في أحداث دولية.

ويشير قراره بزيارة هونج كونج، حتى مع تسجيل نحو 2000 إصابة بكورونا يومياً، إلى تصميمه على تأكيد سيطرة بكين على المستعمرة البريطانية السابقة، بحسب "بلومبرغ".

مخاوف من "إرهاب محلي"

منذ الزيارة الأخيرة لشي جين بينج إلى المدينة، في عام 2017، شهدت هونج كونج احتجاجات ضخمة مناهضة للحكومة، كانت عنيفة أحياناً.

وردّ الرئيس الصيني على تلك الاضطرابات، من خلال فرض قانون للأمن القومي، في يونيو 2020، استُخدم "لقمع المؤيّدين للديمقراطية وسحق المعارضة"، وفق بلومبرغ.

وقال مساعد مفوّض الشرطة في المدينة لوي كام هو، إن الشرطة في هونج كونج "قلقة جداً بشأن احتمال حدوث إرهاب محلي" خلال الاحتفالات هذا الأسبوع، مضيفاً أن الإقليم يعمل بمستوى خطر متوسّط.

في 1 يوليو 2021، طعن رجل شرطياً في هونج كونج، قبل أن ينتحر، في عمل اعتبره المسؤولون هجوماً إرهابياً. واعتقلت شرطة الأمن القومي 5 أشخاص الأسبوع الماضي، بتهمة التحريض على الفتنة، وصادرت "عدداً كبيراً من الأسلحة الهجومية" خلال حملة دهم.

وتجنّبت الشرطة كشف تفاصيل عن مسار زيارة شي، بما في ذلك موعد وصوله ومغادرته، أو ما إذا كانت رحلته تستغرق يوماً واحداً. وأعلن مسؤولون حكوميون أنهم يكثفون اختبارات كشف الإصابة لكورونا.

لكن صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، الصادرة في هونج كونج، أوردت أن شي سيصل الخميس عبر قطار فائق السرعة، ثم يستقلّ موكباً من محطة ويست كولون، في سيارة ليموزين مصفّحة.

وأشارت إلى أن شي لن يبقى في هونج كونج ليلة الخميس، بل سيذهب إلى شنزن بعد حضوره مأدبة تقيمها زعيمة هونج كونج المنتهية ولايتها كاري لام، في مقر إقامتها الرسمي. وأضافت أنه سيعود إلى المدينة في 1 يوليو.

هيمنة شركات صينية

ذكرت "بلومبرغ" أن شركات صينية مملوكة للدولة باتت تسيطر على جزء كبير من اقتصاد هونج كونج، البالغة قيمته 344 مليار دولار. وأضافت أن تلك الشركات نالت مزيداً من السلطة السياسية في المدينة، بما في ذلك التحديث الأخير للنظام الانتخابي، الذي قلّص تأثير رجال الأعمال المحليين وأضاف مزيداً من التمثيل للشركات المدعومة من الدولة.

وتابعت أن داعمي النفوذ الصيني المتنامي، يرون أن اقتصاد هونج كونج راكد وبطيء في تبنّي صناعات اقتصادية جديدة تحرّكها التكنولوجيا، كانت بمثابة محفّز للنموّ في البرّ الرئيس.

وقال سايمون لي، وهو نائب في هونج كونج وأبرز الخبراء الاستراتيجيين في مجموعة مملوكة للدولة: "بلغت هونج كونج مفترق طرق حاسم. مع كل هذه التحديات، نحتاج إلى التأكد من تضمين أصوات مختلفة في صنع سياستنا، ويجب أن تتحمّل مؤسسات الصين القارية مسؤولية أكبر في مجتمعنا واقتصادنا وسياستنا".

أدت المنافسة من الشركات الصينية، إلى إغلاق نحو 100 شركة وساطة مالية محلية، خلال السنوات الأربع الماضية. لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بشأن مكانة هونج كونج، بوصفها مدخلاً إلى الصين، هو أن الشركات الصينية تختار زيادة رأس مالها في البرّ الرئيس، بدلاً من المدينة.

وشهدت شنغهاي وشنزن اكتتابات عامة أولية بقيمة 37 مليار دولار هذا العام، مقارنة بـ2.4 مليار دولار فقط في هونج كونج، التي تستضيف بورصتها 1370 شركة من البرّ الرئيس، تمثل نحو 80% من قيمة السوق.

الاتصالات والبنية التحتية

باتت شركة "تشاينا موبايل"، وهي أضخم مشغّل للهاتف الخليوي في البرّ الرئيس، قوة مهيمنة في هونج كونج، منذ دخولها السوق في عام 2006، بعد استحواذها على رابع أكبر شركة اتصالات لاسلكية. وتمتلك الشركة الآن أضخم حصة من موجات الأثير التجارية المتنقلة، علماً أنها رائدة في تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس للإنترنت.

وفي العام الماضي، فازت شركات البرّ الرئيس بنسبة 48% من عقود البنية التحتية الحكومية، التي تتجاوز قيمتها 500 مليون دولار هونج كونجي (64 مليون دولار)، مقارنة بـ8% في عام 2018، وفقاً لتحليل "بلومبرغ نيوز" لسجلات المناقصات العامة.

واستحوذت تلك الشركات على 68% من مشروع بقيمة 53 مليار دولار هونج كونجي، لتشييد الجزء المحلي من جسر يربط هونج كونج بتشوهاي وماكاو، بما في ذلك طريق سريع بطول 12 كيلومتراً، وبناء جزيرة اصطناعية قبالة مطار المدينة. كما أن تلك الشركات شيّدت كل المستشفيات المؤقتة في المدينة وغالبية مرافق الحجر الصحي، لكبح كورونا.

ونقلت "بلومبرغ" عن ديريك بانج، الرئيس التنفيذي لشركة المقاولات المحلية Asia Allied Infrastructure Holdings Ltd، قوله: "إذا لم يكن لدينا المزيد من شركات هونج كونج التي تبلغ القمة، فإن ما يحدث هو أنها ستختفي تدريجياً. سواء حدث هذا في غضون 5 أو 10 أو 20 سنة، إنها مجرد مسألة وقت. وستكون قصة مماثلة في قطاعات أخرى بهونج كونج، وليس فقط صناعة البناء".

في مقابل تعزيز الشركات الصينية حضورها في المدينة، تقلّص عدد الصينيين فيها، من 40% في عام 1997 إلى 29% من السكان، كما أظهر مسح أعدّه "معهد هونج كونج لأبحاث الرأي العام" ونُشرت نتائجه الأسبوع الماضي. واعتبر حوالى 70% من السكان أنفسهم هونج كونجيين، مقارنة بحوالى 60% قبل 25 عاماً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات