قُتل دانيش صدّيقي الصحافي في وكالة "رويترز"، الجمعة، أثناء تغطيته اشتباكاً بين قوات الأمن الأفغانية ومقاتلي طالبان قرب معبر حدودي مع باكستان.
وقال قائد عسكري أفغاني لـ"رويترز" إن قوات أفغانية خاصة كانت تقاتل لاستعادة منطقة سبين بولداك عندما قُتل صديقي وضابط أفغاني كبير خلال ما وُصف بأنه تبادل لإطلاق النار مع طالبان.
وانضم صدّيقي بصفته صحافياً إلى القوات الأفغانية الخاصة المتمركزة في ولاية قندهار بجنوب البلاد هذا الأسبوع، وكان يكتب تقارير عن القتال بين القوات الأفغانية الخاصة ومقاتلي طالبان.
وقال رئيس "رويترز" مايكل فريدنبرج، ورئيسة التحرير أليساندرا جالوني في بيان: "نسعى حثيثاً للحصول على مزيد من المعلومات ونعمل مع السلطات في المنطقة".
وأضاف البيان: "كان دانيش صحافياً متميزاً وزوجاً مخلصاً وأباً وفياً وزميلاً يحظى بمحبة بالغة. قلوبنا مع أسرته في هذا الوقت العصيب".
وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني، في بيان عبر حسابه في "تويتر"، إنه يشعر "بحزن عميق للأنباء الصادمة عن مقتل صديقي" وقدم تعازيه لأسرته.
كان صدّيقي قد أبلغ "رويترز" في وقت سابق من الجمعة، بأنه أصيب بجرح في ذراعه بعد أن أصابته شظية أثناء تغطيته الاشتباك.
وعولج صدّيقي وتقهقر مقاتلو طالبان لاحقاً منسحبين من القتال في سبين بولداك. وقال القائد العسكري إن صدّيقي كان يتحدث مع أصحاب متاجر عندما عاودت طالبان الهجوم.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق عبر مصادر مستقلة من تفاصيل تجدد القتال الذي تحدث عنه المسؤول العسكري الأفغاني طالباً عدم نشر اسمه، وذلك قبل أن تصدر وزارة الدفاع بياناً.
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن الحركة لم تكن تعلم أن هناك صحافياً يعمل في موقع يدور به "قتال شرس"، مضيفاً أنه لم يتضح بعد كيف مات صدّيقي.
مسيرة مهنية
كان صدّيقي ضمن فريق التصوير الفوتوغرافي التابع لـ"رويترز" الذي فاز بجائزة بوليتزر عام 2018 عن توثيق أزمة لاجئي الروهينغا، في سلسلة وصفتها لجنة التحكيم بأنها "صور صادمة كشفت للعالم العنف الذي واجهه لاجئو الروهينغا أثناء الفرار من ميانمار".
وعمل صديقي مصوراً في "رويترز" منذ عام 2010 حتى وفاته، وشارك في تغطية أحداث الحرب في أفغانستان والعراق وأزمة لاجئي الروهينغا واحتجاجات هونغ كونغ وزلازل نيبال. وفي الشهور الأخيرة رصد بصوره أزمة جائحة كوفيد-19 في الهند، ونُشرت هذه الصور في أنحاء العالم.
حوادث عديدة
كان مقاتلو طالبان قد سيطروا على منطقة سبين بولداك الحدودية يوم الأربعاء، وهي ثاني أكبر معبر على الحدود مع باكستان، ضمن أهم المكاسب التي حققوها خلال تقدمهم السريع في أنحاء البلاد مع انسحاب القوات الأميركية بعد صراع مستمر منذ 20 عاماً.
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير هذا العام أن 33 صحافياً قتلوا في أفغانستان بين 2018 و2021. وقُتل 10 صحافيين في 30 أبريل 2018 في هجوم انتحاري في كابول، كما قُتل صحافي يعمل بالخدمة الأفغانية في هيئة الإذاعة البريطانية بالرصاص في مدينة خوست بشرق البلاد.
وفي 19 نوفمبر 2001 قتل مسلحون اثنين من صحافيي "رويترز" هما الأسترالي هاري برتون والأفغاني المولد عزيز الله حيدري، بعدما أوقفوا سيارتهما على طريق يؤدي إلى كابول من الحدود الباكستانية بينما كانا متجهين لتغطية سقوط نظام طالبان.