الملك سلمان: نأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية مع إيران إلى نتائج ملموسة

time reading iconدقائق القراءة - 7
الملك سلمان بن عبد العزيز خلال كلمة مسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. 22 سبتمبر 2021. - REUTERS
الملك سلمان بن عبد العزيز خلال كلمة مسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. 22 سبتمبر 2021. - REUTERS
دبي - الشرق

أعرب الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، عن أمله في أن تؤدي المحادثات الأولية مع إيران إلى "نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات الشعوب في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية".

وأضاف الملك سلمان في كلمة مسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: أن بلاده "ملتزمة منذ توقيعها على ميثاق سان فرانسيسكو بمقاصدها ومبادئها، التي تهدف لحفظ الأمن والسلم الدوليين، وحل النزاعات سلمياً، واحترام السيادة والاستقلال، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".

وأوضح أن "ما يواجه المجتمع الدولي اليوم من تحديات يتطلب تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف. فقد أثبتت جائحة كورونا أن الطريق للتعافي المستدام يعتمد على تعاوننا جميعاً في إطار جماعي".

جائحة كورونا

ولفت الملك سلمان إلى أن بلاده قامت بـ"دور حيوي في قيادة الاستجابة العالمية لهذه الجائحة من خلال رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، ودعمت المملكة الجهود العالمية لمواجهة هذه الجائحة بمبلغ 500 مليون دولار، إضافة إلى تقديمها 300 مليون دولار لمساعدة جهود الدول في التصدي للجائحة".

وأشار إلى أن المملكة "مستمرة في الالتزام بدورها الإنساني والتنموي الكبير في مساعدة الدول الأكثر احتياجاً، وتلك المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، وهي أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستويين العربي والإسلامي خلال عام 2021، ومن أكبر 3 دول مانحة على المستوى الدولي".

وأعرب عن حرص بلاده على "تعافي الاقتصاد العالمي، وهو ما يتجلى في الجهود الريادية التي بذلتها، بالتعاون مع شركائها في تحالف (أوبك بلس)، وفي إطار مجموعة العشرين، لمواجهة الآثار الحادة التي نجمت عن جائحة كورونا، وذلك لتعزيز استقرار أسواق البترول العالمية وتوازنها وإمداداتها، على نحو يحفظ مصالح المنتجين والمستهلكين".

وبينّ الملك سلمان، أن المملكة تدرك "أهمية تضافر الجهود في سبيل مواجهة التحدي المشترك الذي يمثله التغير المناخي وآثاره السلبية"، مشيراً إلى "مبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، والاقتصاد الدائري للكربون، التي من شأنها تقديم مساهمة فاعلة ومؤثرة في تحقيق الأهداف الدولية في هذا المجال".

وأوضح أن جوهر رؤية المملكة 2030 هو "تحقيق الازدهار وصناعة مستقبل أفضل، ليكون اقتصادنا رائداً، ومجتمعنا متفاعلاً مع جميع العالم"، مؤكداً أن بلاده قطعت "أشواطاً كبيرة، خلال السنوات الخمس منذ إطلاق هذه الرؤية الطموحة، في دعم الصناعات المحلية، وتطوير البنية التحتية، وتقنيات الاتصالات، وحلول الطاقة، والاستثمار في قطاعات عدة، إضافة إلى تمكين المرأة والشباب، وتحسين جودة الحياة للجميع".

السياسة الخارجية

ولفت الملك سلمان إلى أن السياسة الخارجية للمملكة تولي "أهمية قصوى لتوطيد الأمن والاستقرار، ودعم الحوار والحلول السلمية، وتوفير الظروف الداعمة للتنمية والمحققة لتطلعات الشعوب نحو غد أفضل، في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع".

وأردف: "يتجلى ذلك في جهود المملكة لرعاية اتفاق بين أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومساهمتنا الفاعلة في مجموعة أصدقاء السودان، ودعمنا للعراق في جهوده الرامية لاستعادة عافيته ومكانته".

وأوضح الملك سلمان، أن بلاده "تدعم بقوة الجهود الرامية لحل سلمي ملزم لمشكلة سد النهضة، بما يحفظ حقوق مصر والسودان المائية، والحلول السلمية برعاية الأمم المتحدة لأزمات ليبيا وسوريا، وجميع الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وتطلعات الشعب الأفغاني وضمان حقوقه بجميع أطيافه".

وأكد أن "السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، عبر حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

المبادرة في اليمن

وأشار الملك سلمان إلى أن "مبادرة السلام في اليمن، التي قدمتها المملكة في مارس الماضي، كفيلة بإنهاء الصراع وحقن الدماء ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني الشقيق"، معرباً عن أسفه "لرفض ميليشيات الحوثي الإرهابية الحلول السلمية، وأنها ما زالت تراهن على الخيار العسكري للسيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن".

ولفت إلى أن جماعة الحوثي ما زالت "تعتدي بشكل يومي على الأعيان المدنية في داخل المملكة، وتهدد الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة الدولية. وتستخدم ميليشيات الحوثي معاناة الشعب اليمني، وحاجته الملحة للمساعدة الإنسانية، والمخاطر الناتجة عن تهالك الناقلة صافر، أوراقاً للمساومة والابتزاز".

وتابع: "تلتزم المملكة دوماً بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، وتحترم السيادة الوطنية لجميع الدول، وتؤكد على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية"، لافتاً إلى أن المملكة تحتفظ بـ"حقها الشرعي في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما تتعرض له من هجمات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة، وترفض بشكل قاطع أية محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية".

المحادثات مع إيران

ووصف الملك سلمان إيران بـ"الدولة الجارة"، معرباً عن أمله في أن "تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقفها جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة".

وأكد الملك سلمان على "أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل. ومن هذا المنطلق تدعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وتعبر عن بالغ قلقها من الخطوات الإيرانية المناقضة لالتزاماتها والمتعارضة مع ما تعلنه إيران دوماً من أن برنامجها النووي سلمي".

وتابع: "تستمر المملكة في التصدي للفكر المتطرف القائم على الكراهية والإقصاء، ولممارسات الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي تدمر الإنسان والأوطان". 

وأوضح في ختام كلمته "أهمية وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام كل من يدعم ويرعى ويمول ويؤوي الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية، أو يستخدمها وسيلة لنشر الفوضى والدمار وبسط الهيمنة والنفوذ".

تصنيفات