فاوتشي: توقعوا طوفاناً من التلقيح الإلزامي

time reading iconدقائق القراءة - 7
أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة - AFP
أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة - AFP
دبي -الشرق

قال أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة، الجمعة، إنه بمجرد أن تُصدر إدارة الغذاء والدواء الأميركية موافقة كاملة على لقاحات فيروس كورونا، سيكون هناك "طوفان" من التكليف باللقاح من قبل الشركات والمدارس في جميع أنحاء البلاد.

وتوقع فاوتشي في تصريح لصحيفة "يو إس إيه توداي"، أن عمليات التكليف "لن تتم على المستوى الفيدرالي، ولكن الموافقة الكاملة على اللقاح ستشجع العديد من المؤسسات على القيام بذلك".

وقال إن "المنظمات والشركات والجامعات والكليات التي كانت مترددة في فرض هذا التكليف على المستوى المحلي، ستشعر بثقة أكبر".

وأضاف: "يمكنهم أن يقولوا إذا كنت تريد المجيء إلى هذه الكلية أو الجامعة، يجب أن تتلقى اللقاح. وإذا كنت تريد العمل في هذه الشركة فيجب أن تتلقى اللقاح. وإذا كنت تريد العمل في هذا المشروع فيجب عليك أن تتلقى اللقاح. وإذا كنت تريد العمل بهذا المستشفى يجب عليك أن تتلقى اللقاح".

لا مزيد من الإغلاقات

ولا يتوقع فاوتشي أن تلجأ الولايات المتحدة إلى مزيد من الإغلاقات في المستقبل. وعلل اللجوء إلى هذه السياسة في وقت مبكّر من تفشي الجائحة، "حتى لا تتكاثف الأعداد على المستشفيات"، وهو ما يُعرف باسم "تسطيح المنحنى".

وأضاف: "كان سبب الإغلاق هو عدم قدرة نظام الاستشفاء على التعامل مع زيادة الحالات؛ لأن الجميع كانوا يمرضون".

وقال العضو السابق في فريق عمل البيت الأبيض المختص بجائحة فيروس كورونا، إنه "عندما تدخل المستشفى الآن، فإن ما ستراه هو كثير من الشباب، بعضهم في حالة خطيرة، لكنك لن ترى تجاوزاً كاسحاً للطاقة الاستيعابية للمستشفى في أي مكان في جميع أرجاء البلاد".

أكاذيب وتضليل

وفي الوقت الذي يتعرض فيه فاوتشي للهجوم والتنمر عبر الإنترنت، وفي وسائل الإعلام المحافظة بشكل يومي، قال إنه غير قلق على نفسه بقدر قلقه على الولايات المتحدة بوجه عام.

وأوضح: "إننا نعيش في عالم بائس"، حيث الجماهير غارقة في الأكاذيب والمعلومات المضللة بشأن كورونا واللقاحات.

ومع ارتفاع حالات (كوفيد - 19) بين غير المطعمين في ظل انتشار متحور "دلتا" شديد العدوى، يأمل خبير الأمراض المعدية أن تسود "الملائكة الطيبين فوق بحر الأكاذيب على وسائل التواصل الاجتماعي".

ويأمل فاوتشي أن يقول كل أميركي "لن أتبع هذه الأكاذيب. إنني أرى الجميع حولي يصابون ويموتون. دعوني أمضي قدماً، وأحصل على اللقاح".

حماية الأطفال

وأدى متحور "دلتا" إلى تفاقم حاجة الأطفال الصغار إلى الإغاثة. ففي ولاية تينيسي، تشير وزارة الصحة إلى أن مستشفيات الأطفال بالولاية تسير بخطوات متسارعة نحو "الإشغال الكامل" بحلول نهاية الأسبوع المقبل.

وقالت مفوضة الصحة في الولاية، ليزا بيرسي، إن متحور "دلتا" ينتشر بوتيرة متسارعة بين الأطفال، الذين سرعان ما يُظهرون أعراضاً بعد تعرضهم للمرض.

وأشار فاوتشي إلى أن الأطفال دون سن الـ12 غير مؤهلين لتلقي اللقاحات، ومن ثم "يجب أن يوفر لهم البالغون المحيطون الوقاية اللازمة".

وأضاف أن الجميع في المدارس بحاجة إلى التطعيم، سواء كانوا معلمين أو مساعدين، أو عمال نظافة، وبوجه عام "أي شخص، في أي مكان، على مقربة من الطفل، في ما يجب أن يكون بيئة آمنة داخل المدرسة".

ونظراً إلى أن هذا لن يحدث في البيئة السياسية الحالية، قال فاوتشي إن "الكمامات هي الشيء التالي الأكثر أهمية".

وأكد أن المدارس تضطلع بدور محوري في "الصحة النفسية للأطفال"، وفي نموهم الفكري والبدني والاجتماعي، ومن ثم فإنه "من الضروري أن تبقى مفتوحة".

وأعرب عن أنه يفضل أن يكون الطفل "غير مرتاح قليلاً بارتداء الكمامة ومتمتعاً بصحة جيدة عن أن يكون مرتاحاً من دونها في وحدة عناية مركزة"، مضيفاً: "لا أفهم لماذا تريدون ترك الأطفال من دون حماية".

مستقبل "متأجج"

وأردف فاوتشي: "الجائحة يمكن أن تنتهي تماماً بمجرد تلقيح الجميع. وباستثناء ذلك، فإن هناك قلقاً من استمرار الأزمة على المدى الطويل".

وأوضح: "سنصل إلى مستوى متأجج من الأزمة حتى الخريف، ثم يحدث خلط مع الإنفلونزا في الشتاء، ثم نعود أدراجنا مرة أخرى في الربيع".

وأكد أن غير المطعمين "سيستمرون في الإصابة بالمرض"، وأن بعضهم "سيموتون"، مضيفاً أنه "من غير المرجح إحصائياً أن ترتقي إصابات الشباب والأصحاء في حال إصابتهم إلى مستوى الخطر، لكنهم بكل الأحوال لا يعيشون في الفراغ".

وتابع: "كلما ارتفعت أعداد المصابين، زادت فرص الفيروس للتحور إلى نسخة ربما أكثر خطراً".

وعن عملية طرح اللقاح، قال خبير الأمراض المعدية: "فجأة يتجاوز قرارك بعدم تلقي اللقاح المساحة الخاصة بك، ويغدو مؤثراً على مجتمعك".

وينطبق هذا -بحسب فاوتشي- على العالم بوجه عام، وما لم يتم وقف انتشار الفيروس في كل مكان، سيواصل التحور، وقد يعود في هيئة قادرة على التهرب من اللقاحات الحالية.

يختلف هذا عن العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيمات، مثل الحصبة، التي لا تتحور. ومن ثم، فإن توفير اللقاحات المضادة لكورونا لبقية أنحاء العالم يمثل "ضرورة وجودية"، وفقاً للخبير الأميركي. 

وأضاف خبير الأمراض المعدية: "إذا كنا محميين ضد الحصبة، فإن هناك مليون حالة حصبة في أفغانستان، أو الهند، أو أوغندا، أو كينيا، ولا بد أن يأتي أحدهم إلى هنا، لكن هذا الأمر لا يشكل أهمية. أما إذا كنا محميين من مجموعة من متحورات كورونا، وظهر متحور غير معروف في مكان ما في إحدى الدول متوسطة أو منخفضة الدخل، فإننا سنكون في خطر".

واختتم فاوتشي مؤكداً أنه فيما لا تعد لقاحات كورونا مثالية، إلا أنها تقدم شيئاً بالغ الأهمية، وهو الحفاظ على صحة الأشخاص الذين يصابون بالفيروس من التدهور إلى، أو الوقوع تحت براثن الموت".

ولفت إلى أن "سبب التطعيم ليس أن تذهب إلى هنا وهناك من دون أن ترتدي الكمامة، وإنما لأنك لا تريد أن ينتهي بك المطاف في وحدات العناية المركزة"، مؤكداً: "يمكنني أن أضمن لك بنسبة 99% أنك إذا تلقيت اللقاح، فلن ينتهي بك المطاف في وحدات العناية المركزة".

اقرأ أيضاً: