صنّاع "ما وراء الطبيعة" يكشفون خبايا الكواليس

time reading iconدقائق القراءة - 9
طاقم عمل "ما وراء الطبيعة" خلال احتفال بإطلاق المسلسل - NETFLIX
طاقم عمل "ما وراء الطبيعة" خلال احتفال بإطلاق المسلسل - NETFLIX
القاهرة-الشرق

تطرح نتفليكس الخميس، مسلسل "ما وراء الطبيعة" كأول مسلسل مصري من إنتاج نتفليكس، ويقع ضمن فئة الرعب، ما يمثل وجهاً آخر من وجوه خصوصية لهذه التجربة.

المسلسل المصري المرتقب مستوحى من سلسلة روايات بالاسم ذاته، ألّفها الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، ضمن مشروع "روايات مصرية للجيب"، وتدور عن شخصية الطبيب رفعت إسماعيل، الذي يواجه أحداثاً غير طبيعية.

 ويُعد إنتاج المسلسل ضمن إنتاجات نتفليكس الأصلية، ختاماً لمحاولات إنتاج متعثرة امتدت على مدار 15 عاماً، من قبل مخرج العمل عمرو سلامة.

وطرحت "نتفليكس" فيلماً وثائقياً بعنوان: "ما وراء القصة"، في ضوء خطتها الدعائية للمسلسل، الذي سيُعرض مترجماً لأكثر من 32 لغة، كما ستُوفر الدبلجة إلى 9 لغات، بجانب توفيره بالوصف الصوتي والنصي بالعربية لضعاف السمع والمكفوفين.

والمسلسل المكوّن من 6 حلقات، بطولة أحمد أمين ورزان جمال وآية سماحة وسماء إبراهيم، وإنتاج محمد حفظي وعمرو سلامة الذي يتولى إخراجه أيضاً مع ماجد الأنصاري، وكتابة محمود عزت ودينا ماهر وعمر خالد، وموسيقى خالد الكمار.

اللقاء الأول

"روايات تحبس الأنفاس من فرط الغموض والرعب والإثارة"، بهذه الكلمات يستهل عمرو سلامة الحديث عن سلسلة "ما وراء الطبيعة" في الوثائقي الذي أصدرته شبكة نتفليكس ونشرته على يوتيوب.

فتّش سلامة في صندوق ذكرياته، عبر الفيلم الوثائقي، ليستعيد تفاصيل الاتصال الأول بينه وبين المؤلف الراحل أحمد خالد توفيق. كانت رسالة إلكترونية أول ما جمع بينهما، ليرد توفيق على حلمه بتحويل رواياته للشاشة بلطف بالغ.

 أما على أرض الواقع، وبعيدًا عن العالم الافتراضي، حالة من الدهشة انتابت سلامة خلال لقائه الأول بالكاتب الراحل داخل أحد مطاعم القاهرة، علماً أنه وصفه بأنه "يتمتع بقدرٍ عالٍ من السلاسة والتواضع، لكونه أبدى موافقة فورية على تحويل السلسلة لعمل فني، بإمضاء عمرو.

من أمين إلى "رفعت"

استعانت "نتفليكس" بأحاديث لأحمد خالد توفيق، عن علاقته بـ"رفعت إسماعيل"، بطل سلسلة ما وراء الطبيعة، وكواليس الشخصيات التي استوحى منها ملامحه، فيقول: "أضفت لرفعت أجزاء مني، وكذلك من صديق جرّاح، فهو نفس تكوينه النفسي تماماً".

شخصية رفعت إسماعيل، التي تُعد انعكاسًا لتوفيق ذاته، تطلبت من أحمد أمين جهداً مضاعفاً كي يتقنها، خصوصاً أن مشواره السابق كان كوميدياً، في وقت يرى البعض أن قبول أمين لدور "رفعت إسماعيل"، مغامرة غير محسوبة، يجد فيها أمين فرصة كان لابد من اقتناصها.

 وقال أمين لـ"الشرق" إن "هناك فرقاً كبيراً بين شخصيتي الحقيقية وشخصية رفعت". فبطل السلسلة، كائن سوداوي متشائم، بينما أمين أكثر نشاطًا وطاقةً منه، كذلك يتبني "رفعت" نوعًا فريدًا من السخرية المركّبة، والتي لا تتشابه بأي حال مع نمط الكوميديا المعتادة التي ينتمي إليها أمين.

من ناحية أخرى، أكد أمين أنه بصحبة عمرو سلامة أعدّا جداول مفصّلة عن الغرض من الأداء في كل مشهد قبيل التصوير، وحرصا على مشاهدة المشاهد ومضاهاتها بهذه الجداول أولاً بأول، لضمان الحفاظ على انسجام الحلقات.

ويقول مازحاً: "طول عمري كنت ممثل برّي، ما بنزلش تحت الميّه، ومؤمن إن كل كائن لازم يمثل في بيئته".

مخرج من المعجبين

حِملٌ ثقيل، ومسؤولية ضخمة، تقع على عاتق صُنّاع المسلسل تجاه جمهور أحمد خالد توفيق، ولا سيما أن هذه السلسلة حظيت بجماهيرية كبيرة داخل مصر وخارجها، وهناك حالة من الترقب للحكم على جودة العمل ومدى مناسبته لحجم إبداعات الراحل.

 يتحدث عمرو سلامة، مخرج العمل ومسؤول الرؤية الفنية، وكذلك قائد فريق الكتابة، عن هذه الضغوط، ووضعه المركب بوصفه أحد عشاق السلسلة، قائلاً: "لا أنكر أن ضغط القاعدة الجماهيرية الكبيرة لعشاق السلسلة كان مصدر إرباك وخوف بالنسبة لنا، إذ يرى عشاق توفيق أنني اختطفت صغيرهم، لكنه في نفس الوقت حافز كبير".

ويضيف سلامة أثناء حديثه للشرق في سياق اليوم الإعلامي: "ما يشعرني بالاطمئنان أني واحد من ألتراس السلسلة"، من ناحية أخرى، يؤكد أن اختيار الأساطير المستوحاة منها الحلقات خضع بالأساس لذوقه الخاص، وتفضيلاته الشخصية كقارئ، إضافة بالتأكيد لكونها جاءت عاكسة لعناصر رعب محلية الصُنع، كالنداهة والجاثوم، ولعنة الفراعنة.

التكلفة

ويعتبر المنتج محمد حفظي، أول منتج مصري يتعامل مع نتفليكس، وأثناء حديثه لـ"الشرق"، يؤكد أن تجربة العمل مع نتفليكس أعطت الفرصة لفريق العمل برمته لاختبار عملية إنتاج من الألف إلى الياء، تختلف كليًا عما عايشناه من قبل في لوكيشن أي عمل آخر.

 

حفظي يؤكد أن صعوبة إنتاج "ما وراء الطبيعة" تكمن في أنها نوع جديد على الدراما العربية، فتحويل الروايات إلى مسلسل لا تحتاج فحسب الإمكانيات المادية، بقدر ما تحتاج خبرات لتحويل الورق إلى صورة، لذلك هناك "فرق ملحوظ" بين سعر حلقة المسلسل بالمقارنة بأي حلقة أخرى أنتجت بالدراما العربية.

أعمال أصلية

مدير الأعمال الأصلية العربية والإفريقية لدى نتفليكس، أحمد الشرقاوي، يقول لـ"الشرق"، إن "ما وراء الطبيعة، توفّرت فيه غالبية العوامل التي تستهدفها نتفليكس في إنتاجاتها، فهو أول عمل مصري تنتجه الشركة، لذا كان عليها التروي جيدًا لاختيار عمل يليق بمكانة مصر".

 ويضيف: "المسلسل مستوحى من سلسلة الروايات الأكثر مبيعاً، ومن حلم عمره 15 عاماً للمخرج، وهي كانت عوامل جذب كافية لنتفليكس. إضافة لذلك، كون تنفيذ عمل رعب عربي يشكل تحديًا، ونحن نحب التحدي في نتفليكس".

وعن إنتاجات نتفليكس المقبلة، يشير الشرقاوي إلى أن السمات المستهدفة لأعمال نتفليكس بالمنطقة العربية تتلخص في جاذبية الفكرة، وتنوع جمهورها، وقابليتها لعبور الحدود.

ويوضح الشرقاوي أن هناك 5 مشاريع قيد التحضير حاليًا هي: المسلسل الأردني "مدرسة الرعب للبنات"، وأول بطولة لشخصية "أبلة فاهيتا" في مسلسل، وعمل كوميدي من إنتاج الممثلة التونسية هند صبري، ومسلسل يعود من خلاله المطرب المصري عمرو دياب بعد غياب دام 27 عاماً عن الدراما.

ويؤكد مدير الأعمال الأصلية العربية والإفريقية لدى نتفليكس، أن تجربة المسلسل الأردني "جن" والنقاش الذي أثاره، أفاد الشركة المنتجة كثيراً، مما انعكس على اختياراتها لأعمال المنصة.

عربي "مكسّر"

الممثلة اللبنانية رزان جمال، تؤدي البطولة النسائية في "ما وراء الطبيعة"، وتلعب شخصية الاسكتلندية "ماغي ماكيلوب"، التي وصفتها السلسلة بأنها تلك "التي تمشي على العشب فلا تثني منه عودًا"، وهو التحدي الأبرز الذي جابهته رزان، وفقًا لحديثها لـ"الشرق" في سياق اليوم الإعلامي لإطلاق المسلسل.

 تقول: "أنا أختلف تماماً عن ماغي حتى في مشيتها الرقيقة، وعملت على الإعداد للشخصية على أكثر من مستوى، كما سافرت إلى اسكتلندا لمخالطة المواطنين لتأدية شخصية العالمة الاسكتلندية بشكل غير مفتعل".

وتعتبر رزان أن لكنة "ماغي" وطريقة أدائها للحوار كانت تحدياً آخر، إذ كان عليها إجراء حوارات مع السكان في اسكتلندا، وتسجيلها لإعادة مراجعة اللهجة، ثم إتقان لهجة "العربي المكسّر"، بعد ذلك.