تقرير: إسرائيل تستهدف إمدادات الأسلحة الإيرانية بضربات في سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة لمطار حلب الذي تعرض لضربة إسرائيلية في 31 أغسطس 2022 - REUTERS
صورة لمطار حلب الذي تعرض لضربة إسرائيلية في 31 أغسطس 2022 - REUTERS
عمان- رويترز

أفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية ومخابراتية، بأن إسرائيل كثفت ضرباتها على المطارات السورية "بهدف تعطيل خطوط الإمداد الجوي التي تستخدمها طهران على نحو متزايد لتوصيل الأسلحة لحلفائها في سوريا ولبنان"، ومن بينهم "حزب الله" اللبناني.

وتستخدم طهران النقل الجوي باعتباره وسيلة يمكن الاعتماد عليها بقدر أكبر من الثقة في نقل المعدات العسكرية لقواتها والمقاتلين المتحالفين معها في سوريا، بعد اضطراب حركة النقل بطريق البر، حسبما أوردت "رويترز".

وقالت المصادر الدبلوماسية والمخابراتية إن "إسرائيل ترى منذ زمن طويل في ترسيخ عدوتها اللدودة إيران لأقدامها في سوريا تهديداً لأمنها القومي"، وإنها "توسع نطاق ضرباتها لتعطيل الوسيلة الجديدة لنقل الأسلحة".

"منع وصول طائرة شحن"

ونقلت "رويترز" عن قائد عسكري في تحالف إقليمي مدعوم من إيران، قوله إن "أحدث الضربات ليل الأربعاء الماضي، ألحقت أضراراً بمطار حلب قبل قليل من وصول طائرة قادمة من إيران".

وقالت الحكومة السورية إن إسرائيل "شنت أيضاً هجوماً على مطار دمشق، ما ألحق أضراراً بالمعدات"، في ثاني هجوم من نوعه منذ يونيو عندما تسببت ضربات إسرائيلية للممر في خروجه من الخدمة لمدة أسبوعين.

وقال مصدر مخابراتي غربي إن الضربة استهدفت أيضاً منع وصول طائرة شحن.

"عرقلة خطة إيران"

وتشن إسرائيل هجمات على سوريا منذ سنوات، تستهدف ما تصفه بأنه "قوات إيرانية وقوات مدعومة من إيران نُشرت في سوريا خلال الحرب" المستمرة منذ 11 عاماً.

وقال رام بن باراك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، إن "هدف إسرائيل في سوريا هو منع تنفيذ خطة إيران الرامية إلى إقامة جبهة أخرى ضد إسرائيل في سوريا، وتعزيز قدرات حزب الله في لبنان".

وأضاف في مقابلة مع إذاعة "102 إف.إم" في تل أبيب، أن إسرائيل "تمكنت من إحباط هذه الخطة بطرق مختلفة".

"تحول في الأهداف الإسرائيلية"

في رد فعل على الضربات الجوية الإسرائيلية الأربعاء، قال وزير الخارجية السوري إن إسرائيل "تلعب بالنار" وتهدد الأمن في المنطقة.

وقال مصدر دبلوماسي في المنطقة لـ"رويترز" إن هذه الضربات "علامة ومؤشر على تحول في الأهداف الإسرائيلية". وأضاف: "بدأوا في ضرب البنية التحتية التي يستخدمها الإيرانيون في إمدادات الذخائر للبنان".

ومضى المصدر قائلاً: "في السابق كان (الهدف يتمثل في) الإمدادات فحسب وليس المطار. والآن يقصفون الممر".

ونقلت "رويترز" عن مصدر مخابراتي غربي يعمل في المنطقة، ومنشق عن الجيش السوري على دراية بأهداف الضربات، قولهما إن "الدافع وراء هذا التحول هو استخدام إيران المتزايد لشركات الطيران التجارية في نقل الأسلحة إلى المطارين السوريين الرئيسيين، بدلاً من النقل البري".

وقال المصدر المخابراتي إن معلومات المخابرات الإسرائيلية أشارت إلى "استخدام المزيد من الرحلات" في نقل الأسلحة، ونقل (قطع) العتاد العسكري الصغيرة التي "يمكن تهريبها في الرحلات الجوية المنتظمة من طهران".

وفي عام 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة "ماهان إير" بسبب نقل أسلحة وأفراد من القوات الإيرانية في سوريا.

"معدات عسكرية في طائرات مدنية"

ونقلت "رويترز" عن "منشق عن الجيش السوري"، قوله إن "مثل هذا العتاد يشتمل في العادة على المكونات الصغيرة للطائرات المسيرة، وأجزاء الصواريخ دقيقة التوجيه، ومعدات الرؤية الليلية التي من السهل وضعها في صندوق من الورق المقوى في طائرة مدنية".

وأضاف أن عمليات النقل البري عبر العراق وسوريا إلى لبنان "صارت أقل جاذبية منذ ظهور الشقاقات الداخلية والصراعات على النفوذ على طول الحدود العراقية السورية"، التي تتمركز فيها فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران، في ما يعطل النقل عبر الحدود.

ومضى قائلاً إن "إيران وحلفاءها بدأوا في الاعتماد بصورة متزايدة على مطار حلب لنقل الأسلحة بعدما قصفت إسرائيل مطار دمشق في يونيو".

وقال نوار شعبان، وهو محلل في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية الذي يركز أبحاثه على سوريا، إن الضربات "تقدم أدلة على الأماكن التي تعمق فيها إيران الآن تمركزها في سوريا".

وأضاف أن الضربات التي كانت تتركز قبل سنوات على مناطق حول دمشق ومناطق عسكرية في شمال غرب سوريا "امتدت الآن إلى حلب"، بل و"المناطق الساحلية"، ما يسلط الضوء على المناطق التي ترى فيها إسرائيل تهديداً استراتيجياً لها.

وأوضح شعبان: "الشيء الخطير يتمثل في أننا عندما ننظر إلى هذه المناطق التي تتعرض للقصف فإننا نستنتج أن (وجود) إيران تمدد بشكل أكبر".

وقال أيضاً: "في كل مرة نرى ضربة في منطقة جديدة يكون رد الفعل، ‬‬يا إلهي إسرائيل ضربت هناك، لكن ما يجب أن نقوله هو، ‬‬يا إلهي، إيران وصلت إلى هناك".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات