
قال كبير المفاوضين الروس في محادثات فيينا ميخائيل أوليانوف في تصريحات لـ"الشرق" إنه يشاهد رغبة من جميع الأطراف للحصول على نتيجة إيجابية للمحادثات النووية الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، مضيفاً أن المحادثات تسير نحو الوجهة الصحيحة "لكن في الواقع هناك 4 قضايا (..) بحاجة للتسوية".
وعن قرب حدوث خرق في المحادثات، قال أوليانوف: "لطالما أقول لزملائي الغربيين كونوا صبورين، وأعتقد غداً سنحصل على فهم أفضل لما نحن فيه".
وعن مقارنة محادثات الدوحة غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بما يحدث في محادثات فيينا قال أوليانوف: "لم أكن مشاركاً في محادثات الدوحة، ومن الصعب مقارنتها بما يحدث في فيينا".
قضايا عالقة
ورفض كبير المفاوضين الروسي وصف المقترح الذي جلب الطرفين الإيراني والأميركي، بأنه "مقترح أوروبي"، واعتبر ذلك أمراً غير منصف، بداعي أنه جاء نتيجة جهود كل الأطراف المشاركة في المفاوضات.
وقال أوليانوف، إن "المقترح الأوروبي هو عبارة عن جهد تشارك فيه جميع الأطراف خلال سنة ونصف السنة، وهو يجمع عدداً من الأفكار التي تقودنا للقرار النهائي".
وتابع: "نحن ندعم الجهود الأوروبية، ولكن ليس من العدل أن نقول إن هذه خطة أوروبية لأنها جهود كافة الأطراف".
وحول النقاط التي يتم نقاشها في محادثات فيينا أضاف المبعوث الروسي: "لن أدخل في التفاصيل لحساسية هذه القضايا التي تتراوح بين ثلاث إلى أربع قضايا، بعضها نووية وأخرى متعلقة بالضمانات، وبعضها أيضاً يتعلق بالجانب الاقتصادي".
واعتبر المبعوث الروسي أن الجو العام للمحادثات "إيجابي"، وأكد أنه "متفائل"، لأن المحادثات تسير على "الطريق الصحيح".
وكان مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، أعرب في وقت سابق الأحد، عن تفاؤله بشأن إحراز "تقدم" في المحادثات، قائلاً في تغريدة على "تويتر": يبدو أننا نحرز تقدماً.. لنبق متفائلين".
اتفاق "مستقر"
وعلى الجانب الإيراني، نقلت وكالة "مهر" للأنباء الأحد عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن طهران "جادة" في التوصل إلى اتفاق نووي "قوي ومستقر" في المفاوضات المنعقدة في فيينا، مشيراً إلى أن نجاح المحادثات يعتمد على "مرونة" واشنطن.
وأشارت الوكالة إلى أن تصريحات عبد اللهيان جاءت خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بحثا فيه التطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك مستجدات الوضع في غزة والمفاوضات النووية.
من جانبه، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني أبو الفضل عمويي: "إننا نتفاوض في فيينا لإلغاء الحظر الأميركي".
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا": "الجانب الآخر يحاول استغلال الحظر كأداة للضغط في عملية التفاوض".
وفي تصريح للوكالة وصف قرار طهران بشأن ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي بأنه "منطقي"، وأن هذا الإجراء يثبت أن إيران "لديها القدرة على زيادة قدرة تخصيب اليورانيوم"، مضيفاً: "يمكن استخدام اليورانيوم المخصب في المستقبل كاحتياطي وقود للمنشآت في البلاد، وكأداة قوية لإيران للصمود في وجه مطامع الجانب الآخر".
ودخلت محادثات فيينا يومها الرابع، بعدما بحثت السبت مقترحاً أوروبياً لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، فيما طالبت طهران واشنطن بتقديم "ردّ واقعي" على اقتراحاتها، خلال محادثاتهما غير المباشرة في العاصمة النمساوية.
واستؤنفت المحادثات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيران وأطراف أخرى، الخميس الماضي، في فيينا، بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وتهدف المفاوضات إلى التوافق على الخطوات التي يجب على الولايات المتحدة وإيران اتخاذها للعودة إلى الاتفاق النووي.
ويأتي استئناف المحادثات بعد تعطيل دام أشهراً عدة، بسبب المطالب الأوروبية المتبقية، لكن دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين، اتفقوا على العودة إلى المفاوضات هذا الأسبوع لمحاولة تأمين اتفاق بشأن مسودة قدمها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، إضافة إلى اقتراحات أميركية.
اقرأ أيضاً: