أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، أن القرصنة المعلوماتية التي شلّت إحدى أكبر شبكات أنابيب النفط الأميركية، نفّذتها مجموعة إجرامية تعتمد برنامج فدية "موجود في روسيا"، لكنها قالت ألا "دليل" حتى الآن يثبت ضلوع موسكو في العملية، وأنها تتابع التحقيق.
وقالت الشرطة الفيدرالية الأميركية، في بيان، إن القرصنة التي تسبّبت منذ الجمعة بشلل شبكة "كولونيال بايبلاين"، نفّذتها مجموعة "داركسايد" DarkSide الإجرامية.
وجاء في البيان أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي أكد أن برنامج الفدية التابع لداركسايد مسؤول عن تعطيل شبكة كولونيال بايبلاين".
ويعمل برنامج الفدية على اكتشاف ثغرات في المنظومة الأمنية، يستغلها لتشفير الأنظمة المعلوماتية، ثم يطلب فدية مقابل فك الشيفرة.
ووفق "أكسيوس"، قال مسؤولو البيت الأبيض في مؤتمر صحافي، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في برنامج الفدية منذ أكتوبر الماضي، وإنه سيواصل العمل عن كثب مع شركاء "كولونيال بايبلاين" والحكومة في التحقيق.
وفي الإطار، نقلت الوكالة الأميركية عن مصدرين مطلعين على التحقيقات، أن المهاجمين سرقوا بيانات من الشركة، على الأرجح لأغراض الابتزاز.
وتزعم "دارك سايد" أنها لا تهاجم المستشفيات ودور رعاية المسنين أو الأهداف التعليمية أو الحكومية وأنها تتبرع بحصة من غنائمها للجمعيات الخيرية. وتمارس نشاطها منذ أغسطس، وكما هو معتاد من عصابات برامج الفدية القوية، فمن المعروف أنها تتجنب استهداف المؤسسات في دول الكتلة السوفيتية السابقة.
ولم تذكر "كولونيال" ما إذا كانت قد دفعت أو كانت تتفاوض حول الفدية، كما لم تعلن "دارك سايد" عن الهجوم على موقعها على شبكة الإنترنت المظلم، ولم ترد على استفسارات أحد مراسلي "أسوشيتد برس". وعادة ما يشير عدم الإقرار إلى أن الضحية إما تتفاوض أو دفعت.
وقال خبراء أمنيون إن الهجوم يجب أن يكون تحذيراً لمشغلي البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مرافق الكهرباء والمياه وشركات الطاقة والنقل، من أن عدم الاستثمار في تحديث أمنهم يعرضهم لخطر وقوع كارثة.
روسيا بريئة؟
بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن "هناك عناصر تظهر أن برنامج رانسموير Ransomware (الذي يستغل الثغرات الأمنية) موجود في روسيا"، لكنه أكد أن "لا دليل حتى الآن" يثبت ضلوع موسكو في عملية القرصنة.
وصرح بايدن: "حتى الآن، ليس هناك دليل من أجهزتنا الاستخباراتية يظهر ضلوع روسيا، لكن هناك عناصر تظهر أن برنامج رانسموير موجود في روسيا".
تجدر الإشارة إلى أن بايدن يخطط للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين قريباً.
إعادة تشغيل الأنظمة
وتعدّ "كولونيال بايبلاين" أكبر خط أنابيب في الولايات المتحدة من حيث الحجم، إذ تضخ نحو 45 في المئة من المحروقات المستهلكة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وأعلنت "كولونيال بايبلاين"، الجمعة، أنها اكتشفت وقوعها "ضحية هجوم قرصنة إلكترونية"، وأنها "وضعت بعضاً من أنظمتها بشكل احترازي خارج الخدمة درءاً للخطر، ما عطّل بشكل مؤقت كل العمليات"، وهو أمر أثار مخاوف من ارتفاع أسعار الوقود.
وأوضحت الشركة، السبت، أن "هدفنا الرئيسي في الوقت الراهن هو الاستعادة الآمنة والفاعلة لخدماتنا، من أجل العودة إلى التشغيل الاعتيادي".
والاثنين، قالت "كولونيال بايبلاين" في بيان نقله موقع "أكسيوس"، إن أجزاء من خط الأنابيب يتم إعادة تشغيلها "بطريقة تدريجية" بهدف "استعادة الخدمة التشغيلية بشكل كبير بحلول نهاية الأسبوع".
اقرأ أيضاً: