الملف الأوكراني يطيح بمدير الاستخبارات العسكرية الفرنسية

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث إلى جنرالات في الجيش في بريست- فرنسا -19 يناير 2021 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث إلى جنرالات في الجيش في بريست- فرنسا -19 يناير 2021 - REUTERS
باريس-أ ف ب

أُعفي مدير الاستخبارات العسكرية الفرنسية الجنرال إريك فيدو من منصبه، على خلفية ما اعتُبر "تقصيراً"، فيما يتعلّق بالغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب ما علمت وكالة "فرانس برس" من مصادر عسكرية، وأخرى مطّلعة على الملف.

وقال مصدر عسكري إن مدير الاستخبارات العسكرية "دي آر إم" سيغادر منصبه فوراً، مؤكداً بذلك معلومة أوردها موقع "لوبينيون" الفرنسي، الذي نقل عن مصدر في وزارة الجيوش قوله إنّ الدافع لهذه الإقالة هو "عدم كفاية الإحاطات"، و"ضعف التمكّن من الملفات".

وقال مصدر عسكري اتصلت به وكالة "فرانس برس"، إن" الاستخبارات العسكرية كانت في مرمى قيادة الجيش منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا".

وأضاف المصدر أنّ الاستخبارات العسكرية "تجري استعلامات عسكرية بشأن العمليات وليس بشأن النوايا"، موضحاً أنّ تقاريرها خلصت إلى أن روسيا لديها الوسائل الكافية لغزو أوكرانيا، و"ما حدث أثبت أنّها كانت على حقّ".

وبحسب مصدر عسكري آخر اتصلت به وكالة "فرانس برس"، وطلب عدم ذكر اسمه، فإن خبر إعفاء الضابط الكبير انتشر منذ أيام داخل الجيش، لكن سرى حديث عن منحه منصباً آخر، وهو ما لم يحصل في نهاية المطاف.

من جانبه، قال مصدر قريب من الملف: "لا يمكننا نسب هذا التغيير للوضع الأوكراني فقط، إنّها أيضاً مسألة إعادة تنظيم للجهاز".

وعُيّن الجنرال فيدو في المنصب الصيف الماضي، قادماً من قيادة العمليات الخاصة، لكنّ تعيينه أحدث ضجة داخل المجتمع العسكري، لأنّ البعض اعتبر أنه حدث في إطار عملية تدوير مناصب بين جنرالات.

فرنسا "فشلت"

وفي مطلع مارس الجاري، بُعيد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أقرّ رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال تييري بوركار لصحيفة "لوموند"، بوجود اختلافات في التحليل بين الفرنسيين والأميركيين بشأن مسألة الغزو المحتمل لأوكرانيا.

وقال آنذاك: "الأميركيون قالوا إنّ الروس سيهاجمون، لقد كانوا على حقّ. على العكس من ذلك، اعتقدت أجهزتنا أنّ غزو أوكرانيا ستكون له تكلفة باهظة، وأنّ الروس لديهم خيارات أخرى"، لإسقاط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وحصل الأميركيون على معلومات استخبارية موثوق بها بشدة بشأن الاستعدادات الروسية، وقرّروا قبل أسابيع عدّة من بدء الغزو نشر جزء منها في محاولة منهم للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في هذا الصدد، أوضح المتخصص في شؤون الاستخبارات بمعهد الدراسات السياسية بباريس ألكسندر بابيمانويل، أنّ "الاستخبارات الأميركية استخدمت المعلومات الاستخبارية وسيلة للضغط، وهذا يمثل عودة الاستخبارات ركيزة للتواصل السياسي". 

وأضاف أنّ "فرنسا تفعل الشيء نفسه. إنّها تقول داخلياً، داخل المجتمع (الاستخباراتي) ولباقي العالم، إنّها فشلت".

مع ذلك، اعتبر بابيمانويل أنّه "لا يمكن توجيه اللوم فقط للاستخبارات العسكرية التي تعاني خصوصاً من عدم كفاية الموارد، ومن مشكلة في صورتها وفي تنظيم أجهزتها". 

وخلص الباحث إلى أنّ "التحذير موجّه للمجتمع (الاستخباري) بأسره. عليهم أن يكونوا فعّالين وعلى دراية بكلّ التهديدات".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات