
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، إن الاتفاق الذي أبرمه الرئيس السابق دونالد ترمب مع حركة طالبان العام الماضي تمهيداً لانسحاب القوات الأميركية والدولية من أفغانستان، قد أضعف معنويات الجيش الأفغاني.
وأضاف أوستن في شهادته أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بشأن تداعيات الانسحاب من أفغانستان، إن "الانهيار السريع لقوات الأمن الأفغانية فاجأ وزارة الدفاع (البنتاجون) على الرغم من سنوات التمويل والتدريب التي بذلتها الولايات المتحدة في جهود مقاومة طالبان، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ" للأنباء.
وأوضح: "لقد فوجئنا جميعاً بحقيقة أن الجيش الأفغاني الذي دربناه نحن وشركاؤنا قد تلاشى ببساطة، ودون إطلاق رصاصة واحدة في كثير من الحالات.. إن الادعاء بغير ذلك سيكون أمراً غير نزيه".
وأشار أوستن إلى أن "فشل الولايات المتحدة في الاعتراف بفشل الجيش الأفغاني كان مشكلة كبيرة"، لكنه ألقى باللوم على اتفاق ترمب مع طالبان لسحب القوات الأميركية مقابل التزام القوة المتمردة بعدم إيواء الإرهابيين.
وقال وزير الدفاع الأميركي عن القوات الحكومية الأفغانية: "لم نفهم تماماً عمق الفساد وضعف القيادة في رتبهم العليا.. لم نتوقع تأثير كرة الثلج الناجم عن الصفقات التي أبرمها قادة طالبان مع القادة المحليين في أعقاب اتفاق الدوحة".
وأوضح أن "اتفاق الدوحة نفسه كان له تأثير محبط على معنويات الجنود الأفغان، نحن فشلنا في فهم ذلك تماماً".
وإلى جانب أوستن، استمعت اللجنة إلي شهادات كل من الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال فرانك ماكينزي، رئيس القيادة المركزية الأميركية، بشأن الأحداث التي رافقت انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد 20 عاماً من الحرب.
لا رصاصة واحدة
وقال السناتور جيمس إينهوفي، كبير الجمهوريين باللجنة في كلمة افتتاحية بالجلسة: "طوال الربيع، رأينا العديد من المناطق تسقط بسرعة في أيدي طالبان، والعديد منها دون إطلاق رصاصة واحدة".
وأضاف: "الآن، أدى قرار الرئيس بايدن بالانسحاب إلى توسيع خطر الإرهاب، وزاد من احتمالية شن هجوم على الوطن".
وتوقعت "بلومبرغ"، أن يتم تشديد الضغط بشكل أكبر على أوستن وميلي بشأن سبب فشل الولايات المتحدة في توقع الانهيار السريع للجيش الأفغاني والشرطة الوطنية، وهي قوة قوامها 300 ألف فرد تقريباً لم تتمكن من مواجهة ما قدره بايدن بأنه 75 ألفاً من مسلحي طالبان.
دفاع الديمقراطيين
وركز الديمقراطيون في المقابل على أخطاء الولايات المتحدة على مدى 20 عاماً، وأكدوا أن بايدن ورث اتفاق السلام مع طالبان الذي تم التوصل إليه في الدوحة من قبل إدارة ترمب.
وقال السناتور الديمقراطي جاك ريد، رئيس اللجنة، في بيانه الافتتاحي: "إن الطريق الذي أدى إلى هذه اللحظة كان ممهداً بسنوات من الأخطاء، من محورنا الكارثي إلى العراق، إلى فشلنا في التعامل مع دعم باكستان لطالبان، وحتى اتفاق الدوحة المعيب الذي وقعه الرئيس ترمب".
وكان عدد من الجمهوريين قالوا إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تبقي قاعدة باجرام مفتوحة، لكن أوستن قال إن الاحتفاظ بهذه القاعدة الجوية سيتطلب خمسة آلاف جندي وأن هذه القاعدة الجوية "لا قيمة لها" نظراً لبعدها عن كابول.
أسئلة "عبر الأفق"
بالإضافة إلى ذلك، أثيرت أسئلة حول هجوم فاشل بطائرة بدون طيار أميركية في كابول في منتصف عملية الإجلاء الأميركية التي أسفرت عن مقتل 10 مدنيين، بينهم سبعة أطفال. وقد أثار ذلك شكوكاً حول تأكيدات بايدن والجيش بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع أفغانستان من أن تصبح ملاذاً آمناً للإرهابيين من خلال شن ضربات "عبر الأفق" استناداً إلى معلومات استخبارية يتم جمعها دون الاستفادة من القوات والوكلاء الأميركيين على الأرض.
لكن أوستن قال إن "العمليات عبر الأفق صعبة ولكنها ممكنة تماماً. والمعلومات الاستخباراتية التي تدعمها تأتي من مصادر متنوعة، وليس فقط القوات الأميركية الموجودة على الأرض".
وأمضت الولايات المتحدة جيلاً في بناء قوات الأمن الأفغانية وأنفقت 83 مليار دولار على الأقل لتدريبها وتجهيزها وتشغيلها والحفاظ عليها. وقُتل ما يصل إلى 60 ألفاً من أفراد قوات الأمن الوطني الأفغانية على مدار 20 عاماً، إلى جانب أكثر من 2400 أميركي.
وانتهت أطول حرب أميركية بإجلاء سريع من مطار كابول لأكثر من 124 ألف شخص من 14 أغسطس حتى الموعد النهائي الذي حدده بايدن في 31 أغسطس للمغادرة. ووسط الاضطرابات قتل 13 جندياً أميركياً في تفجير انتحاري عند بوابة المطار. ومع ذلك، فقد تخلف عن الركب عدد من الأميركيين والعديد من الأفغان الذين عملوا إلى جانبهم.