دافع رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوجافاري، الأربعاء، عن توقيع بلاده اتفاقاً أمنياً مع الصين باعتباره "مصلحة سيادية"، وذلك بعدما أعربت الحكومتين الأميركية والأسترالية عن قلقهما بشأن "تقويض الاستقرار" في هذه المنطقة الاستراتيجية في جنوب المحيط الهادئ.
وأصرّ رئيس وزراء جزر سليمان، في كلمة أمام البرلمان، على أن "الاتفاقية لن تسمح للحكومة الصينية ببناء قاعدة عسكرية في جزر سليمان"، وأضاف: "وقعنا الاتفاق وأعيننا مفتوحة على مصراعيها، مسترشدين بمصالحنا الوطنية".
انتصار دبلوماسي
ورأت "بلومبرغ" أن توقيع الاتفاقية "انتصار دبلوماسي لبكين في منطقة عادة ما تتجه إلى واشنطن وكانبيرا للحصول على الدعم".
ولم يتم الإعلان عن أي نسخة نهائية من الاتفاقية، لكن مسودة سابقة، تم تسريبها في وسائل التواصل الاجتماعي في أواخر مارس، تضمنت السماح للحكومة الصينية بإرسال جيشها إلى جزر سليمان إذا طلبت الدولة الواقعة في المحيط الهادئ ذلك.
كما تضمنت المسودة المسربة أنه ستمنح السفن البحرية الصينية ملاذاً آمناً في جزر سليمان، على بعد 2000 كيلومتر فقط من الساحل الأسترالي.
وأضاف رئيس وزراء جزر سليمان، أن الاتفاق المبرم مع الصين "يكمّل" المعاهدة التي تربط بلده بأستراليا.
وكانت أستراليا من الأطراف التي نشرت في جزر سليمان قوّات لحفظ السلام، بموجب اتفاق أمني ثنائي بين البلدين، عقب اندلاع أعمال شغب دامية في أواخر 2021 غذّاها استياء السكان من نفوذ متصاعد للصين، وتعرّضت متاجر مملوكة لصينين للتخريب.
وتأكيداً للتوقيع يوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين إن الاتفاقية ستسمح لكلا البلدين "بإجراء تعاون بما في ذلك الحفاظ على النظام الاجتماعي، وحماية وسلامة حياة الناس وممتلكاتهم والمساعدة الإنسانية والاستجابة للكوارث الطبيعية".
"غياب الشفافية"
وقالت كل من الولايات المتحدة وأستراليا إنهما قلقتان بشأن "الافتقار إلى الشفافية" في المعاهدة الجديدة، التي أضافت كانبيرا أنها قد "تقوض الاستقرار في منطقتنا"، بحسب "بلومبرغ".
وكانت أستراليا والولايات المتحدة تحاولان ثني جزر سليمان عن الموافقة على الاتفاقية الأمنية.
وزار وزير المحيط الهادئ الأسترالي زيد سيسيلجا الأرخبيل الأسبوع الماضي، كما يتوجه مبعوث إدارة بايدن في شرق آسيا كورت كامبل هذا الأسبوع إلى جزر سليمان كجزء من وفد أميركي.
"أسوأ فشل"
وفي بيان بعد الإعلان عن التوقيع، قال وزير المحيط الهادي الأسترالي زيد سيسيلجا ووزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين، إنهما "أصيبا بخيبة أمل شديدة" من قرار جزر سليمان، لكنهما أضافا أنهما يحترمان الحق في "اتخاذ قرارات سيادية."
كما وصفت وزيرة الخارجية في حكومة الظل الأسترالية بيني وونج التوقيع، بأنه "أسوأ فشل للسياسة الخارجية الأسترالية في المحيط الهادئ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن الاتفاقية تتَّبِع نمطاً بالنسبة لبكين "لتقديم صفقات غامضة مع القليل من المشاورات الإقليمية"، واستدرك أن "التوقيع لا يغير التزامنا بعلاقة قوية مع المنطقة".
بدورها، أعربت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، الأربعاء، خلال تواجدها في سنغافورة، أنها "قلقة" من استمرار عسكرة المحيط الهادئ، ونبهت أنها "لا ترى حاجة" للاتفاق.
واختتمت أرديرن: "نواصل دعوة جزر سليمان للعمل مع المحيط الهادئ مع أي مخاوف بشأن أمنهم".