موجة لجوء جديدة تعصف بأوروبا.. ومخاوف من خلافات بشأن الأعباء

time reading iconدقائق القراءة - 5
مهاجرون يتجمعون في مخيم للاجئين بمطار تمبلهوف السابق في العاصمة الألمانية برلين. 8 أغسطس 2022 - AFP
مهاجرون يتجمعون في مخيم للاجئين بمطار تمبلهوف السابق في العاصمة الألمانية برلين. 8 أغسطس 2022 - AFP
دبي -الشرق

شهدت طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي ارتفاعاً كبيراً خلال الأشهر الأخيرة، وسط مخاوف من تجدد الخلافات بين العواصم الأوروبية بخصوص التعامل مع موجة اللجوء الجديدة، وذلك بحسب ما ذكرته، الثلاثاء، صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وكشفت وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء أنَّ عدد طلبات اللجوء ارتفع في الاتحاد الأوروبي، والنرويج، وسويسرا، وأيسلندا، وليختنشتاين منذ بداية العام وحتى شهر أغسطس بنسبة 58% على أساس سنوي إلى أكثر من 578 ألف طلب.

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، يُعتقد أن هذه الزيادة ناتجة جزئياً عن تخفيف القيود التي فرضت على السفر أثناء جائحة كورونا، ووصول ملايين اللاجئين الأوكرانيين، الذين تم فحص طلبات الحماية التي تقدموا بها من خلال منظومة منفصلة.

وبلغ عدد الفارين من الغزو الروسي لأوكرانيا الذين يبحثون عن الحماية في ألمانيا وحدها 1.1 مليون شخص، وهو لا يقل كثيراً عن إجمالي عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا خلال أزمة اللاجئين السوريين في العامين 2015 و2016.

مخاوف تجدد الخلافات

وأضافت الصحيفة أن تدفق اللاجئين يثير مخاوف بشأن تجدد الخلافات التي حدثت بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل ست سنوات بشأن تقاسم الأعباء وسياسة اللجوء، كما يضع ضغوطاً على المدن في جميع أنحاء المنطقة التي تسعى لإيواء الوافدين الجدد.

وأصبحت الخيام وأكياس النوم مشهداً مألوفاً على طول القناة في وسط بروكسل، وفي الأنفاق ومحطات السكك الحديد، حيث يضطر بعض طالبي اللجوء إلى الانتظار للحصول على مأوى بعد تقديم طلبات الإقامة.

وقال ديفيد فوجل، من منظمة "أطباء بلا حدود" في بلجيكا، للصحيفة إن "نظام الاستقبال مثقل للغاية"، مضيفاً أن سوء الأوضاع الصحية، بما فيها تفشي الجرب والدفتيريا (الخُنَاق)، دفعت المنظمة إلى اتخاذ الخطوة غير المسبوقة المتمثلة في إنشاء عيادة طوارئ أمام مبنى الحكومة في وسط بروكسل لفحص طلبات اللجوء. 

ووصف فوجل الوضع الطبي بأنه "مزرٍ"، موضحاً أن المدن في ألمانيا تسارع إلى إنشاء أماكن للإيواء وتحويل صالات الألعاب الرياضية والنُزل إلى ملاجئ.

وحذر هيلموت ديدي، رئيس اتحاد المدن والبلدات الألمانية، من تزايد عدد طلبات اللجوء، وقال إن القدرة الاستيعابية في العديد من المدن استُنفدت، وأن مقاعد المدارس ودورات الاندماج للاجئين البالغين تنفد في البلديات.

وقالت برلين إن جميع ملاجئها ممتلئة بشكل كامل، بينما ينتظر 1600 طالب لجوء و1200 لاجئ أوكراني أماكن للإقامة. وتخطط المدينة لإقامة خيام في مطاري تيجل وتمبلهوف السابقين، بحيث تستوعب كل خيمة 400 شخص.

وربطت ليوبا هيباور، المتحدثة باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، بين تزايد عدد طالبي اللجوء وبين الضغوط السياسية والاقتصادية التي تشهدها مجموعة من الدول المستضيفة، بالإضافة إلى "آثار اللحاق بالركب" في رفع القيود المتعلقة بفيروس كورونا.

"استقبال كئيب"

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن الاستقبال الكئيب الذي يواجهه الكثيرون يتناقض مع تعامل الاتحاد الأوروبي مع تدفق اللاجئين الأوكرانيين في وقت سابق من هذا العام.

وعلى الرغم من الإشادة بالاستجابة السريعة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لملايين الأشخاص الذين فروا من الغزو الذي أطلقه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدأت التوترات بشأن الهجرة في الانتشار مرة أخرى على مستوى الاتحاد الأوروبي.

ووصفت رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية، جيورجيا ميلوني، الهجرة غير النظامية من إفريقيا وآسيا بأنها تهديد لبلدها. ورفضت السماح لسفينة تحمل 231 مهاجراً تم إنقاذهم في البحر المتوسط بالرسو في ميناء إيطالي.

وترى ميلوني أن ليس من العدل أن تتحمل إيطاليا إيواء طالبي اللجوء وفحص طلباتهم، مشيرة إلى أنَّ العديد من الوافدين الجدد يعتبرون إيطاليا بوابة للوصول إلى بقية دول أوروبا.

خطة أوروبية

ووضعت المفوضية الأوروبية، الاثنين، خطة للحد من "الهجرة غير النظامية وغير الآمنة"، قبل اجتماع وزراء داخلية الدول الأعضاء في الاتحاد، الجمعة المقبل.

وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أصدرت حكمين ضد الحكومة البلجيكية بسبب فشلها في توفير أماكن إقامة لطالبي اللجوء.

وقال المتحدث باسم وزيرة الدولة البلجيكية للجوء والهجرة نيكول دي مور: "سنبذل قصارى جهدنا للوفاء بالتزاماتنا الدولية لتشغيل مأوى للطوارئ في أقرب وقت ممكن لتقديم الحماية للمحتاجين. ولكن نظراً للتدفق الكبير للاجئين، علينا أن نقر بأننا وصلنا إلى أقصى قدراتنا التشغيلية".

وأضاف المتحدث أن بلجيكا تتعامل مع "ظروف استثنائية"، من بينها نقص الموظفين في مراكز الإيواء، ونقص أماكن الإقامة الملائمة، وتردد السلطات المحلية في فتح مراكز للإيواء، نظراً للحاجة إلى إيواء 60 ألف لاجئ أوكراني.

وقالت الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن استقبال طالبي اللجوء "فيداسيل" إن بلجيكا تحاول تعزيز قدراتها الاستيعابية، بطرق منها فتح مركزي استقبال مؤقتين بقدرة استيعابية 500 شخص لكل منهما. وتخطط بروكسل لإضافة 1200 مكان استقبال للحالات الطارئة في شبكتها لملاجئ المشردين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات