اعتبرت الرئيسة التنفيذية لهونج كونج، كاري لام، أن علاقات المدينة مع الصين أكثر أهمية من الأعمال التجارية الدولية وروابط السفر العالمية، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وسُئلت لام هل ستنسّق هونج كونج بشكل وثيق مع البرّ الرئيس في الصين، قيود السفر المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، فأجابت: "طبعاً، السفر الدولي مهم، والأعمال التجارية الدولية مهمة، ولكن البرّ الرئيس أكثر أهمية بالمقارنة".
ورأت أن التركيز على حدود الصين سيفيد أيضاً الشركات الدولية في هونج كونج، إذ تريد إرسال أفراد بسهولة أكبر إلى البرّ الرئيس.
وأضافت في إشارة إلى الصينيين: "لديهم أيضاً أعمال تجارية في البرّ الرئيس، لذلك من المهم بالنسبة إليهم أن يتمكّنوا من عبور الحدود لرعاية أعمالهم. لذلك فإن أهم شيء هو فتح الحدود".
جاء ذلك بعدما حذرت غرف الأعمال الأجنبية، لام من أن الإجراءات المطوّلة للحجر الصحي في المدينة بالنسبة إلى المسافرين العائدين إليها، قد تنفّر شركات دولية وتدفعها إلى الاستثمار في أماكن أخرى.
وأظهر مسح أعدّته "غرفة التجارة الأميركية" هذا العام، أن أكثر من 40% من أعضائها ذكروا أنهم قد يغادرون هونج كونج.
سياسات صارمة للسفر
واعتبرت "بلومبرغ" أن تصريحات لام تعكس تركيزاً دؤوباً من المدينة على إعادة فتح حدودها مع الصين، قبل استعادة روابطها مع العالم، التي جعلت هونج كونج مركزاً إقليمياً أساسياً للسفر، وأحد المراكز المالية الرئيسة في العالم.
وأضافت أن تعليقات لام تشير إلى أن المدينة ستُبقي بعضاً من سياسات السفر الأكثر صرامة في العالم، تحسّباً لكورونا، على رغم أن مستشاراً للرئيسة التنفيذية أبلغ "بلومبرغ" أخيراً بأن المدينة ليست لديها فكرة واضحة عن كيفية تلبية متطلّبات بكين لتدابير السفر الطبيعي.
ولم تسجّل هونج كونج إصابات محلية بكورونا منذ أكثر من شهر، إلا أن ضوابطها المتصلة بالفيروس لا تزال تلزم السكان العائدين بتمضية 21 يوماً في الحجر الصحي بفندق، ولو حصلوا على تطعيم كامل.
وأدت قواعد متبدّلة باستمرار لمكافحة الجائحة، بما في ذلك محاولة لتخفيفها في أغسطس الماضي، أُسقِطت سريعاً، إلى فوضى في السفر، كما أحبطت غرف الأعمال الأجنبية والمقيمين على حدّ سواء.
وتنبع هذا القواعد من استراتيجية تستهدف القضاء على الحالات المحلية بشكل كامل، من خلال حجر صحي طويل للمسافرين، وإجراءات تعقّب تعزل أفراداً مصابين في دائرة ضيّقة، في منشآت حكومية، وإرغام أي شخص مصاب على دخول مستشفى، بصرف النظر عن أعراضه، بحسب "بلومبرغ".
ولكن مع إعادة فتح مدن عالمية أخرى، جعل معدل التطعيم الضعيف في هونج كونج، مسؤوليها مترددين في تخفيف إجراءاتها الصارمة، والتي ساهمت، إلى جانب فرض الصين قانوناً مشددا ًللأمن القومي، في خروج أعداد قياسية من السكان.
اقرأ أيضاً: