عقوبات أميركية جديدة على روسيا تستهدف الذهب وصناعة الدفاع

بدأت الولايات المتحدة، الثلاثاء، تنفيذ عقوبات ضد روسيا أُقرت خلال قمة مجموعة السبع من بينها فرض حظر على واردات الذهب من روسيا وعقوبات جديدة على صناعتها الدفاعية، مما يزيد الضغط على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أنها فرضت عقوبات على 70 كياناً، وقالت إن العديد منها ضرورية لقاعدة صناعة الدفاع الروسية، كما أضافت 29 شخصاً إلى القائمة، في محاولة لإعاقة قدرة روسيا على تطوير ونشر الأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة في غزوها لأوكرانيا.

وخلال قمة مجموعة السبع في ألمانيا، اتفقت الدول الأعضاء على فرض حظر على استيراد الذهب الروسي، وهي خطوة ستزيد من تجفيف إيرادات موسكو، وذلك بعد أيام من إعطاء الاتحاد الأوروبي رداً حذراً على خطة قدمتها بريطانيا والولايات المتحدة واليابان وكندا لحظر استيراد الذهب الروسي الذي تم استخراجه أو تكريره حديثاً.

وسبق أن ذكر المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على تهديدات الغرب بحظر الذهب الروسي بأنه "إذا فقدت إحدى الأسواق جاذبيتها، فهناك أسواق أخرى"، مضيفاً أن "سوق المعادن النفيسة عالمية وكبيرة جداً ومتنوعة للغاية".

تأثير القرار

وارتفعت أسعار الذهب، الاثنين، بعد الإعلان عن أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وكندا ستفرض حظراً على واردات الذهب الجديدة من روسيا.

وقلل محللون من أهمية التأثيرات المحتملة للعقوبات على الذهب الروسي، معتبرين ذلك خطة "رمزية إلى حد كبير" حيث تم بالفعل تقييد التدفقات بسبب العقوبات، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز". 

وقال وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في "أي إن جي غروب": "من المرجح أن يكون تأثير الحظر على واردات الذهب الروسية من قبل دول مجموعة السبع محدوداً إلى حد ما، بالنظر إلى أن الصناعة اتخذت بالفعل خطوات لتقييد الذهب الروسي".

وأشار فيفيك دار، محلل السلع الأساسية في "كومنولث بنك أوف أستراليا"، في مذكرة إلى أن "الحظر يضفي الطابع الرسمي على ما تم تطبيقه إلى حد كبير من خلال العقوبات"، كما لا يتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل ملموس.

علاوةً على ذلك، من غير المرجح أن يكون للحظر أي تأثير حقيقي على الأسعار، حيث إن القضايا الكلية هي التي تؤثّر على المعنويات بالفعل في الوقت الحالي، كما قال دانييل هاينز، محلل السلع الأساسية في شركة "أستراليا أند نيوزيلندا بانكينغ غروب".

كذلك قال جيفري هالي، كبير محللي السوق في شركة "أواندا": "في الواقع، ترمي هذه الخطوة إلى مجرد إضفاء الطابع الرسمي على السياسات غير الرسمية المعمول بها بالفعل، ومن غير المرجح أن تغير بشكل ملموس توقعات الذهب". 

الصادرات من الذهب

وبلغت صادرات روسيا أحد أكبر منتجي المعدن الأصفر في العالم، حوالي 15 مليار يورو في 2021، أي ما يعادل 5% من السوق العالمية، بحسب لندن وواشنطن.

وهذا المعدن الثمين هو ثاني منتج تصدره روسيا بعد الطاقة المستهدفة بالعقوبات، إذ أن الغربيين يحظرون بالفعل النفط الروسي ويسعون إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي.

ويهدف الاجراء إلى عزل روسيا عن النظام المالي الدولي، وتجنب تمويل المجهود الحربي الروسي عبر دفع المليارات لموسكو من خلال الاستيراد.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن حظر استيراد الذهب يشكل "وسيلة إضافية لقطع الروابط بين الاقتصاد الروسي والنظام المالي". 

وأضاف أن تأثير العقوبات "يتراكم بمرور الوقت وستقل قدرة روسيا على شن الحرب بسبب الإجراءات الجماعية التي تتخذها مجموعة السبع".

تستورد دول مجموعة السبع 90% من صادرات الذهب الروسي، وعلى رأسها المملكة المتحدة التي تعد عاصمتها لندن المركز المالي لتجارة المواد الأولية وأبرزها المعادن.

أكدت الحكومة البريطانية أن استبعاد الذهب من أسواق لندن سيكون له "وقع كبير على قدرة بوتين على جمع الأموال".

وأضافت أن هذا سيضر خاصة بالنخب الروسية التي من الممكن أن تشتري الذهب "في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية".