عشرات الضحايا بسلسلة انفجارات استهدفت مدرسة في أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 6
إجلاء امرأة جُرحت بانفجار كابول - 8 مايو 2021 - REUTERS
إجلاء امرأة جُرحت بانفجار كابول - 8 مايو 2021 - REUTERS
دبي -الشرقوكالات

قال مسؤولون إن عدة انفجارات ناجمة عن سيارة مفخخة وقذائف مورتر خارج مدرسة بالعاصمة الأفغانية كابول، وقعت السبت مما أودى بحياة 55 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 150، معظمهم طالبات، في هجوم قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن مسلحي طالبان يتحملون مسؤوليته.

وتزامن ذلك مع تصاعد الاشتباكات بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة طالبان، إثر فشل محادثات السلام في تحقيق تقدم يذكر.

وأبلغ مسؤول أمني كبير وكالة "رويترز"، طالباً عدم نشر اسمه، بأن معظم الضحايا كانوا طالبات لدى خروجهن من مدرسة "سيد الشهداء"، مشيراً إلى أن كثيراً منهن يرقدن في المستشفى بإصابات بالغة.

وكان الناطق باسم الوزارة طارق عريان صرح للصحافيين بأن الحصيلة الأولية تشمل "25 شهيداً و52 جريحاً تم إجلاؤهم من المكان إلى المستشفيات".

ووقع الانفجار في منطقة داشت برشي في غرب كابول بينما كان السكان يتسوقون استعداداً لعيد الفطر الأسبوع المقبل.

وأظهرت لقطات بثتها قناة طلوع التلفزيونية مشاهد فوضوية خارج المدرسة لكتب وحقائب متناثرة عبر طريق ملطخ بالدماء، بينما كان السكان يحاولون مساعدة الضحايا.

وقالت نجيبة أريان المتحدثة باسم وزارة التعليم لوكالة "رويترز" إن مدرسة "سيد الشهداء" المستهدفة هي مدرسة ثانوية مشتركة للبنات والبنين، تعمل على 3 فترات، وإن الفترة الثانية مخصصة للطالبات.

استنكار رئاسي

الرئيس الأفغاني أشرف غني، اتهم حركة طالبان بالوقوف وراء الهجوم، قائلاً إن "حركة طالبان تقوم بتكثيف العنف مرّة أخرى، بعدما أظهرت عدم اهتمامها بالحل السلمي للأزمة الحالية وتسعى لتعقيد الوضع"، وذلك حسبما ذكر حساب شبكة "طلوع نيوز" الأفغانية، على تويتر.

بدوره، قال قائد الجيش الأفغاني ووزير الدفاع بالنيابة ضياء ياسين، السبت، إن حركة طالبان لن تستطيع الاستيلاء على السلطة في البلاد بالقوة.

ونقلت شبكة "طلوع نيوز" الأفغانية عن ضياء قوله إن الجيش الأفغاني أسقط نحو 1000 مقاتل من  طالبان بين قتيل وجريح، في مواجهات خلال الأسبوع الماضي، في 6 أقاليم على الأقل، منها قندهار وهلماد جنوب البلاد، وإقليم فرح وهراة في الغرب، وإقليم بغلان في الشمال.

ولم يكشف ياسين عدد الضحايا في صفوف الجيش الأفغاني خلال المواجهات مع طالبان، وفقاً لـ"طلوع نيوز".

طالبان تنفي

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجيرات السبت. ونفى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ضلوع الحركة في الهجوم وندد به، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

وكثّفت حركة "طالبان" هجماتها في مناطق عدة من أفغانستان خلال الأسبوع الأخير، بالتزامن مع بدء انسحاب الجيش الأميركي من البلاد. وقالت الإدارة الأميركية إن تصعيد الحركة "كان متوقعاً" ويأتي في إطار "زيادة الضغط".

إدانة سعودية وأميركية

من جانبها، أعربت المملكة العربية السعودية، السبت، عن إدانتها واستنكارها للحادث الإرهابي الذي وقع في كابول.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس"، عن وزارة الخارجية السعودية، تأكيدها على "تضامن المملكة مع جمهورية أفغانستان الإسلامية الشقيقة ووقوفها معها في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب".

وشددت الوزارة على رفض المملكة لهذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة.

وندد روس ويلسون، القائم بأعمال السفارة الأميركية في كابول، الاعتداء على "مدرسة البنات" التي وقع الانفجار بالقرب منها، واصفاً الحادث بأنه "هجوم على مستقبل أفغانستان".

وقال في تغريدة على تويتر: "الهجوم الإرهابي على مدرسة للبنات في كابول مقيت، فمع سقوط عشرات القتلى، فإن الهجوم الذي لا يغتفر على الأطفال، هو هجوم على مستقبل أفغانستان، ولا يمكن القبول به".

خطة الانسحاب

ووقعت الولايات المتحدة وطالبان العام الماضي اتفاقاً لإنهاء حرب استمرت 20 عاماً، بدأت بغزو قادته القوات الأميركية وقوات حليفة لأفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، على الولايات المتحدة شنها تنظيم القاعدة.

وكانت حركة طالبان قد وفرت المأوى للتنظيم وزعيمه أسامة بن لادن.

وبموجب الاتفاق يتعين على واشنطن سحب قواتها مقابل ضمانات أمنية من طالبان، وأن تبدأ الحركة محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية. وبدأت المحادثات العام الماضي لكنها تعثرت منذ ذلك الحين.

وكان مفترضاً أن ينسحب الأميركيون بحلول الأول من مايو بموجب اتفاق أبرموه مع "طالبان" في فبراير 2020، لكن واشنطن أرجأت الموعد إلى 11 سبتمبر، وهي خطوة أغضبت الحركة.

وبموجب شروط اتفاق العام الماضي، وافقت "طالبان" على وقف مهاجمة القوات الأميركية، لكنها تواصل هجماتها ضد القوات الأفغانية.

وأثار إرجاء الموعد النهائي للانسحاب مخاوف من احتمال تجدد استهداف "طالبان" للقوات الأميركية، لكن الولايات المتحدة أكدت أنها ستواصل رصد كل التهديدات الآتية من أفغانستان والتصدي لها في أعقاب سحب قواتها.

ويأتي انسحاب القوات الأجنبية في وقت تعثرت جهود التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان".

وتفيد تقارير بأن انسحاب الولايات المتحدة وقوات "الحلف الأطلسي" من أفغانستان، يتركها بلداً يدار نصفه بشكل مباشر أو غير مباشر من "طالبان"، وما يترتب عليه من "فقر وقهر للنساء وتجارة الأفيون"، بحسب ما أفادت به وكالة "أسوشيتد برس". 

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان على تويتر: "الهجوم المروع في منطقة داشت بارجي في كابول عمل إرهابي حقير". كما نددت باكستان المجاورة بالهجوم.

اقرأ أيضاً: