
تعهّد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بقبول نتيجة انتخابات الرئاسة المرتقبة في أكتوبر، مواصلاً إثارة تساؤلات بشأن نزاهة التصويت الإلكتروني. بينما اتهم خصمه الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أنصار منافسه بنشر أكاذيب عنه وزوجته.
وجاءت تصريحات بولسونارو خلال مقابلة بُثّت الاثنين مع البرنامج التلفزيوني الأكثر مشاهدة في البرازيل، على شبكة "أو جلوبو"، وتضمّنت أسئلة بشأن علاقاته المتوترة مع المحكمة العليا، وأسلوب تعامله مع فيروس كورونا، وسياساته البيئية والاقتصادية، فضلاً عن مزاعم فساد مسّت حكومته أخيراً، كما أفادت "بلومبرغ".
وسُئل بولسونارو هل سيحترم نتيجة الانتخابات، فكرّر مزاعم بشأن تزوير لأصوات ناخبين في الماضي، قبل أن يجيب بأنه سيقبل النتيجة "طالما أن التصويت نظيف وشفاف".
وبعدما أصرّ مضيف البرنامج على سؤاله، قال الرئيس: "دعونا ننهي ذلك؟ سُوّي الأمر، دعنا ننتقل إلى سؤال آخر. سنحترم نتيجة التصويت".
وأشار إلى أن الجيش، الذي يشارك في لجنة للشفافية الانتخابية، سيكون مسؤولاً جزئياً عن تقرير ما إذا كان التصويت شفافاً. وشدد على وجوب أن يكون استفزازياً، من أجل الضغط لتحسين نظام التصويت.
كذلك سعى الرئيس اليميني الذي يتخلّف في استطلاعات الرأي عن لولا، خصمه اليساري، إلى التقليل من أهمية صدامه مع قضاة في المحكمة العليا سمحوا بفتح تحقيق، طاله وحلفاء له، بزعم نشر أخبار كاذبة حول نظام التصويت.
وقال: "هذه العلاقات باتت هادئة هذه الأيام. آمل بأن نكون طوينا تلك الصفحة".
"وضع حرج" للبرازيل
قبل ساعات من المقابلة، كان فريق بولسونارو وحلفاؤه يعملون لحشد المؤيّدين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتمتع الرئيس بجمهور أكبر بكثير من لولا، وحضّوا متابعيه على مشاهدة المقابلة.
ومن جانبهم، لجأ معارضو الرئيس إلى تلك المواقع أيضاً، وحضّوا منتقدي بولسونارو على التعبير عن استيائهم منه، خلال المقابلة.
ونشر الرئيس مقتطفاً من المقابلة، على مواقع التواصل الاجتماعي، قال خلالها إنه وجد البرازيل في "وضع حرج" عام 2019، قبل مواجهتها أزمات كورونا والجفاف والغزو الروسي لأوكرانيا. وأضاف: "فعلنا كل ما في وسعنا من أجل أن يعاني الشعب البرازيلي أقلّ مقدار ممكن".
ومن المقرر تنظيم أول مناظرة رئاسية متلفزة، الأحد، لكن بولسونارو ولولا لم يؤكدا مشاركتهما فيها، بحسب "بلومبرغ".
زوجة لولا
في المقابل، انتهز لولا أول مؤتمر صحافي يعقده للصحافيين الأجانب، منذ بدء حملته الانتخابية، لاتهام أنصار بولسونارو بنشر أكاذيب عنه وزوجته الجديدة روزانجيلا دا سيلفا.
واستخدم مؤيّدون لبولسونارو مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمين أن لولا سيغلق الكنائس الإنجيلية إذا فاز في الانتخابات. وأصرّ الرئيس السابق على أنه يؤيّد الحرية الدينية، معتبراً أنه أظهر ذلك خلال عهده، بين عامَي 2003 و2010.
كذلك زعم أنصار لبولسونارو أن زوجة لولا من أتباع ديانة للبرازيليين الأفارقة، في محاولة لتقويض شعبية الرئيس السابق لدى الإنجيليين، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وكتبت روزانجيلا دا سيلفا على تويتر أنها وزوجها سيحترمان دوماً إيمان الناس، وكرر لولا هذا الموقف الاثنين.
وسُئل الرئيس السابق بشأن تقارير إعلامية أفادت بأن بولسونارو مهتم بالتشكيك في إيمان زوجته، عبر إعلانات تلفزيونية، فأجاب: "لم أُقحم أبداً زوجة أي رئيس في حملة سياسية. لم أُشر إلى أي مشكلات شخصية لأي مرشح في حياتهم السياسية. عندما تبدأ بإقحام زوجات (المرشحين) في الحملات، فذلك لأنك لا تجد ما تتحدث عنه".
كذلك اتهم الرئيس السابق بولسونارو بأنه "(المرشح) الوحيد الذي... استخدم أخباراً كاذبة وتحدّى المؤسسات البرازيلية"، من خلال تلويحه برفض الاعتراف بنتائج الانتخابات.
واعتبر لولا أن بولسونارو "نسخة رخيصة" عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بسبب انتقاده الدائم لنظام التصويت.
وأضاف: "حاول ترمب أيضاً تجنّب قبول نتيجة (انتخابات الرئاسة الأميركية). حاول (أنصار ترمب) غزو مبنى الكابيتول، وفي النهاية اضطر للرضوخ"، بحسب وكالة "فرانس برس".
الديمقراطية في فنزويلا
وسأل الصحافيون لولا عن الديمقراطية في فنزويلا، فأجاب أنه يدافع عن السلطة البديلة في كل البلدان، علماً أنه على علاقة ودية مع رؤساء يساريين تشبّثوا بمناصبهم وفرضوا قيوداً على نشاط المعارضة، مثل نيكولاس مادورو في فنزويلا ودانيال أورتيجا في نيكاراجوا.
وقال لولا: "لا يوجد رئيس لا بديل له. البرازيل ستعامل فنزويلا باحترام". وسُئل عن عدم انتقاده لزعماء مستبدين في أميركا اللاتينية، فأجاب: "عرفت دوماً كيف أحترم حق تقرير المصير للشعوب، لا يمكنني التدخل".
وأضاف: "آمل بأن يعامل الاتحاد الأوروبي فنزويلا باحترام، وبأن تعيد الولايات المتحدة علاقاتها معها". وأشاد بالاتصالات بين الرئيس الأميركي جو بايدن وكراكاس، بحسب "أسوشيتد برس".
اقرأ أيضاً: