يواصل رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حسين فهمي، تحضيرات الدورة الـ44، المُقرر انطلاقها في 13 نوفمبر المقبل وتستمر حتى 22 من الشهر نفسه، لاسيما وأنه يعود إلى هذا المحفل الفني بعد غيابٍ دام نحو 20 عاماً.
وتولى حسين فهمي، رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مارس الماضي، خلفاً للمنتج والسيناريست محمد حفظي، إذ تُعد هذه الدورة هي الخامسة له، فقد سبق وعُيّن رئيساً للمهرجان لمدة 4 دورات متتالية في الفترة من عام 1998 وحتى عام 2001.
وأعرب الفنان المصري، عن حماسه الشديد للدورة المرتقبة، وعن أمله في ظهور المهرجان بمستوى يوازي مهرجانات كان وبرلين وفينيسيا، مؤكداً أنه سيُقدم أفكاراً جديدة ومميزة، تتناسب مع التطور الكبير الذي تشهده الصناعة في السنوات الأخيرة.
ظروف مادية
وأرجع حسين فهمي في تصريحاته لـ"الشرق"، أسباب عودته إلى رئاسة المهرجان بعد 20 عاماً، إلى تلقيه وعداً من وزيرة الثقافة السابقة إيناس عبد الدايم، بتذليل الصعوبات كافة، قائلاً إنّ "الوزيرة طلبت مني العودة، وأخبرتني بأن ميزانية المهرجان شهدت تحسناً كبيراً، ما يسمح بإقامة دورة مميزة".
وأكد أنه تقدم باستقالته من رئاسة المهرجان في عام 2001، لضعف الموارد المالية وقتها، متابعاً "لدي حالة اشتياق كبيرة، لممارسة النشاطات المختلفة داخل المهرجان، خاصة وأنني قدمت الكثير في تجربتي الأولى عندما كنت رئيساً له".
واستعرض طريقته في رئاسة المهرجان، وقبيل انطلاق الدورة الجديدة بشهرين تقريباً، قائلاً: "أباشر المهام من داخل مكتبي لمدة ساعتين بشكلٍ شبه يومي، فالإدارة بالنسبة لي موهبة، كما أنني أستشير فريق العمل دوماً".
وتابع "أنا ديمقراطي عند سماع آراء فريق العمل، لكن أتحول لديكتاتور عند تنفيذ القرارات المُقتنع بها، فالمدير الجيد يستمع جيداً وينفذ الرؤى المناسبة بعدما يُقنع بها العاملين معه".
خبرات سينمائية
وأكد حسين فهمي، أن يسعى لأن تقدم الدورة الـ44، مستوى عالٍ من التميز، إذ يتم اختيار شخصيات وخبرات سينمائية بعناية شديدة، لافتاً إلى أن رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية سوف تُسند لشخصية فنية كبيرة، سيتم الإعلان عنها قريباً، مشيراً إلى أن قائمة الأعضاء تشمل شخصيتين مصريتين.
وتابع أن "عدد أفلام الدورة المرتقبة جيد جداً، لكن العدد النهائي لم يتحدد بعد، فعملية الاختيار لازالت قائمة حتى الآن، ولدينا أعمال جديدة ستُعرض لأول مرة عالمياً، وأسعى لتغيير الفكر عند البعض، بأن المهرجان ليس مقتصراً على حفلي الافتتاح والختام فقط".
ولفت إلى أن عملية اختيار الأفلام، تأتي بالمشورة بينه وبين المخرج أمير رمسيس، المدير الفني للمهرجان، "نتمنى أن نُقدم دورة ناجحة ونحقق فيها ما نريده".
وحول اختيار أمير رمسيس، كمدير فني للمهرجان، قال حسين فهمي إنّ أمير "مخرج ممتاز، وله تجربة سابقة في إدارة مهرجان الجونة، وبالتأكيد استفاد منها للغاية، وأنا كذلك تجربتي السابقة في مهرجان القاهرة اكتسبت منها خبرات عدة، ولدينا وجهات نظر متقاربة وتفاهم شديد، ما يُسهل علينا المهمة".
وحرص حسين فهمي، على توجيه الشكر إلى وزيرة الثقافة السابقة إيناس عبد الدايم، قائلاً: "كانت وزيرة متميزة، وقدمت الكثير للثقافة وللوزارة والمهرجان، أما الوزيرة الجديدة نيفين الكيلاني فتجمعني بها حالة تفاهم كبيرة".
كوادر بشرية
ويرى حسين فهمي أن "المهرجان لا ينقصه أي شيء، لدينا مقومات فنية كبيرة، وكوادر بشرية هائلة، وأشخاص يتحدثون لغات مختلفة، لذلك (القاهرة السينمائي) له ثقل واسم في العالم كله".
ورفض حسين فهمي، الإفصاح عن ميزانية المهرجان، مازحاً بقوله: "أتمنى تخصيص ميزانية مثل نظيرتها في مهرجان كان السينمائي، والتي تصل إلى 50 مليون يورو".
وتابع "أسعى لأن يكون للمهرجان ميزانية كبيرة تتناسب مع أحلامي التي أطمح لتحقيقها في الدورة المقبلة، وأن يظهر بمستوى يوازي المهرجانات العالمية مثل كان وبرلين وفينيسيا، خاصة وأن السينما المصرية قديمة جداً، وكانت تنافس السينما الأميركية بقوة في البدايات".
وشدد على ضرورة تقديم دورة مميزة، مع إزالة كل العوائق أمام الجمهور، من خلال توفير برنامج سينمائي مختلف، مع اختيار صالات عرض مناسبة، والالتزام بمواقيت عرض الأفلام، بجانب تنظيم ندوات ومحاضرات وورش تدريبية وغيرها من الأنشطة الفنية.
تكريمات
وتشهد الدورة الـ44، تكريم 3 شخصيات فنية، وهم المخرج المجري بيلا تار، والمخرجة المصرية كاملة أبو ذكري، إذ سيتم منحها جائزة "فاتن حمامة للتميز"، وكذلك تكريم الفنانة لبلبة، بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر.
وقال رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، "لازال لدينا فرصة للإعلان عن عدد آخر من المكرمين، خلال الأيام المقبلة"، لافتاً إلى أنه صاحب ترشيح لبلبة، لتكريمها في الدورة المرتقبة، "اللجنة الاستشارية وافقت بالإجماع وفوراً".
وفسر أسباب تكريم لبلبة، بقوله، إنّ "القرار لا يعود لأسباب شخصية، بل جاء بعد دراسة طويلة، فهي تعمل بالساحة الفنية منذ أن كانت في عمر الخميس سنوات، وقدمت مسيرة سينمائية طويلة بلغت 88 فيلماً، وصاحبة تاريخ فني طويل".
ولفت إلى أنه كرّم عدد من أبناء جيله من الفنانين، في نهاية التسعينيات، عندما كان رئيساً للمهرجان، مثل نجلاء فتحي، وميرفت أمين، والراحلين سعاد حسني، ونور الشريف ومحمود ياسين، "أطمح لتكريم الكثير من الفنانين الذين يستحقون".
مهرجانات منافسة
واعتبر فهمي أن ظهور مهرجانات سينمائية جديدة في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة، أسهم في زيادة حدة المنافسة فيما بينهم، لاسيما وأنها هناك مهرجانات مُخصص لها ميزانيات ضخمة مقارنة بمهرجان القاهرة السينمائي.
وأعرب عن حزنه الشديد، لتأجيل الدورة السادسة من مهرجان الجونة، معتبراً إياه بأنه "كان منافساً قوياً للمهرجانات المصرية والعربية، إذ سيترك فراغاً كبيراً هذا العام".
واختتم "أتمنى أن يكون هناك مهرجانات سينمائية داخل كل مدينة مصرية".
اقرأ أيضاً: