أول دراسة كبيرة على أرض الواقع.. لقاح "فايزر" يساعد على إنهاء الوباء

time reading iconدقائق القراءة - 4
عامل في مجال الرعاية الصحية يقوم بتحضير جرعة من لقاح "فايزر" - REUTERS
عامل في مجال الرعاية الصحية يقوم بتحضير جرعة من لقاح "فايزر" - REUTERS
تل أبيب - رويترز

تظهر أول دراسة كبيرة في عالم الواقع للقاح شركة "فايزر - بايونتيك" أن اللقاح فعال بدرجة كبيرة في منع الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، في لحظة يمكن أن تكون فارقة بالنسبة لبلدان تتوق لإنهاء إجراءات العزل والإغلاق، وإعادة فتح الاقتصاد.

وجاءت معظم البيانات عن فاعلية اللقاح ضد كورونا حتى الآن من تجارب سريرية أجريت في ظروف محكومة، ما يبقي على قدر من عدم اليقين في ما يتعلق بكيفية ترجمة نتائج هذه التجارب على أرض الواقع.

وأظهر البحث الذي أجرى في إسرائيل، بعد شهرين من بدء واحدة من أسرع عمليات التطعيم في العالم، ما يوفر مصدراً غنياً للبيانات، أن التطعيم بجرعتين من لقاح "فايزر" قلل الحالات التي تظهر عليها أعراض كورونا بنسبة 94 بالمئة في جميع الفئات العمرية، كما قلل حالات الإصابة الشديدة بنفس النسبة تقريباً.

وأظهرت الدراسة التي أجريت على 1.2 مليون شخص، أن تلقي جرعة واحدة كان فعالاً بنسبة 57 بالمئة في الحماية من حالات العدوى بعد أسبوعين، حسبما جاء في التقرير المنشور في مجلة "نيو إنغلاند للطب" الأربعاء.

وكانت نتائج الدراسة التي أجريت لمصلحة "معهد كلاليت للأبحاث" قريبة من نتائج تجارب سريرية أجريت العام الماضي، ووجدت أن تلقي جرعتين من اللقاح فعال بنسبة 95 بالمئة.

"نتيجة مفاجئة"

وقال ران باليسير معد الدراسة الرئيسي في حديث لوكالة "رويترز": "فوجئنا بالنتيجة لأننا كنا نتوقع ألا نحصل في عالم الواقع، حيث يتعذر الحفاظ التام على نمط البرودة، وحيث الناس أكبر عمراً وأشد مرضاً، على نتائج جيدة كتلك التي حصلنا عليها من التجارب السريرية المحكومة... لكننا نجحنا، ونجح اللقاح بشكل جيد على أرض الواقع".

وأضاف: "ظهر لنا أن اللقاح فعال في كلّ الجماعات الفرعية المتباينة بشدة، لدى الصغار والكبار، ولدى من لا يعانون أعراضاً مصاحبة، وبين من يعانون قدراً بسيطاً من الأعراض المصاحبة".

وتشير الدراسة أيضاً إلى أن اللقاح، الذي طورته شركة "فايزر" الأميركية وشركة "بايونتيك" الألمانية، فعال في الوقاية من سلالة فيروس كورونا التي تم رصدها لأول مرة في بريطانيا. وقال الباحثون
إنه لا يمكنهم تحديد مستوى معين من الفعالية، لكن هذه السلالة كانت هي نوع الفيروس المنتشر في إسرائيل وقت إجراء الدراسة.

ولم يسلط البحث الضوء على فاعلية اللقاح بالنسبة لسلالة منتشرة حالياً في جنوب إفريقيا، وتقلصت أمامها كفاءة لقاحات أخرى.

"نبأ عظيم"

من بين تسعة ملايين نسمة في إسرائيل، تلقى ما يقرب من نصف السكان الجرعة الأولى، وحصل نحو الثلث على كلتا الجرعتين، منذ بدء التطعيم يوم 19 ديسمبر. وهذا يجعلها مكاناً مناسباً لدراسة قدرة اللقاح على كبح الوباء على أرض الواقع.

وفحصت الدراسة حوالي 600 ألف شخص تلقوا اللقاح، مقابل نفس العدد ممن لم يحصلوا عليه. وتعاون في الدراسة باحثون من "كلية تي.إتش تشان للصحة العامة" في "جامعة هارفارد" ومن كلية الطب في "جامعة هارفارد" ومن مستشفى الأطفال في بوسطن.

وقال بيتر إنجليش، وهو مستشار للحكومة البريطانية في مجال السيطرة على الأمراض المعدية، إن "هذا نبأ عظيم يؤكد أن اللقاح فعال بنسبة 90 في المئة تقريباً في منع الإصابة بالعدوى بأي درجة من الخطورة، اعتباراً من اليوم السابع من الجرعة الثانية".

ونشرت مراكز أبحاث أخرى في إسرائيل، من بينها "معهد وايزمان للعلوم" و"معهد إسرائيل للتكنولوجيا"، نتائج عدة دراسات في الأسابيع القليلة الماضية، أظهرت أن اللقاح فعال. كذلك أشارت ثلاث دراسات على الأقل خارج إسرائيل، إلى أن اللقاح يمكنه تقليص العدوى بفيروس كورونا، لكن الباحثين نبهوا إلى ضرورة إجراء دراسات أوسع من أجل التوصل إلى نتائج حاسمة تماماً.

اقرأ أيضاً: