قالت وسائل إعلام حكومية إثيوبية، الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد توجه لإدارة جهود الحرب من الخطوط الأمامية، وإن نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين سيتولى إدارة الشؤون الروتينية للحكومة في غيابه.
وقال تقرير نشر على موقع "فانا" الإخباري، إن المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو قدم في مؤتمر صحافي تفاصيل عن نقل مسؤوليات بعض الأعمال اليومية.
وأعلن آبي أحمد، الاثنين، أنّه سيتوجّه الثلاثاء إلى الجبهة لـ"قيادة جنوده الذين يقاتلون المتمرّدين"، في وقت تقترب فيه المعارك أكثر فأكثر من العاصمة أديس أبابا.
وقال آبي أحمد في بيان نشره على حسابه في "تويتر" إنّه "اعتباراً من غد سأتوجّه إلى الجبهة لقيادة قواتنا المسلّحة" حسب ما ذكرت فرانس برس.
وأضاف مخاطباً "أولئك الذين يريدون أن يكونوا من أبناء أثيوبيا الذين سيفتح التاريخ ذراعيه لهم، دافعوا عن البلد اليوم. لاقونا في الجبهة".
مدنيون يحرسون العاصمة
وأوردت "رويترز" عن سكان محليين، أنهم بدؤوا في تشكيل دوريات لحراسة العاصمة أديس أبابا، والبحث عن "جواسيس" يعملون لصالح قوات إقليم تيجراي.
وقال جيتاتشو ميجيرسا، وهو عامل بناء لوكالة "رويترز"، وهو واحد من عشرات الآلاف من سكان أديس أبابا الذين انضموا إلى مجموعات الدفاع عن المدينة، إن هذه ليست المرة الأولى التي "يدافع فيها عن بلاده ضد المتمردين" من إقليم تيجراي.
وتابع الجندي السابق: "أنا الآن أحمي مدينتي متسلحاً فقط بعصا، لكن إذا لزم الأمر وأعطوني سلاحاً، فسأفعل الشيء نفسه".
وأشار سولومون فانتاهون، المسؤول في مفوضية شرطة أديس أبابا، إلى أن الشرطة دربت 147 ألف متطوع ومتطوعة في مجالات مكافحة الجرائم والشرطة المجتمعية والانضباط.
وأضاف أن ألفي متطوع تلقوا تدريبات إضافية على إجراء عمليات التفتيش ومساعدة الشرطة، مشيراً إلى أن هؤلاء ساعدوا في ضبط أسلحة وتوجيه الشرطة إلى مشتبه بهم. وقال سولومون "هؤلاء المتطوعون هم آذان الشرطة وأعينهم".
تشكيك أميركي
وأتت تلك التصريحات في وقت شكك فيه المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان الثلاثاء، "في الثقة التي أبداها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد"، والذي أعرب عن ثقته بقدرة القوات الحكومية على صد هجوم قوات "الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيجراي"، ودفعهم مجدداً إلى الإقليم الواقع شمالي البلاد.
وعارض المبعوث الأميركي فيلتمان، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، تهديد الجبهة بالهجوم على العاصمة، قائلاً إنه "كلما زاد الصراع العسكري زاد عدد المتضررين".
وأسفرت الحرب التي اندلعت في 4 نوفمبر 2020 في إقليم تيجراي شمالي البلاد، بين القوات الاتّحادية و"جبهة تحرير شعب تيجراي" المدعومة من "جيش تحرير أورومو" عن سقوط آلاف الضحايا وتشريد أكثر من مليوني شخص.
وأكّدت "جبهة تحرير شعب تيجراي" مواصلة تقدّمها باتجاه أديس أبابا، مشيرة إلى أنّها سيطرت على بلدة شيوا روبت الواقعة على بُعد حوالي 220 كيلومتر من العاصمة.
نشر قوات أميركية
ونشر الجيش الأميركي، قوات خاصة في جيبوتي، لتكون على استعداد لتقديم المساعدة للسفارة الأميركية في إثيوبيا، إذا تفاقم الوضع، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مسؤول عسكري ومصدرين مطلعين.
وقالت الشبكة إن ذلك يشير إلى أن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد، بشأن تدهور الوضع الأمني مع تقدم الجماعات المسلحة المتحالفة ضد الحكومة الإثيوبية جنوباً نحو العاصمة.
وكشف مسؤول عسكري لـ"سي إن إن" عن وضع ثلاث سفن حربية في الشرق الأوسط على أهبة الاستعداد، لتقديم الدعم لعمليات الإجلاء إذا أصبح ذلك ضرورياً، على الرغم من أن مسؤولي وزارة الخارجية حذروا من عدم وجود خطط لتنفيذ عملية إجلاء واسعة النطاق بقيادة عسكرية في إثيوبيا.
إجلاء عائلات الأمم المتحدة
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة عزمها إجلاء عائلات موظفيها الدوليين من إثيوبيا بحلول الخميس، فيما دعت فرنسا الثلاثاء رعاياها إلى مغادرة البلاد.
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنّه "نظراً إلى الأوضاع الأمنية في البلاد" قرّرت الأمم المتحدة "تقليص بعثتها في البلاد عبر إجلاء مؤقّت" لكلّ الأشخاص التابعين لها.
وكانت دول عدّة من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حضّت رعاياها على مغادرة إثيوبيا حيث لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن انتزاع وقف لإطلاق النار.