على وقع المعارك.. تراجع "محادثات السلام" بين طالبان والحكومة الأفغانية

time reading iconدقائق القراءة - 5
وفد من حركة طالبان يحضر جلسة محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة، 17 يوليو 2021 - AFP
وفد من حركة طالبان يحضر جلسة محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة، 17 يوليو 2021 - AFP
دبي/ الدوحة-أ ف بالشرق

قال مصدر لوكالة "فرانس برس"، إن محادثات السلام بين ممثلين عن الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" والتي عقدت في قطر، السبت، "تتراجع"، بينما تدور معارك طاحنة على الأرض بين الطرفين تزامناً مع انسحاب القوات الأميركية و"الناتو" من أفغانستان، بعد نحو 20 عاماً من القتال.

وتجمّع عدد من كبار المسؤولين الأفغان، بينهم رئيس المجلس الحكومي المشرف على عملية السلام ورئيس الحكومة السابق عبد الله عبد الله،  وانضم إليهم مفاوضون من المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة.

وقالت الناطقة باسم الوفد الحكومي المفاوض، ناجية أنواري، لوكالة "فرانس برس"، إن "الوفد الرفيع المستوى موجود هنا للتحدث إلى الجانبين وتوجيههما ودعم فريق التفاوض (التابع للحكومة) لتسريع المحادثات وتحقيق تقدّم"، معربة عن أملها في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق قريباً.

وأضافت: "نتوقع أن يسرّع ذلك المحادثات.. وخلال وقت قصير سيتوصل الطرفان إلى نتيجة وسنشهد سلاماً دائماً وكريماً في أفغانستان".

لكن مصادر مُطّلعة قالت لوكالة "فرانس برس" إن المفاوضات تتراجع مع تقدم "طالبان" في ساحة المعركة.

معارك لفرض شروط 

وشنّت "طالبان" هجوماً شاملاً على القوات الأفغانية في أوائل مايو، مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية من البلاد. وسيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خاصة في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً من معاقلها التقليدية في الجنوب.

وقال مسؤولون في طالبان الأسبوع الماضي، إن الحركة سيطرت على 85% من الأراضي في أفغانستان، وهو ما نفته كابول ووصفته بـ"حملة دعائية" تشنها الحركة تزامناً مع انسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك الأميركية.

وينص جانب من اتفاق الانسحاب الأميركي الذي وقعته "طالبان" وواشنطن في فبراير من العام الماضي، على التزام الحركة بالتفاوض على وقف النار واتفاق لتقاسم السلطة مع حكومة كابول. لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر في هذا المجال، حتى بعد عدة جولات من المفاوضات منذ سبتمبر.

وقال محللون إن هجوم "طالبان" يهدف إلى إجبار الحكومة على التفاوض وفق شروط الحركة، أو مواجهة هزيمة عسكرية كاملة.

وتشترط طالبان "التوصل إلى حل بشأن خارطة الطريق السياسية" قبل الذهاب إلى وقف النار، بحسب ما قاله الناطق باسمها سهيل شاهين، الخميس، في مقابلة مع صحيفة "عرب نيوز". كما تعتبر أنها "مؤهلة أكثر من الحكومة الأفغانية لإدارة نظام سياسي مستقبلي" في البلاد.

توتر مع باكستان 

والجمعة، خاضت القوات الأفغانية معارك عنيفة لاستعادة معبر سبين بولداك الحدودي مع باكستان، بعد أيام من سقوطه بأيدي "طالبان". 

ويُعدّ المركز الحدودي أحد أهم المعابر من الناحية الاستراتيجية بالنسبة إلى "طالبان"، إذ يمكن الوصول عبره مباشرة إلى إقليم بلوشستان الباكستاني حيث تتمركز قيادة "طالبان" منذ عقود، وينتشر عدد غير معروف من المقاتلين الاحتياطيين الذين يُرسلون إلى أفغانستان للقتال.

وبينما يحتدم القتال بين القوات الحكومية و"طالبان"، تتصاعد أيضاً حرب كلامية بين إسلام أباد وكابول التي تتهم الجيش الباكستاني بتقديم دعم جوي لمتمردي الحركة في بعض المناطق، وهو ما تنفيه باكستان بشدة.

وكانت إسلام أباد، أعلنت عقد مؤتمر لمختلف الجهات المشاركة في الصراع، من أجل مواجهة تصاعد العنف، لكن القمة أرجئت بسبب عطلة عيد الأضحى.