
ضجّ موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في الساعات الأولى من الجمعة بتغريدات من نوع مختلف عما اعتاد عليه رواد المنصة الشهيرة، إذ نشر العديد من الحسابات الرسمية لشركات ومؤسسات إعلامية وسياسيين ومشاهير تغريدة من كلمة واحدة فقط، تنتمي إلى اختصاص كل منها أو قيمة تؤمن بها، وشهدت المنشورات تفاعلاً كبيراً من رواد الموقع.
وفي وقت لا يزال من غير المعروف على وجه الدقة كيف بدأت حملة التغريدات بكلمة واحدة، أشار موقع "Republic World"، أن شركة "Amatak" وهي مزود خدمة قطارات في الولايات المتحدة، كانت أول من دشّن هذه الحملة.
ونشرت الشركة الأميركية تغريدة تضمنت كلمة "قطارات"، مع بداية صباح الجمعة، في حين بدأت التغريدات التي نشرتها حسابات أخرى تعود إلى أوقات لاحقة من اليوم.
وحصلت تغريدة شركة "Amatak" على أكثر من 20 ألف إعادة تغريد، بينما لم يكسر هذا الرقم سوى عدد قليل من الحسابات، أبرزها الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ أعيدت تغريدته التي قال فيها "ديمقراطية" نحو 31 ألف مرة، حتى كتابة التقرير.
وسرعان ما دخلت السفارة الفرنسية في واشنطن إلى "الترند"، ونشرت تغريدة كتبت فيها كلمة "ثورة"، في إشارة ربما إلى الثورة الفرنسية عام (1789) التي شكّلت تحولاً كبيراً في تاريخ البلاد، وتحمل رمزية كبيرة في وجدان الفرنسيين، وأعاد تغريدها نحو 11 ألف حساب.
وألحقت السفارة الفرنسية تغريدتها بأخرى سألت فيها المستخدمين "هل نفعل هذا بشكل صحيح؟، مقرنةً التغريدة بلقطة شاشة لمنصات شاركت في "الترند" الرائج.
وعلى الخطى ذاتها، كان لشركات التكنولوجيا حضورها المميز في هذه الحملة، فغردت منصة "ويندوز قائلةً "ويندوز" في إشارة إلى نظام تشغيل الكمبيوتر الذي تمَّ تطويره من قِبل شركة "مايكروسوفت"، وظهر أول إصدار منه عام 1985.
من جانبها غردت "مايكروسوفت" من حسابها الرسمي على "تويتر" بكلمة واحدة هي "تكنولوجيا".
كما لم تدع منصة "خرائط جوجل" هذه الحملة تفوتها، فسارعت عبر حسابها على "تويتر" إلى نشر تغريدة اكتفت فيها بكلمة "خرائط"، أرادت من خلالها التذكير بتطبيقات الخرائط الخاصة بها، التي يستخدمها مئات الملايين حول العالم.
ووضعت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بصمتها في الحملة، ونشرت تغريدة ذكرت فيها كلمة "News"، لكن المشاركة لم ترق لجميع المتابعين على ما ظهر في ردودهم، فأعاد البعض نشرها مستخدمين كلمات أخرى، على غرار "بروباجندا" في تعبير عن عدم الثقة بما تنشره.
وانهالت بعد ذلك تغريدات الشبكات الإخبارية في سياق الحملة ذاتها. ونشرت "بلومبرغ" عبر حسابها تغريدة قالت فيها "business" في دلالة على اهتمامها بعالم المال والأعمال، بينما غرّد موقع "أكسيوس" رداً على تغريدة "واشنطن بوست" بكلمة "مصدر" التي أراد من خلالها القول إنه مهتم بسباق الوصول إلى مصادر الأخبار.
الشبكة الإخبارية الأميركية "سي إن إن" انضمت بدورها إلى حملة التغريدات، لكنها كسرت بروتوكول الكلمة الواحدة، ونشرت بدلاً من ذلك تغريدة من كلمتين اثنتين قالت فيها "breaking news" أي "أخبار عاجلة"، في إشارة إلى اهتمامها بنشر آخر المستجدات في عالم الأخبار. وحصلت هذه التغريدة على أكثر من 26 ألف إعادة نشر.
وحذت شركات أخرى حذو "سي إن إن"، فاكتفت شبكة "الولايات المتحدة اليوم"، بنشر تغريدة تحمل 3 أحرف (USA) اختصاراً لاسم البلاد.
ولم تقتصر الحملة، غير المنظمة على الأرجح، على حسابات المؤسسات الإعلامية والسياسيين فحسب، بل دخلت أيضاً سباق التغريد شركات متنوعة الاختصاصات والمجالات.
وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" نشرت تغريدة التزمت فيها بقواعد اللعبة، كلمة واحدة فقط، قالت فيها "الكون"، لا سيما أن الوكالة حققت العديد من الإنجازات هذا العام، ولعلّ أبرزها نشر أعمق صورة التقطت للكون، والتي حظيت بتفاعل وإعجاب كبيرين على مستوى العالم، وخطتها الموعودة للعودة إلى القمر.
أما "ستارباكس" التي تملك آلاف المقاهي حول العالم، وتأسست عام 1971 في سياتل الأميركية، فسجّلت هي الأخرى حضورها في حملة التغريد بكلمة واحدة، لكنها لم تقتصر على منشور واحد، بل نشرت عبر حسابها في "تويتر" تغريدتين منفصلتين، قالت في الأولى "قهوة"، وفي الثاية "الأفضل"، لتستغل الحملة في الترويج لمنتجاتها على أكمل وجه.
وكذلك شارك نجم الكريكيت الهندي ساشين تندولكار، إذ غرد باللعبة التي يحترفها وصنعت شهرته عالمياً قائلاً: "كريكيت"، في إشارة للعبته المفضلة.