قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، السبت، إن إحياء اتفاق 2015 النووي لن يكون ممكناً ما لم تحل إيران مشكلاتها مع الوكالة، مشيراً إلى وجود "العديد من المسائل العالقة التي تحتاج طهران إلى معالجتها".
وأضاف جروسي خلال لقاء مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي في طهران، إنه سيكون من الصعب تخيل إمكانية إحياء الاتفاق النووي ما لم تحل مشكلات الضمانات الأمنية، واصفاً المحادثات مع إيران بـ"المثمرة".
ونقلت قناة "العالم" الإيرانية عن جروسي قوله إن الجانبين حاولا التطرق إلى قضايا مهمة، مشيراً إلى أن "إيران قدمت توضيحات شفافة".
وأضاف: "سعينا لاتخاذ الطرق العملية لتكون الخطوات منتظمة وتبادل وجهات النظر للتوصل لنتيجة موفقة".
من جهته، ذكر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، خلال المؤتمر الصحافي، أن حل المشكلات العالقة سيستغرق ثلاثة أو أربعة شهور، وأنه شدد خلال محادثاته مع جروسي على "بقاء القضايا في إطارها الطبيعي، وألا تتأثر بأي ضغوط خارجية وسياسية".
وأضاف أن "فلسفة الاتفاق النووي والمفاوضات هي رفع الاتهامات وإزالتها في هذه المرحلة من المفاوضات في فيينا، فإن إحدى الخطوط الحمراء الإيرانية هي إغلاق القضايا المزعومة إلى الأبد، وعدم إحداث أي اضطرابات".
وقال: "بناءً على الاتفاقات التي تم التوصل إليها، هناك خطوات على شكل مساعدة متبادلة لتوفير الوثائق التي ينبغي أن تؤدي إلى التعاون"، وفقاً لوكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء.
وكانت "إرنا" أفادت في وقت سابق، بأن جروسي بحث مع إسلامي حل القضايا المتبقية بين إيران والوكالة "بصفتها إحدى الخطوات الضرورية للتوصل إلى اتفاق في فيينا"، التي تشهد مفاوضات رامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأشارت إلى أن جروسي سيلتقي أيضاً مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته طهران.
آمال كبيرة
وأنعشت زيارة جروسي الآمال في إحراز تقدم بشأن واحدة من آخر القضايا الشائكة التي تعرقل الموافقة على إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 وأعاد فرض العقوبات على إيران.
وبدأت إيران منذ عام 2019 في خرق بنود الاتفاق النووي، إذ أعادت بناء مخزونات من اليورانيوم المخصب وقامت بتخصيبه إلى درجة نقاء انشطاري، وتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة لتسريع الانتاج.
وقالت جميع الأطراف المشاركة في المحادثات الرامية إلى إعادة امتثال طهران وواشنطن للاتفاق النووي إنهم على وشك التوصل إلى اتفاق، وذلك بعد أن استؤنفت في 8 فبراير الفائت، بعد توقف استمر 10 أيام.
وتتمثل إحدى القضايا الشائكة في مسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحصول على إجابات على تساؤلات تتعلق بالمواد النووية التي تشتبه الوكالة ومقرها فيينا في أن إيران لم تعلن عنها، وفقاً لوكالة "رويترز".
وعثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جزيئات من اليورانيوم المعالج في ثلاثة مواقع قديمة لم تعلن إيران عنها قط، وقالت مراراً إن طهران لم تقدم إجابات شافية.
خارطة طريق
وقال مسؤولون إيرانيون لـ"رويترز"، إن طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية "قد تتفقان على خارطة طريق لإنهاء القضايا العالقة"، ما قد يمهد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق.
وهو ما ألمحت إليه كبيرة المبعوثين البريطانيين إلى محادثات فيينا، ستيفاني القاق، الجمعة، قائلة إن المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني "تقترب من التوصل إلى اتفاق".
وكتبت القاق على "تويتر": "نحن قريبون. مفاوضو الثلاثي الأوروبي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) سيغادرون لفترة وجيزة لإطلاع الوزراء على الوضع. مستعدون للعودة قريباً".
في الوقت نفسه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قال عبر "تويتر" الجمعة، أن "محادثات فيينا ستتواصل.. الأخبار الجيدة السابقة لأوانها لا تعوض التوصل لاتفاق جيد".
ووفقاً لـ"رويترز"، أظهر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، أنَّ مخزونات إيران من اليورانيوم المخصّب زادت على مدى الأشهر الثلاثة المنصرمة مع مضيها قدماً في برنامجها النووي.
اقرأ أيضاً: