تجنّب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الاثنين، إدانة إسرائيل لقتلها مدنيين في قطاع غزة، من بينهم أطفال، وكرر تهرّبه في كل مرة يُطرح عليه سؤال بهذا الشأن.
وبعد حديث برايس عن "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، رداً على الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة"، و"حقها في استخدام القوة"، سأله صحافي إن كان هذا الحق ينطبق أيضاً على الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، تردد برايس في الإجابة قائلاً: "أنا بشكل عام قلت إننا نؤمن بمفهوم الدفاع عن النفس ونعتقد أنه ينطبق على جميع الدول. ولا أعتقد أن... أنا بالتأكيد لا أريد أن تُفسر كلماتي على أنها...".
ولكن الصحافي قاطعه قائلاً: "لكن الإسرائيليين قتلوا 13 شخصاً لتوهم، من بينهم ربما خمسة أو ستة أطفال. هل تدين ذلك؟ هل تدين قتل الأطفال؟".
وتردد برايس قليلاً قبل أن يجيب: "من الواضح وهذه التقارير ظهرت لتوها وكنت أتحدث إلى الفريق الآن ـ أنني أفهم أن ليس لدينا تأكيد مستقل عن الحقائق على الأرض حتى الآن، لذلك فأنا متردد جداً بشأن الخوض في تقارير ظهرت لتوها"، وتابع: "من المؤكد أن مقتل المدنيين، سواء أكانوا إسرائيليين أو فلسطينيين، هو أمر نأخذه على محمل الجد".
"مبدأ الدفاع عن النفس"
وفي سؤال عن تصريحات "تدعو الجانبين إلى وقف التصعيد"، سأل الصحافي نيد برايس عن سبب مواصلته القول بـ"كلا الجانبين"، خصوصاً أنه "في الواقع يمتلك أحد الجانبين طائرات إف – 35 التي تقصف الفلسطينيين، إذ إنه المكان الوحيد على وجه الأرض الذي استخدمت فيه طائرات إف – 35 في القتال، بينما لا يمتلك الآخرون سوى حجارة ـ أعني، ما هو الشيء الذي يسمى (كلا الجانبين)؟ أحد الجانبين يحتل والآخر محتل. هل تفسر لنا ما هو مبدأ الجانبين هنا؟".
وأجاب برايس: "حسناً، مؤخراً، قمنا بدعوة جميع الأطراف إلى عدم التصعيد. ويتضمن هذا حركة حماس. لذا، كانت هذه رسالتنا منذ نهاية الأسبوع الماضي، وهي أيضاً رسالتنا الآن. نحن ندعو إلى وقف التصعيد".
وأشار أحد الصحافيين في حديثه إلى تجنب برايس الإجابة عن سؤال بشأن "حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم"، و"هل يعتقد أن فلسطين دولة؟"، تردد برايس مرة أخرى في الجواب مرات متتالية، ليسأله الصحافي مجدداً: "هل تقول إن الفلسطينيين ليس لديهم الحق في الدفاع عن أنفسهم؟... إنه ليس سؤالاً صعباً"، ليرد برايس: "أنا لست في وضع مناقشة الجوانب القانونية هنا".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، الثلاثاء، إن حصيلة الغارات الإسرائيلية على غزة منذ الاثنين، ارتفعت إلى 22 ضحية، و106 مصابين.
وأشارت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، صباح الثلاثاء، إن طواقم الإسعاف في الضفة الغربية، تعاملت مع 714 إصابة، كان منها 520 حالة في القدس الشرقية.
ودعت عدة أطراف دولية إلى خفض التصعيد واتخاذ خطوات تضمن تقليل التوتر، في حين طالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي بـ "تحرك سريع".