أعطى أربعة من أبرز أعمدة الفن السابع في العالم، بيدرو ألمودوفار وسبايك لي وجودي فوستر وبونغ جون هو، إشارة الانطلاق الرسمية لمهرجان كان السينمائي، الثلاثاء.
وقالت الممثلة والمخرجة الأميركية جودي فوستر متحدثة بالفرنسية بعد تسلُّمها السعفة الذهبية الفخرية من المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، عن مجمل مسيرتها: "في هذا العام الانتقالي، كانت السينما طوق نجاتي".
وسبق لفوستر أن حصلت خلال مسيرتها على جائزتي أوسكار، ومن أبرز الأفلام التي شاركت فيها خلالها "تاكسي درايفر" (1976)، و"سايلنس أوف ذي لامبس" (1991).
أما ألمودوفار المخلص لمهرجان كان، والذي لم يسبق أن حصل على أي جائزة في هذا المهرجان، فأوضح أنه أراد أن يكون "حاضراً بمناسبة عودة السينما والمهرجان"، وأن يتمكن من "الاحتفاء بسينما المؤلف على شاشة كبيرة".
وانضم إلى ألمودوفار وفوستر، رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي سبايك لي، مرتدياً بزة باللون الزهر الفوشيا تتناسب مع نظارته، والمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون، الحائز على السعفة الذهبية عن فيلم "بارازايت" في عام 2019، في الدورة الأخيرة من المهرجان قبل الجائحة.
وأضافت جودي فوستر: "لقد أمضى الكثير منا السنة داخل فقاعاتهم الصغيرة، وفي العزلة، بينما واجه آخرون المعاناة والقلق والألم والخوف القاتل، وها نحن أخيراً، بعد عام لا مثيل له، مجتمعين بملابسنا الجميلة". وتابعت مازحةً "هل اشتقتم إلى البريق؟ قليلاً؟ أنا أيضاً...".
وبعد مراسم الافتتاح، بدأت المسابقة رسمياً بعرض فيلم "أنيت" الافتتاحي للمخرج ليوس كاراكس، وهو كوميديا غنائية تتسم بأجواء أوبرالية من نمط موسيقى الروك.
"عرض كبير"
وتوقعت بطلة فيلم "أنيت"، ماريون كوتيار، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن يكون لهذا "العرض الكبير" وقصة الحب المأسوية الجميلة هذه، أثر قوي على الجمهور، بعد أشهر من الحجر والحياة الاجتماعية المعطلة.
وكان زميلها في بطولة الفيلم آدم درايفر، الذي لا يحب أن يشاهد نفسه على الشاشة، قرر أن يلجأ خلال عرض الفيلم "إلى مكتب ما"، لانتظار انتهائه.
وقال: "هناك سألهو بالدباسة أو بالشريط اللاصق، وأعود إلى الصالة عندما تضاء الأنوار مجدداً (...) وسأتظاهر بأني بقيت فيها طوال الوقت!".
وتتواصل العروض الرسمية ضمن المسابقة الأربعاء، مع فيلم "تو سيه بيان باسيه" لفرنسوا أوزون، من بطولة أندريه دوسولييه وصوفي مارسو.
24 فيلماً
وسيحضر أعضاء لجنة التحكيم ما مجموعه 24 فيلماً، تتنافس على السعفة الذهبية، ويفترض بها أن تختار الفائز من بينها، بحلول 17 يوليو الجاري.
واستغل أعضاء اللجنة يوم الافتتاح لإضفاء مسحة سياسية على هذه الدورة الـ74، وقال سبايك لي، وهو أول سينمائي من أصل إفريقي يتولى رئاسة اللجنة: "هذا العالم يحكمه رجال العصابات".
قبعة "1619"
واعتمر خلال المؤتمر الصحافي، قبعة سوداء عليها الرقم "1619"، في إشارة إلى السنة التي بدأت فيها قوافل الرق في الوصول إلى الولايات المتحدة.
وتطرق المخرج الأميركي إلى مصير الأميركيين من أصول إفريقية في الولايات المتحدة، وهو موضوع في صلب التزامه السياسي والفني، لم يكفّ عن استكشافه في أفلامه، خصوصاً عبر فيلم "دو ذي رايت ثينغ".
ولفت إلى أنه بعد مرور أكثر من 30 عاماً على عرض هذا الفيلم لأول مرة "كان يمكن أن يُخيل لنا أن ملاحقة الأميركيين من أصل إفريقي مثل الحيوانات توقفت"، قبل الإشارة إلى ضحايا عنف الشرطة في الولايات المتحدة مثل "الأخ إريك غاردنر"، أو "الملك جورج فلويد"، على حد تعبيره.
وخاض أعضاء في لجنة التحكيم في مواضيع مختلفة، من المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو عن الوضع السياسي في بلاده، إلى الممثلة ماغي جيلنهال عن مكانة المرأة في السينما، مروراً بالفرنسية ميلاني لوران التي تطرقت إلى القضايا البيئية.