جوائز إيمي 2021 خالية من التنوّع والإجراءات الاحترازية

time reading iconدقائق القراءة - 7
حفل توزيع جوائز إيمي في مدينة لوس أنجلوس الأميركية - REUTERS
حفل توزيع جوائز إيمي في مدينة لوس أنجلوس الأميركية - REUTERS
دبي-الشرقوكالات

خلت أجواء حفل توزيع جوائز إيمي من أي إشارة تدل على أنه يقام في ظل جائحة فيروس كورونا، وهي الجائزة التي تعد أعلى تكريم في عالم الإنتاج التلفزيوني.

وأطلق المضيف الرئيسي للحفل الذي أقيم مساء الأحد، وهو الممثل الكوميدي والكاتب سيث روجن، النكات بشأن وجود مئات الحضور دون كمامات في منطقة مغلقة، دون أي إشارة على التباعد الاجتماعي، وقال إن ذلك يجعله قلقاً، رغم أن حصول الحاضرين على اللقاح كان إلزامياً.

وقال روجن: "دعوني أبدأ بالقول إن هناك الكثير جداً منا في تلك الغرفة الصغيرة، ماذا نفعل؟ نحن في خيمة مغلقة الإحكام حالياً لم أكن لآتي لمثل هذا المكان".

وحاول المنظمون تسليط الضوء على الترفيه والتألق على الرغم من استمرار المخاوف على الصحة العامة والقيود على التنقلات.

وبدأ الافتتاح بأغنية هيب هوب راقصة، وسعى منتجو الحفل في مقابلات تلفزيونية قبل إقامته للتأكيد للمشاهدين، أن النسخة الثالثة والسبعين من جوائز إيمي ستقام بالفعل بطريقة آمنة على الرغم من أنهم قرروا تنفيذه بطريقة حفل العشاء المرصع بنجوم الفن والمشاهير.

نتفليكس تهيمن

وفي هذه النسخة من جوائز إيمي استطاع مسلسل "ذي كراون" الذي يروي حياة العائلة الملكية البريطانية، أن يحصد جائزة أفضل عمل درامي إلى جوار مجموعة أخرى من المكافآت.

أما في فئة الأعمال الكوميدية، فقد كانت حصّة الأسد من نصيب "تيد لاسو" الذي صُنّف كأفضل مسلسل في هذه الفئة، بينما نال ثلاثة من الممثلين فيه جوائز "إيمي" الرديفة للأوسكار في مجال التلفزيون الأميركي.

كما حازت "نتفليكس" جائزة كبرى في هذه الدورة عن أفضل مسلسل قصير، وهو مسسل"ذي كوينز غامبيت".

ونالت "نتفليكس" ما مجموعه 44 جائزة في هذه الدورة، مرتقية إلى الرقم القياسي المسجّل لحساب "سي بي إس" سنة 1974 عندما كانت المسلسلات تبثّ حصراً على الشاشات التلفزيونية وبوتيرة أسبوعية.

ورغم أن "نتفليكس" نالت منذ إطلاقها في عام 2007 حصيلة وافرة من الترشيحات، إلا أنها لم تظفر يوماً بجائزة في أبرز الفئات.

حضور افتراضي

وتعذّر على جزء كبير من طاقم "ذي كراون" الحضور، وتابعوا الحفل من لندن بواسطة ربط بالقمر الاصطناعي، بعد تحديد 500 شخص تمّ انتقاؤهم بعناية وتدابير صحية، وقال مؤلّف المسلسل بيتر مورغن "لا أجد الكلمات المناسبة، أنا ممتنّ جدّا جدّا".

وقال البريطاني جوش أوكونور الذي نال عن تأديته دور الأمير تشارلز في"ذي كراون" جائزة أفضل ممثل في مسلسل درامي، قال إن: "تصوير "ذي كراون" شكّل أفضل سنتين في حياتي".

أما مواطنته أوليفيا كولمان التي تلعب دور الملكة إليزابيث الثانية في المسلسل، ففرضت نفسها في فئة أفضل ممثلة في هذا النوع من الأعمال، متقدّمة خصوصاً على زميلتها إيما كورين التي تؤدّي دور الأميرة ديانا.

وحصل المسلسل "ّذي كراون" أيضاً على جوائز أخرى في مجال السيناريو والإخراج، فضلاً عن جائزتي أفضل ممثل وممثلة في دور ثانوي كانتا من نصيب توبياس مينزيز وجيليان أندرسون، التي أدّت دور مارغريت ثاتشر.

 وإذا ما أضفنا الجوائز الممنوحة في الفئات التقنية، يصبح في رصيد "ذي كراون" 11 جائزة "إيمي" بالتساوي مع "ّذي كوينيز جامبيت"، بفارق جائزة واحدة لا غير عن المجموع القياسي المسجّل لمسلسل "جيم أوف ثرونز".

أما جيسون سوديكيس الذي يؤدّي الدور الرئيسي في "تيد لاسو"، فنال جائزة أفضل ممثل في مسلسل كوميدي في هذا العمل المتمحور حول مدرّب أميركي لكرة القدم يضيع بالكامل عند تولّيه الإشراف على فريق إنجليزي.

وفرض "تيد لاسو" نفسه في مجال الأعمال الكوميدية الذي كان يعدّ فيه منذ البدء الأوفر حظّا لنيل جوائزه. لكن "هاكس" من "إتش بي أو" سلب منه جائزة أفضل سيناريو وإخراج وممثلة في هذه الفئة التي كانت من نصيب جين سمارت في دور نجمة في لاس فيغاس تعود إلى الساحة الفنية.

وفي فئة المسلسلات القصيرة، حازت كايت وينسليت جائزة أفضل ممثلة عن دور الشرطية المحبطة الذي تؤدّيه في "مير أوف إيستاون" ("إتش بي أو").

وقالت وينسليت "اسمحوا لي بأن أوجّه تحيّة إلى زميلاتي لأن هذا العقد ينبغي أن يكون ذاك الذي تتعاضد فيه النساء"، متوجّهة بالشكر أيضاً إلى مؤلّفي المسلسل الذين وضعوا شخصية "أمّ في سنّ ناضجة غير كاملة تشوبها سلبيات، يمكننا بصراحة التماهي كلّنا معها". وكُرّم أيضاً كلّ من جوليان نيكولسون وإيفن بيتيرز بجائزة أفضل أداء ثانوي في هذا العمل.

ولم تنجح "ديزني"، منصّة البثّ التدفقي التي أطلقتها قبل سنتين المجموعة الأولى عالمياً في صناعة الترفية بخطف الأنظار من "نتفليكس"، بالرغم من أعمال تزخر بشخصيات مشهورة من أجواء "حرب النجوم" وأبطال "مارفل" الخارقين.

وكان مسلسلها "ّذي ماندالوريان" حصد العدد عينه من الترشيحات مثل "ذي كراون" من "نتفليكس" 24 ترشيحاً، في حين أن مسلسلها القصير "واندافيجن" لقي استحسان النقاد، لكن الفوز لم يكن من نصيبه.

انعدام التنوّع

ولا شكّ في أن هذه الجوائز التلفزيونية تولي أهمية قصوى للنساء، غير أن التنوّع غاب عن دورة هذا العام، إذ ذهبت الجوائز الاثنتا عشرة الرئيسية في فئة التمثيل كلّها لممثلين وممثلات من أصحاب البشرة البيضاء.

وعادت مجددّاً الانتقادات التي توجّه مراراً لأبرز الفعاليات الهوليوودية مثل حفلات "أوسكار" أو "جولدن جلوب". وعنون موقع "ذي راب" المتخصّص في هذا الشأن "إيمي بيضاء جدّاً"، لافتاً إلى أن أصحاب البشرة الملوّنة كانوا مرشّحين في "كلّ الفئات تقريباً".

يذكر أن جوائز إيمي هي جائزة أميركية تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، أنشئت عام 1949، وهي المقابل لجائزة الأوسكار، ولكن وفي حين أن جوائز الأوسكار تقتصر على الإنتاج السينمائي فإن الإيمي تختص في قطاع الإنتاج التلفزيوني.

وتنظم الجائزة الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية، وهي منظمة تتألف من وسائل الإعلام وشخصيات رائدة تنتمي لأكثر من 50 بلداً و 500 شركة من جميع القطاعات التلفزيونية حول العالم.