Open toolbar

صورة لبارجة عسكرية تايوانية التقطها سفينة تابعة للقوات البحرية الصينية خلال المناورات في محيط الجزيرة. 5 أغسطس 2022 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
دبي -

بدأ عدد من الشركات متعددة الجنسيات العاملة في الصين بوضع خطط طوارئ، تحسباً لنشوب نزاع عسكري بين الولايات المتحدة والصين، بعدما أجرت بكين سلسلة غير مسبوقة من المناورات العسكرية في محيط تايوان خلال أغسطس الجاري، في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة رغم معارضة الصين.

"البجعة السوداء"

وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الأربعاء، إن التخطيط المكثف من قبل قادة الأعمال في الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان، ودول أخرى يُشير إلى أن المستثمرين في الصين لم يعودوا يعتبرون غزو تايوان مجرد احتمال ضئيل لحدوث خطر "البجعة السوداء".

وخطر "البجعة السوداء"، هو مصطلح يُستخدم في الأوساط المالية للإشارة إلى حدث غير متوقع من شأنه إحداث هزة في الأسواق، على ثاني أكبر اقتصاد في العالم (الصين).

 رئيس غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين يورج ووتكي، قال للصحيفة، إن ثمة سيناريوهات عديدة يجري التفكير فيها، "وصولاً إلى ما الذي يتوجب علينا فعله؟ وهل ينبغي أن نغلق أعمالنا في الصين؟ وكيف نحافظ على أعمالنا والتغلب على عمليات الحصار المحتملة؟".

وأضاف ووتكي أن تايوان يُنظر إليها، بشكل مفاجئ، في العديد من مقار الشركات الكبرى على أنها "أوكرانيا المقبلة"، في إشارة إلى غزو صيني محتمل للجزيرة على غرار الغزو الروسي. 

الابتعاد عن الصين

واجهت الشركات متعددة الجنسيات العاملة في الصين، مخاطر متزايدة تتعلق بالسمعة وضغوطاً من واشنطن وحلفائها لتنويع أنشطتها بعيداً عن أسواق الصين القارية، بحسب "فاينانشال تايمز".

قادة الأعمال عزوا عدم حدوث "خروج جماعي" من قبل الشركات الأجنبية، إلى "ندرة البدائل" لأكبر سوق استهلاكية في العالم وأهم قاعدة صناعية.

ومع ذلك، تدرس بعض الشركات الأميركية نقل أجزاء من عملياتها خارج الصين، وهو ما يهدد العلاقات الاقتصادية بين القوتين العظميين.

وقال إريك تشانج، من غرفة التجارة الأميركية في شنغهاي، إن أزمة تايوان، بالنسبة للعديد الشركات المُصنعة الأميركية التي تمتلك سلاسل إمداد عالمية، تُضاف إلى الآثار الجوهرية الناجمة عن توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، مثل التعريفات الجمركية. 

وأوضح تشانج أن هذه الآثار أجبرت الشركات الأميركية على التفكير بجدية في إعادة بناء مصانعها في دول أخرى. 

"ليس معاداة للصين"

مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه، شدد على أن التخطيط للطوارئ "لا يعكس موقفاً معادياً للصين"، ولكنه "استجابة حكيمة" للواقع والتداعيات الكارثية المحتملة للخطر المتزايد المتمثل في نشوب صراع عسكري.

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن قرار الرئيس الصيني شي جين بينج، الخاص بإجراء مناورات عسكرية رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه هذا الشهر أحدثت تغييراً جذرياً في مضيق تايوان.

وكشف إريك تشانج أن العديد من الشركات الأميركية الكبرى، مثل "ديزني" و"تسلا"، أبرمت عقوداً طويلة الأجل للعمل في إطار استراتيجية "في الصين، من أجل الصين"، ولا تزال تعتمد بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى السوق الصينية التي تضم 1.4 مليار مستهلك.

ضغوط سياسية

أدت أزمة تايوان، التي وصفتها الصحيفة بأنها "المواجهة الأخطر منذ ما يقرب من عقدين"، إلى زيادة الضغط السياسي على الشركات التي تعتمد على صادراتها إلى الصين.

وقال ديفيد ماهون، وهو مستشار مقيم في بكين منذ عام 1985، إن تنويع الأنشطة خارج السوق الأكثر أهمية لن يكون سهلاً بالنسبة لمجموعات مثل مجموعة "فونتيرا" النيوزيلندية للألبان.

وقالت مجموعة "فونتيرا" إنها تراقب عن كثب التطورات الجيوسياسية، وأن الصين "لا تزال سوقاً مربحة ذات إمكانات ممتازة".

ريجي موروكا، المدير المالي لمجموعة "سوميتومو" اليابانية، قال في مؤتمر صحافي للإعلان عن النتائج المالية إن الشركة "ستدرس الخطوات التالية" بينما تراقب تداعيات زيارة بيلوسي إلى تايوان.

وتساءل نورياكي ياماجا، المدير التنفيذي لشركة الشحن اليابانية "كاواساكي كيسن كايشا"، عن مدى ضعف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وقال: "هل يُمكن -من الناحية الواقعية - أن يشهد الاقتصاد العالمي انفصال الولايات المتحدة عن الصين؟"

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.