تقرير: نواب بالكونجرس طالبوا ترمب "سراً" بمساعدتهم على عزل بايدن

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع لأنصاره في ولاية ألاباما، 22 أغسطس 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع لأنصاره في ولاية ألاباما، 22 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

كشف موقع "ديلي بيست" أن جمهوريين في مجلس النواب ناشدوا الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، "بشكل سري" من أجل المساعدة في توجيه اتهامات لخلفه، جو بايدن، ضمن آلية لمحاكمته وعزله؛ إثر الانسحاب الأميركي "المضطرب" من أفغانستان. 

وأشار الموقع الأميركي في تقرير، الأربعاء، إلى أن العديد من الجمهوريين أظهروا استعداداً متزايداً للمطالبة ببدء إجراءات عزل بايدن، في الوقت الذي كان يبدو أن ترمب هو "الصوت الجمهوري الوحيد الغائب بشكل ملحوظ؛ على الأقل في العلن".

وقال الموقع إن الرئيس السابق تلقى اتصالات هاتفية من أعضاء بالكونجرس يحاولون كسب الدعم في مجلس النواب الأميركي لعزل خليفته. 

ونقل الموقع الأميركي عن مصدرين جمهوريين مطلعين، لم يُذكر اسميهما، قولهما إنه خلال الأسابيع الأخيرة، تحدث ترمب إلى العديد من المشرعين الجمهوريين في الكابيتول لمناقشة ما أُحرز أو لم يُحرز من تقدم، في التحرك لعزل بايدن بشأن الانسحاب الذي اتسم "بالاضطراب والعنف" من حرب أفغانستان.

"تردد" ترمب

وأضاف أحد المصدرين أن معظم المحادثات بدأها المشرعون أنفسهم، في إطار سعيهم لتجنيد ترمب ليدعم بشكل علني المحاولات التشريعية المختلفة لإحراج بايدن، إما عن طريق بدء إجراءات عزله أو أعضاء في إدارته، أو اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأميركي (لتنحيته من منصبه)، لافتاً إلى أن "ترمب كان يقاوم إلى حد ما ربط اسمه بهذه الجهود".

ولفت الموقع إلى أن الرئيس السابق الذي خضع لإجراءات العزل مرتين، كان أكثر نشاطاً في دعوة بايدن إلى "الاستقالة"، وقام بجمع الأموال مراراً من أجل هذه الدعوات. غير أنه في الوقت الراهن، أصبح أقل حرصاً على دعم حملة إجراءات عزل بايدن في الكابيتول بشكل علني، أو حتى الاعتراف بأن حلفاءه من الحزب الجمهوري في الكونجرس تحدثوا إليه بشأن ذلك.

في هذا الإطار، قالت المتحدثة باسم ترمب، ليز هارينجتون، التي تواصل معها الموقع للتعليق، الثلاثاء، "لا أساس من الصحة"، لكون الرئيس السابق ناقش بشكل خاص إمكانية عزل بايدن.

ومع ذلك، قالت المصادر المطلعة إن ترمب دعم بشكل خاص بعض الجهود لمحاولة عزل بايدن، حتى مع التزامه الصمت في الغالب بشأن إجراءات العزل، على وجه التحديد.

رسالة للناخبين

ووفقاً للموقع، كان المشرعون الجمهوريون يمضون قدماً على نحو متزايد في الجهود المبذولة لإقالة بايدن، أو على الأقل إرسال إشارة للناخبين المحافظين بشأن اعتزامهم الإطاحة بالرئيس.

والثلاثاء، عقد أعضاء "كتلة الحرية" في مجلس النواب مؤتمراً صحافياً خارج مبنى الكابيتول، للضغط من أجل إصدار قرار يعبر عن رأي الكونجرس بأن بايدن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، يجب أن يستقيلوا بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.

وقال رئيس "كتلة الحرية" آندي بيجز (جمهوري من أريزونا) الثلاثاء: "نطالب، بشكل جاد، باستقالة الرئيس، جو بايدن".

بينما قال راعي القرار، النائب كلاي هيجينز (جمهوري عن لوس أنجلوس)، إن الدعوة إلى الاستقالة كانت "الخطوة المناسبة قبل متابعة توجيه الجرائم التي تستوجب العزل، والتي حدثت". 

وقالت النائبة لورين بويبرت (جمهورية عن ولاية كولورادو) إنه إذا كان هناك أي جمهوريين لديهم شكوك بشأن إجراءات العزل، "اعلموا أنكم ستواجهون انتخاباتكم التمهيدية، ولن يساعد أي قدر من الأموال الطائلة في إنقاذكم من انتفاضة الشعب الأميركي الذي يُطالبنا بعمل شيء ما الآن".

لائحة اتهام ضد بلينكن

كما عمل أعضاء "كتلة الحرية" آندي هاريس (جمهوري من ولاية ماريلاند)، ورالف نورمان (جمهوري عن ولاية ساوث كارولينا) على صياغة لائحة اتهام ضد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن على خلفية دوره في الانسحاب من أفغانستان.

وأشارت تقارير إلى أن "تجمع الحرية" ناقش رسمياً دعم قرار توجيه اتهام لبايدن الأسبوع الماضي، لكنه فشل في الوصول إلى أغلبية أربعة أخماس الأصوات اللازمة لاتخاذ موقف رسمي بشأن هذه المسألة.

رغم ذلك، لا تهدد أي من هذه الجهود التشريعية بايدن أو أياً من مسؤوليه في الوقت الراهن، لكن القصد منها ببساطة هو أن تبعث رسالة مفادها أن بايدن قد خذل الناخبين، وجعل محاولات الديمقراطيين لاتهام ترمب وإقالته تبدو "متحيزة" بقدر الجهود الجديدة المبذولة للحزب الجمهوري.

جمهوريون مترددون 

في المقابل، كان زعيم الحزب الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي (جمهوري عن ولاية كاليفورنيا) المقرب من ترمب والمعروف لديه باسم "ماي كيفن"، ينحوا إلى التردد في دعم أي من هذه الجهود بشكل صريح. 

وعندما سُئل عن هذا الأمر خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، شدد مكارثي ببساطة على الحاجة إلى "المساءلة"، متهرباً من مسألة دعم إجراءات العزل؛ لا سيما إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.

من جانبه، بدا زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل (جمهوري من ولاية كنتاكي) أبعد حتى بكثير عن دعم أي شكل من جهود العزل، أو حتى "دعوة عديمة الجدوى" إلى حد كبير لبايدن للاستقالة.

سيطرة طالبان

كانت حركة طالبان قد سيطرت على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس الجاري، بعد شروع القوات الأميركية في الانسحاب من أفغانستان، من دون مقاومة تقريباً من القوات الحكومية الأفغانية.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أكد أن الولايات المتحدة ستنهي حضورها الدبلوماسي في أفغانستان، بحلول موعد الانسحاب النهائي المحدد في 31 أغسطس، لكنه أشار إلى أن عمليات إجلاء الأفغان الراغبين في الخروج من البلاد ستستمر.

ومنذ نهاية يوليو الماضي، تم إجلاء نحو 122 ألف شخص من كابول في جسر جوي تاريخي. وتعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمواصلة العمل لإخراج الأفغان المعرضين للخطر وعدة مئات من الأميركيين من البلاد، في وقت تعهدت فيه طالبان بـ"السماح للأشخاص الذين يريدون المغادرة بالخروج من البلاد".

اقرأ أيضاً: