حذر مسؤول إسرائيلي، السبت، من أن رفع العقوبات المفروضة على إيران مبكراً سيُهدر أفضل وسيلة للضغط من أجل إجبارها على تفكيك البنية التحتية لبرنامجها النووي؛ وذلك قبل استئناف المحادثات النووية بين القوى العالمية وطهران الجمعة المقبل.
وقال المسؤول (لم يُذكر اسمه) لصحيفة "جيروزالم بوست"، إن "النظام الإيراني لن يتنازل إلا إذا واجه ضغوطاً حازمة للقيام بذلك".
وأضاف محذراً: "بالطبع يريدون (الإيرانيون) رفع العقوبات، وإذا حدث ذلك مبكراً، فإن وسيلة الضغط لجعل الإيرانيين يفككون بنيتهم التحتية النووية، ستضيع تماماً".
وأشارت الصحيفة إلى أن مدير الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات، سافرا إلى واشنطن الأسبوع الماضي لمناقشة التهديدات الاستراتيجية الإقليمية، فضلاً عن مخاطر إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وذكرت "القناة 12" الإسرائيلية، أن كوهين التقى بالرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض الجمعة، بحضور أعضاء من مجلس الأمن القومي الأميركي أيضاً.
رفع العقوبات
وفي وقت سابق، قال كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية عباس عراقجي، إن طهران تتوقع رفع العقوبات الأميركية عن قطاعي النفط والبنوك، وغيرهما من القطاعات وعن معظم الأفراد والمؤسسات، وذلك بناء على ما تم الاتفاق عليه حتى الآن.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن عراقجي، قوله "العقوبات.. على قطاع الطاقة الإيراني الذي يشمل النفط والغاز، أو تلك (العقوبات المفروضة) على صناعة السيارات والقطاع المالي والمصارف والموانئ، ينبغي رفعها كلها بناء على ما تم الاتفاق عليه حتى الآن"، حسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأضاف عراقجي "سنتفاوض إلى أن تتقارب مواقف الطرفين أكثر وتتم تلبية مطالبنا.. إذا تمت تلبية المطالب، فسيجرى إعلان اتفاق، وإن لم تُلب بالطبع لن يكون هناك اتفاق".
ولم يوضح عراقجي أي آليات سترفع بها العقوبات، ولم يوضح أيضاً كيفية التزام إيران بمطالب واشنطن والعودة إلى التزاماتها في الاتفاق النووي.
في المقابل، لم تعقب وزارة الخارجية الأميركية على تصريحات عراقجي.
"روايات متضاربة"
وقدمت روسيا والقوى الأوروبية روايات متضاربة السبت بشأن نتائج أحدث جولة في المحادثات الهادفة إلى إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015 وذلك بعد إرجاء المحادثات لمدة ستة أيام.
وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان "أمامنا الكثير من العمل ولم يتبق سوى القليل من الوقت.. كنا نأمل في المزيد من التقدم هذا الأسبوع".
وقال مسؤولون إنهم يأملون التوصل إلى اتفاق قبل 21 مايو، وهو موعد انتهاء أجل اتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن استمرار مراقبة بعض الأنشطة النووية الإيرانية.
وأضاف الدبلوماسيون "لم نصل بعد إلى تفاهم على معظم النقاط الحاسمة" مضيفين أن النجاح لا يزال ممكناً لكنه غير مضمون.
استئناف المفاوضات
وكان مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، قال إن المحادثات النووية في فيينا، ستستأنف الجمعة المقبل، متوقعاً الوصول إلى نتيجة "ناجحة" خلال أسابيع.
وأضاف أوليانوف أن المحادثات التي انطلقت في فيينا أوائل أبريل الماضي، "تسير في الاتجاه الصحيح"، لكنه استبعد "انفراجة حالياً"، لافتا إلى أن "كل المؤشرات تقودنا إلى توقع نتيجة نهائية ستكون ناجحة، وخلال بضعة أسابيع".
وتجتمع وفود إيران والقوى العالمية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) في فيينا، حيث مقر وكالة الطاقة الذرية، منذ أوائل أبريل الجاري، للتفاوض بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها لإعادة طهران وواشنطن إلى الالتزام الكامل بالاتفاق، وتشمل المفاوضات العقوبات الأميركية، وانتهاكات طهران للاتفاق.
ويسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العودة إلى الاتفاق بعدما انسحبت منه بلاده عام 2018 تحت إدارة سلفه دونالد ترمب وقررت إعادة فرض عقوبات على إيران. وردت طهران في العام التالي بخرق العديد من القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية.