
وعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، خلال زيارة مفاجئة لكييف، السبت، برد سريع ونهائي "الأسبوع المقبل" بشأن ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تشتد وتيرة الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا.
وقالت فون دير لايين، في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "مناقشات اليوم ستتيح لنا الانتهاء من تقييمنا بحلول نهاية الأسبوع المقبل".
وتطالب أوكرانيا بـ"التزام قانوني" ملموس من الأوروبيين من أجل منحها سريعاً وضع الدولة المرشحة رسمياً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن الدول الـ27 منقسمة حيال هذه المسالة.
وفي حين تدعم دول عديدة ولا سيما من أوروبا الشرقية عضوية أوكرانيا، تبدي بعض الدول مثل هولندا والدنمارك وكذلك ألمانيا وفرنسا التي تتولى رئاسة الاتحاد حتى نهاية يونيو، تحفظات شديدة.
ما زال هناك الكثير
وحتى إذا حصلت أوكرانيا على "وضع المرشح"، ستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقوداً قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبه العديد من دول الاتحاد كييف إلى أنه لن يكون هناك مسار "سريع" لانضمامها.
ولكن فون دير لايين قالت "نريد دعم أوكرانيا في مسارها الأوروبي. نريد النظر نحو المستقبل".
وأكدت أن السلطات الأوكرانية "فعلت الكثير" بهدف ترشح البلاد لكن "ما زال هناك الكثير لتفعله"، خصوصاً على صعيد مكافحة الفساد.
وكانت فون دير لايين صرحت للصحافيين المرافقين لها في زيارتها قائلة: "عدت إلى كييف وسنعرض العمل المشترك الضروري لإعادة الإعمار والتقدم، الذي أحرزته أوكرانيا على طريق أوروبا".
ويفترض أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن هذه المسألة في الأيام المقبلة، قبل أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح الرسمي في قمة تعقد يومي 23 و24 يونيو.
ووجّهت خطابها للرئيس الأوكراني، قائلة: "المفوضية تعد حالياً التوصيات لأعضاء الاتحاد الأوروبي. ووعدتك (زيلينسكي) في أبريل الماضي أن نعمل بلا كلل ولا ملل"، وأكدت أن المفوضية سترفع رأيها وملاحظاتها إلى الاتحاد الأوروبي وستعلنه الأسبوع المقبل.
ويفترض أن تلتقي رئيسة المفوضية رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميجال في هذه الزيارة الثانية لها إلى كييف منذ بداية الحرب. وتعود زيارتها الأولى إلى 8 أبريل.
زيلينسكي: سنفعل كل شيء
من جهته، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده تعمل مع الأطراف الأوروبية لدعم مشاريع إعادة الإعمار، مطالباً بـ"منع استخدام الروس لثرواتهم في تمويل الحرب"، مشدداً على أن بلاده "ستفعل كل شيء" للانضمام مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن "أوروبا كلها هدف لروسيا، وأوكرانيا ليست سوى المرحلة الأولى من العدوان، وهذا هو السبب في أن استجابة الاتحاد الأوروبي الإيجابية لطلب العضوية الأوكراني يمكن أن تكون إجابة عن سؤال ما إذا كان للمشروع الأوروبي مستقبل".
ودعا زيلينسكي، السبت، إلى ممارسة ضغط دولي لضمان أن ترفع روسيا حصارها عن الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، ما يسمح بتأمين الصادرات اللازمة لتجنيب العالم أزمة غذائية دولية.
وحذّر عبر الفيديو خلال حوار شانجريلا، المؤتمر حول الدفاع والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من أن "العالم سيواجه أزمة غذائية حادّة وحتى مجاعة بعدة دول في آسيا وإفريقيا" إذا لم تستأنف الصادرات الأوكرانية.
وقال زيلينسكي أمام حضور المؤتمر في سنغافورة، منهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الصيني وي فنغي، "سيؤدي شح المواد الغذائية بالطبع إلى فوضى سياسية تهدّد بإطاحة العديد من الحكومات".
جوازات سفر روسية
وفي إشارة الى إصرار موسكو على وضع يدها على ما يعتبره الكرملين أرضاً روسية، سلمت الإدارة الموالية لموسكو في خيرسون، السبت، جوازات سفر روسية لعدد من سكان هذه المدينة، التي تحتلها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (تاس) أن 23 من سكان خيرسون تسلموا جوازات السفر الروسية الأولى خلال مراسم، في "إجراء مبسط" أتاحه مرسوم وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية مايو.
كما يقوم الجيش الروسي ببناء مستشفى في لوغانسك بشرق أوكرانيا.
القتال يتصاعد
ميدانياً، تصاعد القتال في شرق أوكرانيا بينما لا يزال الجيش الروسي يقصف ضواحي خاركوف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا.
وقالت إدارة المخابرات العسكرية بوزارة الدفاع الأوكرانية: "ما زالت روسيا تتمتع بإمكانات كافية لشن حرب طويلة على بلادنا".
وتبدو المعركة للسيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية ومدينة ليسيتشانسك المتاخمة لها عنيفة بشكل متزايد.
وعلى الجبهة، تبادل الطرفان القصف بالمدفعية، السبت، بحسب مصور لوكالة "فرانس برس" موجود في ليسيتشانسك.
وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، مساء السبت، بتكثّف نيران المدفعية الروسية تجاه ليسيتشانسك وقصف بنى تحتية مدنية في العديد من بلدات المنطقة.
وأضافت أن "العدو" يحاول "تعزيز مواقع تمركز قواته"، مؤكدة أن القوات الأوكرانية تقاوم "بنجاح" في سيفيرودونيتسك قرب ميتيولكين حيث "انسحب المحتلون" و"قرب بوباسنا".
وفي حال السيطرة على سيفيرودونيتسك، فذلك سيفتح الطريق أمام موسكو إلى مدينة كبرى أخرى في دونباس هي كراماتورسك، ما سيشكل خطوة مهمة للسيطرة على كامل دونباس، المنطقة الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا والتي يسيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على جزء منها منذ 2014.
وصرح ليونيد باشنيك، زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية، على هامش الزيارة للمستشفى العسكري الروسي قيد الإنشاء: "لم يتم تحرير سيفيرودونيتسك بنسبة 100%... في الوقت الحالي، لم ننجح في السيطرة على المنطقة الصناعية".
وأضاف: "في أي حال، سنحقق هدفنا وسنحرر المنطقة الصناعية، سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك ستكونان لنا".
سقوط تشيكي وصحافي
وفي براغ، أكد وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي، السبت، سقوط أحد مواطنيه في شرق أوكرانيا. وأفادت صحافية تشيكية بأنه مقاتل متطوع.
وأعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك، السبت، سقوط صحافي عسكري هو الضابط أوليكسي شوباشيف، من غير أن يورد تفاصيل عن ظروف مقتل الصحافي، الذي أشرف على برنامج تجنيد وكان مسؤولاً عن التلفزيون العسكري الأوكراني.
كما يشتد القتال منذ أيام في منطقة ميكولايف المجاورة لمدينة أوديسا الساحلية في جنوب أوكرانيا، لكن التقدم الروسي توقف على أطراف المدينة.
وقال حاكم ميكولايف، فيتالي كيم، إن "الروس يستهدفوننا بالمدفعية الثقيلة سواء في المدينة أو في القرى".
وأضاف أن "الجيش الروسي أقوى، لديه الكثير من المدفعية والذخيرة. حالياً، إنها حرب مدفعية... وذخيرتنا تنفد".
وتابع: "مساعدات أوروبا والولايات المتحدة مهمة جداً جداً لأننا نحتاج إلى الذخيرة للدفاع عن بلدنا".
ويطالب الأوكرانيون حلفاءهم الغربيين باستمرار بمدهم بأسلحة جديدة أكثر قوة.
وأعلنت واشنطن ولندن تسليم أوكرانيا راجمات صواريخ لا سيما من طراز هيمار البالغ مداها حوالى 80 كلم، ما يفوق بقليل مدى الصواريخ الروسية.