
لوّحت روسيا، الأربعاء، بـ "رد حازم" على أي تدخل في بيلاروسيا، التي اعتبرت أنها تجنّبت "ثورة ملونة" للإطاحة برئيسها ألكسندر لوكاشينكو.
ونظمت المعارضة في بيلاروسيا تظاهرات حاشدة، منذ إعلان فوز لوكاشينكو بولاية سادسة، في انتخابات الرئاسة التي نُظمت في 9 أغسطس الماضي، متغلباً على مرشحة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي اعتبرت أنها "الفائزة الحقيقية"، منددةً بتزوير النتائج.
وبعدما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستضيف لوكاشينكو في غضون أسابيع، يستعد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين لزيارة مينسك اليوم الخميس.
وعشية زيارة وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين لموسكو، الجمعة، ناقش رئيسا أركان الجيشين استعداداتهما، لتنفيذ مناورات عسكرية مشتركة في بيلاروسيا هذا العام.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "أعداء" بلاده بمحاولة "شق بيلاروسيا بعيداً عن موسكو"، وتقويض علاقاتهما الاقتصادية والعسكرية.
وتعهد لافروف خلال لقائه نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي في موسكو، الأربعاء، برد حازم على أي محاولات "للتأثير على الوضع" في بيلاروسيا، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
وأيّد اقتراح لوكاشينكو إجراء إصلاحات دستورية، وأقرّ بأن متظاهرين كثيرين في بيلاروسيا هم مسالمون، مستدركاً أن "جماعات أجنبية، خصوصاً تلك القومية في أوكرانيا، تدفع نحو إثارة العنف".
واتهم الوزير الروسي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بالإدلاء بـ"تصريحات هدّامة"، مستبعداً إمكان التفاوض مع "مجلس التنسيق" المعارض في مينسك، كما اقترح قادته، معتبراً أن "لا جدوى من هذا الاجتماع".
عقوبات بيلاروسية على دول البلطيق
أما ماكي، فاعتبر أن الوضع في بيلاروسيا بدأ يهدأ، مضيفاً: "اتفقنا على إزالة التناقضات الداخلية في بيلاروسيا قريباً". وشدد على أن مينسك تجنّبت "ثورة ملونة" لإطاحة لوكاشينكو.
وأعلن الوزير البيلاروسي أن بلاده قرّرت فرض عقوبات على أفراد في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، بعدما فرضت دول البلطيق الثلاث عقوبات على لوكاشينكو و29 مسؤولاً بيلاروسياً، نتيجة دورهم في "تزوير" الانتخابات و"قمع" المحتجين.
وفي المقابل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر كندي قوله إن بلاده والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا تناقش عقوبات محتملة على بيلاروسيا، رجّح فرضها "في مستقبل غير بعيد".
أما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فأعلن أن بلاده وشركاء أوروبيين يدرسون فرض عقوبات ضد أي شخص متورط بانتهاكات لحقوق الإنسان في بيلاروسيا.
وفي مينسك، أعلن وزير الفنون بافل لاتوشكو، أحد أبرز أعضاء "مجلس التنسيق"، أنه غادر البلاد متوجّهاً إلى بولندا وليتوانيا، حيث سيلتقي تيخانوفسكايا.
وسُئل عن إمكان استدعائه للتحقيق، مع أعضاء آخرين في المجلس، بتهمة "محاولة للاستيلاء على السلطة"، فأجاب: "عندما أعود إلى بيلاروسيا، لا أعرف"، علماً بأن السلطات البيلاروسية احتجزت أعضاء في المجلس.
ومع استدعاء 5 صحافيين بيلاروسيين إلى جلسة استماع في محكمة، لمشاركتهم في احتجاجات غير قانونية، شكر لوكاشينكو شبكة "روسيا اليوم" المملوكة للحكومة الروسية، على "دعمها"، في ظلّ تقارير تفيد بأن الشبكة أرسلت موظفين إلى مينسك، بعد استقالة موظفين في التلفزيون الرسمي لبيلاروسيا.