البنتاجون ينفي مشاركة أميركا بهجوم على موقع عسكري في إيران

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة من مقطع فيديو متداول يُظهر انفجاراً بموقع عسكري بمحافظة أصفهان وسط إيران- 29 يناير 2023 - AFP
صورة من مقطع فيديو متداول يُظهر انفجاراً بموقع عسكري بمحافظة أصفهان وسط إيران- 29 يناير 2023 - AFP
دبي - مالشرق

نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) مشاركة أي قوات عسكرية أميركية في ضربات بإيران، فيما قال مسؤولون أميركيون لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الأحد، إن إسرائيل نفذت هجوماً سرياً بطائرات مسيرة على مجمع عسكري في إيران.

وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر، إنه لم تشارك أي قوات عسكرية أميركية في ضربات بإيران، لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل،

وأحجم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الضربة التي طالت المجمع العسكري.

وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية عن التصدي "بنجاح" لهجوم شنته 3 طائرات مسيرة على مصنعٍ للذخيرة في محافظة أصفهان بجوار موقع تابع لمركز أبحاث الفضاء الإيراني والذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب عمله على برنامج إيران للصواريخ البالستية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن بيان لوزارة الدفاع أنه "في مساء 28 يناير، قرابة الساعة 23:30 (20:00 بتوقيت جرينتش)، تم تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيرة على أحد المجمعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع".

وأشار البيان الإيراني إلى أن "الدفاعات الجوية للمجمع أسقطت إحدى المسيرات، بينما حوصِرت مسيّرتان وانفجرتا" بعد أن حاولتا ضرب "مصنع للذخيرة".

ونقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مصادر، لم يكشف هويتها أو جنسيتها لكنه قال إنها مطلعة على تفاصيل الحدث، قولها إن الهجوم في أصفهان "كان ناجحاً وحقق هدفه".

وقال أحد المصادر إن الهجوم استهدف 4 مواقع مختلفة من المبنى التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، وتمت إصابتها جميعاً من الجو.

واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن الهجوم هو أول عملية تنفذها إسرائيل ضد إيران منذ عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى السلطة، مشيرةً إلى أن الأخير نفذ خلال فترة عمله بين عامي 2009 و2021 سلسلة من العمليات الجريئة في الداخل الإيراني.

وتوقعت أن تستمر إسرائيل في تنفيذ الهجمات السرية ضد برنامج إيران النووي والعسكري، مشيرةً إلى أن هذه الضربات تساعد في الإضرار بقدرات إيران الساعية لمساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

الدور الأميركي

ونفى مسؤول أميركي، الأحد، "قيام قوات عسكرية أمريكية بشن ضربات داخل إيران"، على خلفية الهجوم بالمسيرات الذي استهدف المركز الصناعي في أصفهان.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المسؤول الأميركي قوله: "نستطيع الإقرار بأنه لم تنفذ أي قوة للجيش الأمريكي هجمات أو عمليات داخل إيران"، مؤكداً أن بلاده "تراقب الوضع عن كثب بعد الهجوم على مستودع أسلحة في أصفهان".

وكانت مصادر قالت، في وقت سابق، إن واشنطن شاركت في هجوم طائرة دون طيار على أصفهان.

أساليب جديدة

وأكدت الصحيفة أن الضربة تأتي في ظل استمرار المباحثات بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين لإيجاد أساليب جديدة لمواجهة عمليات إيران المزعزعة للاستقرار، إضافة إلى تعزيز تعاونها العسكري مع روسيا.

وزار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" ويليام بيرنز، إسرائيل، الأسبوع الماضي، في رحلة غير معلنة لبحث ملف إيران وقضايا والقضايا الإقليمية الأخرى، بحسب ما ذكره أشخاص مطلعين على زيارته للصحيفة الأميركية.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، الاثنين، لمواصلة المحادثات مع تل أبيب بشأن إيران وعدد من القضايا الإقليمية الأخرى.

يأتي هذا بعد أيام من تنفيذ الولايات المتحدة وإسرائيل ما وصفه مسؤول أميركي بأنه أهم تدريب عسكري مشترك للدولتين الحليفتين حتى اللحظة، ويشمل الآلاف من القوات ونحو 12 سفينة و142 طائرة من بينها قاذفات ذات قدرة نووية.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن التمرين شمل اختبار قدرات البلدين على تدمير "أنظمة الدفاع الجوي" و"طائرات التزود بالوقود"، ورجحت أن تكون هذه الاختبارات عناصر رئيسية لضربة عسكرية كبيرة على إيران.

وأكد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأسبوع الماضي، أن بلاده والولايات المتحدة "تستعدان للأسوأ"، معتبراً أن تدريبات عسكرية بعثت بـ"رسالة واضحة لإيران بإنه في حال ارتكبت أخطاء، فإن القدرات الهجومية مستعدة".

ويأتي الإعلان عن الهجوم الجديد في سياق متوتّر على خلفيّة حراك احتجاجي في إيران بدء منذ سبتمبر الماضي، واستمرار الخلافات بشأن الملف النووي الإيراني بين طهران ودول غربية، واتّهامات بعض الدول لطهران بإمداد روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.

وتضمّ إيران عدداً من مواقع الأبحاث النوويّة المعروفة في المنطقة، بينها محطة لتحويل اليورانيوم، إذ وفي السنوات الأخيرة، اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عدد من العمليات السرية على أراضيها استهدفت منشآت نووية، واستخدام مدفع رشاش يجري التحكم به عبر الأقمار الاصطناعيّة لقتل عالم الفيزياء النووي البارز محسن فخري زاده في نوفمبر 2020.

وشكّل البرنامج النووي الإيراني هدفًا لهجمات إلكترونية ومحاولات تخريب وعمليات اغتيال استهدفت علماء، وجهت إيران أصابع الاتهام فيها الى إسرائيل.

وتهدد إسرائيل منذ وقت طويل بالقيام بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران و6 دول كبرى.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات