نقل السلطات الرئاسية في أميركا.. بوش أول من فعلها وترمب رفض

أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، نقل صلاحياته الرئاسية بشكل مؤقت إلى نائبته كامالا هاريس، خلال إجرائه فحوص طبية، تشمل فحص القولون، ما يتطلب إخضاعه للتخدير العام، وبعد انتهائها عاد لممارسة مهامه.

ويعني نقل السلطات الرئاسية في الولايات المتحدة، تولي نائب الرئيس سلطات الرئاسة، عند وجود الدواعي التي تقتضي ذلك، ومن بينها عجز الرئيس مؤقتاً عن أداء مهامه.

وتؤسس الفقرة الثالثة من التعديل الخامس والعشرين في الدستور الأميركي، المتعلق باستبدال رئيس الدولة، لهذا النوع من نقل السلطات.

وتنص الفقرة على أنه "عندما ينقل الرئيس إلى الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ، إضافة إلى رئيس مجلس النواب، إعلانه الخطي بعجزه عن القيام بسلطات وواجبات منصبه، وإلى أن ينقل إليهما خطياً إعلاناً بخلاف ذلك، يتولَّى نائب الرئيس القيام بهذه السلطات والمهام كقائم بأعمال رئيس البلاد".

بوش وتشيني.. ساعتان وربع

هذا النوع من نقل السلطات المرتبط بالفحوصات الطبية، تمَّ تطبيقه لأول مرة خلال فترة الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش (2000/2008)، وهي الحالة التي أشارت إليها المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، عند إعلانها نقل الرئيس بايدن صلاحياته لنائبته كمالا هاريس.

ونقل بوش صلاحياته أول مرة إلى نائبه ديك تشيني في 29 يونيو 2002، بسبب خضوعه لفحص القولون.

ووفقاً لما نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية حينها، فقد نقل بوش سلطاته الرئاسية إلى نائبه في تمام الساعة 07:09 صباحاً مع خضوعه للتخدير العام، ثم استيقظ من التخدير في تمام الساعة 07:31 صباحاً، ليستأنف سلطاته الرئاسية في تمام الساعة 9:24 صباحاً.

وعند سؤاله عن سبب إقدامه على نقل السلطات، قال بوش: "لقد فعلت ذلك لأننا في حرب، وأردت فقط أن أكون حذراً للغاية".

وأشار بوش إلى أنه فعل ذلك بعد تشاوره مع فريقه، والبحث في سوابق هذه الحالة المسموح بها بموجب التعديل الخامس والعشرين في الدستور الأميركي، لافتاً إلى أنه أول رئيس يقدم على نقل السلطات بسبب خضوعه لهذا النوع من الفحص الطبي.

وكرَّر جورج بوش عملية نقل السلطات إلى نائبه ديك تشيني في عام 2007، بسبب خضوعه للفحص الطبي ذاته.

رفض ترمب

ويعد نقل السلطات بسبب الخضوع لفحص طبي أمراً نادراً في الولايات المتحدة، فحتى عندما أصيب الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريجان بالرصاص وخضع لعملية جراحية، لم يكن هناك انتقال للسلطة، حسبما ذكرت "سي إن إن".

وأصبحت قضية نقل السلطات محل جدل خلال فترة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، إذ كشفت السكرتيرة الصحفية السابقة لترمب، ستيفاني جريشام، عن أن الرئيس السابق رفض الخضوع للتخدير لإجراء تنظير القولون، عندما نُقل فجأة إلى مستشفى والتر ريد عام 2019، لأنه لم يكن راغباً في نقل السلطة إلى نائبه، مايك بنس. 

أول امرأة

ومع نقل بايدن سلطاته مؤقتاً إلى نائبته كامالا هاريس، تصبح الأخيرة أول امرأة تتولى السلطة الرئاسية في تاريخ الولايات المتحدة، علماً بأنها أيضاً أول امرأة تصبح نائبة للرئيس في التاريخ السياسي للبلاد الممتد عبر 250 عاماً.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن كامالا هاريس ستؤدي مهام الرئيس من مكتبها في الجناح الغربي بالبيت الأبيض، خلال هذه الفترة. 

وأعلن البيت الأبيض استئناف بايدن مهامه الرئاسية في الساعة 11:35 صباحاً (16:35 بتوقيت جرينتش) الجمعة.

وبايدن هو أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، وأعلن أنه يعتزم الترشح لولاية ثانية عام 2024، ولكن كبر سنه يغذي التكهنات بأنه قد يتراجع عن ذلك.

وخضع بايدن لآخر تقييم طبي تم الإعلان عنه بشكل رسمي عام 2019، حين أصدرت حملته الانتخابية بياناً تضمن إفادة من كيفين أكونور، الطبيب بجامعة جورج واشنطن، وصف بايدن فيها بأنه "معافى وقوي، ومؤهل للقيام بواجباته التنفيذية كرئيس للبلاد، بما في ذلك رئاسة الجهاز التنفيذي، والقيادة العامة للقوات المسلحة".