قصف تركي على شمال سوريا.. و"قسد" تحذر من العواقب

time reading iconدقائق القراءة - 9
قوات موالية لتركيا لدى وصولها إلى ريف مدينة منبج الشمالية. 2 يونيو 2022 - AFP
قوات موالية لتركيا لدى وصولها إلى ريف مدينة منبج الشمالية. 2 يونيو 2022 - AFP
دبي- الشرق

قصفت القوات التركية، الخميس، 13 منطقة في ريفي تل تمر وأبو رأسين (زركان) ضمن محافظة الحسكة وسط نزوح كبير للمدنيين، فيما حذرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من عواقب تنفيذ أنقرة لأي هجوم جديد.

ويأتي القصف التركي بعد يوم من تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية شمالي سوريا لتأمين حدود بلاده الجنوبية، متعهداً بـ"تنظيف منبج وتل رفعت". إذ تعتبر أنقرة القوات التي يقودها الأكراد في سوريا "جماعات إرهابية" وتشكل تهديداً لأمنها القومي.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بوصول تعزيزات عسكرية تركية ضخمة، تشمل دبابات ومدافع ثقيلة وراجمات وناقلات جند، إلى منطقة تل أبيض شمال الرقة.

ونقلت وكالة (سانا) عن مصادر أن أنقرة والقوات الموالية لها قصفت قريتي أم حرملة ودادا عبدال شمال بلدة أبو راسين بريف الحسكة الشمالي الغربي، وأسفر القصف عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين والحقول الزراعية والبنى التحتية.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن "القصف البري منذ ساعات الصباح الأولى استهدف مناطق خاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وتوجد ضمنها قوات النظام بريف الحسكة الشمالي"، وأوضح أن القصف أدى إلى إصابة مدني على الأقل، إضافة لوقوع أضرار مادية، وسط تحليق لمروحيات روسية في الأجواء.

استهداف قاعدة تركية

أفاد مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) فرهاد شامي، الخميس، بأن عنصرين على الأقل من فصائل موالية لتركيا لقيا حتفهما خلال محاولات تسلل أحبطها مجلس منبج العسكري شمال المدينة.

وأوضح عبر تويتر أنه جرى إحباط 3 محاولات للتسلل شمال منبج صباح الخميس بعد قصف مدفعي تمهيدي على قرى المنطقة. وقال إن تلك المحاولات تأتي "في إطار التصعيد التمهيدي لغزو تركي محتمل".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر في وقت سابق الخميس، أن قوات "مجلس منبج العسكري" أحبطت محاولة تسلل نفذتها فصائل موالية لتركيا شمالي منبج، وأن قوات المجلس استهدفت قاعدة تركية رداً على محاولة التسلل.

وقال المرصد إن قوات تابعة لمجلس منبج العسكري المنضوية في صفوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أحبطت عملية تسلل نفذتها مجموعات تابعة لفصيل "الجيش الوطني" الموالي لتركيا في قرية المحسنلي بريف مدينة منبج الشمالي، شرقي حلب. 

وأوضح أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين، لترد قوات مجلس منبج العسكري باستهداف قاعدة عسكرية للقوات التركية في قرية حلونجي شمالي مدينة منبج، وسط قصف متبادل بين الطرفين بالقذائف الصاروخية، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.

"خطر كبير"

ورداً على تصريحات أردوغان، عبّر قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، الخميس، عن القلق من التهديدات التركية الجديدة، واعتبرها تشكل "خطراً كبيراً" على شمال سوريا.

وقال عبدي عبر حسابه الرسمي على تويتر: "قلقون من التهديدات التركية الجديدة.. أي هجوم سيؤدي لانقسام السوريين، ويخلق أزمة إنسانية جديدة، وسيؤدي إلى تشريد السكان والنازحين".

وأضاف "سيكون من شأن أي تصعيد جديد التأثير أيضاً في حملتنا ضد تنظيم داعش"، داعياً جميع الأطراف الفاعلة إلى "منع مأساة جديدة  ودعم خفض التصعيد".

"تأمين الحدود"

ونفذت أنقرة أربع عمليات في شمال سوريا منذ عام 2016، واستولت على مئات الكيلومترات من الأراضي، وتركزت تلك العمليات على شريط باتساع 30 كيلومتراً مستهدفة بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية.

ومنذ أسبوع، يهدّد أردوغان بشنّ عملية ضدّ المقاتلين الأكراد في "حزب العمال الكردستاني" الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "تنظيماً إرهابياً". كما تستهدف "وحدات حماية الشعب" المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني، التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الغربي ضد تنظيم "داعش".

وأكد الرئيس التركي، الأحد، أن أنقرة لا تنتظر "إذناً" من الولايات المتحدة، لشن عملية عسكرية جديدة في سوريا، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية. وشدد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، على "ضرورة" إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السوريّة-التركيّة، وفق ما أعلنت الرئاسة التركيّة.

والأربعاء، هدد أردوغان مجدداً أمام البرلمان بشن عملية عسكرية على بلدتين في شمال سوريا تستهدف مقاتلين أكراداً تعتبرهم أنقرة "إرهابيين". وقال: "ننتقل إلى مرحلة جديدة في عملية إقامة منطقة آمنة من 30 كيلومتراً عند حدودنا الجنوبية. سننظف منبج وتل رفعت"، متعهداً بالعمل "خطوة خطوة في مناطق أخرى".

من جهته، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، تركيا حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، من هجوم عسكري في سوريا، قائلاً إنه "سيعرّض المنطقة للخطر".

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج: "القلق الكبير الذي يساورنا هو أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي، وأن يوفر للأطراف الفاعلة الخبيثة إمكانية لاستغلال عدم الاستقرار" مضيفاً: "إنه أمر نعارضه".

وحضّ تركيا على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع عام 2019، بعدما جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته بـ"تطهير" مدينتين في شمال سوريا من المقاتلين الأكراد، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وزاد: "لا نريد رؤية أي شيء يعرّض للخطر الجهود التي بذلناها لإبقاء تنظيم داعش في الصندوق الذي حبسناه فيه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات