تقرير: "فاغنر" الروسية تسيطر على النفط السوري "من وراء ستار"

time reading iconدقائق القراءة - 4
رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين قبل اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، مع ممثلي المنظمات المدنية ومجتمعات الأعمال والإعلام في الكرملين في موسكو، روسيا. 4 يوليو 2017 - REUTERS
رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين قبل اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، مع ممثلي المنظمات المدنية ومجتمعات الأعمال والإعلام في الكرملين في موسكو، روسيا. 4 يوليو 2017 - REUTERS
دبي -الشرق

كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن الشركة الروسية التي أبرمت أخيراً اتفاقاً مع الحكومة السورية للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، جزء من شبكة الشركات التي تشكل مجموعة "المرتزقة الروسية الغامضة" المعروفة باسم "فاغنر"، التي لعبت دوراً محورياً في الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تتهم موسكو بممارستها في جميع أنحاء العالم.

وأوضحت "فورين بوليسي" في تقرير نشرته، الاثنين، أن الاتفاق المُبرم مع شركة "كابيتال" الروسية "غير المعروفة سابقاً"، والتي صادق عليها الرئيس السوري بشار الأسد في مارس الماضي، ستسمح للشركة الروسية بالتقنيب عن النفط والغاز في منطقة تبلغ مساحتها 2,250 كيلومتراً مربعاً قبالة سواحل جنوب سوريا، "ما يُهدد بإثارة نزاع مع لبنان"، الذي يؤكد أن المنطقة تضم بعض مياهه الإقليمية، بحسب ما أوردته المجلة.  

وقالت المجلة إن "الاتفاق يأتي في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى ترسيخ وجودها الاستراتيجي في سوريا"، وبالتالي "توسيع نطاق انتشارها في شرق البحر المتوسط"، وأنه يُسلط الضوء على كيفية "استمرار موسكو في الاستعانة بمقاولين عسكريين لتحقيق أهداف سياستها الخارجية المخادعة". 

وأضافت أن مجموعة "فاغنر" تشتهر بـ"أنشطة المرتزقة التي تمتد من السودان إلى أوكرانيا وفنزويلا"، وأن "عملاءها سعوا أيضاً إلى استغلال احتياطيات الموارد الطبيعية المربحة في الدول الضعيفة". 

وأشارت إلى أن المجموعة المملوكة لرجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين "تتدخل الآن في مستقبل سوريا".  

بريد إلكتروني مسرب

وقالت كانديس روندو، الزميلة الأقدم في مركز "مستقبل الحرب"، وهو مبادرة مشتركة بين "جامعة نيو أميركا" و"جامعة ولاية أريزونا"، للمجلة: "التحدي الذي نواجهه الآن هو أن المرتزقة الروس سيصبحون لاعباً أساسياً دائماً في مشهد استخراج النفط والغاز لفترة مقبلة".  

وأضافت روندو: "السؤال هو: كيف يُمكننا التعامل مع مجموعة من الأطراف الفاعلة التي تمتلك نمطاً واضحاً من انتهاك حقوق الإنسان في العديد من الأماكن؟ وماذا يعني ذلك على المدى الطويل بالنسبة للاستقرار السياسي في أماكن مثل سوريا، وليبيا، والسودان، وجمهورية إفريقيا الوسطى؟". 

وأظهرت رسائل بريد إلكتروني مُسربة، حصل عليها مركز "دوسييه" في لندن، الممول من قبل رجل الأعمال الروسي المنفي ميخائيل خودوركوفسكي، تداخلاً في هياكل الملكية بين شركة "كابيتال" وغيرها من الشركات التابعة لـ"فاغنر" العاملة في سوريا. 

وكشفت الرسائل المُسربة أن، إيغور فيكتوروفيتش خوديريف، المدير العام المذكور في العقد المُبرم بين شركة "كابيتال" والحكومة السورية، مُدرج في قائمة شركة "إيفروبوليس"، التابعة لـ"فاغنر"، بوصفه كبير الجيولوجيين.

وتشمل رسائل البريد الإلكتروني الداخلية بشركة "إيفروبوليس" أيضاً السجلات المتعلقة بشركة "كابيتال"، ما قد يشير إلى تداخل في العمليات. 

"مكافأة المرتزقة"

وكانت "إيفروبوليس" أبرمت اتفاقاً مع الحكومة السورية تحصل بموجبه على 25% من عائدات حقول النفط والغاز المحررة من تنظيم "داعش". 

وأشارت المجلة إلى تصدّر شركة "إيفروبوليس" عناوين الصحف "بعد اتهام مجموعة من الرجال العاملين بالشركة بتعذيب وقتل رجل الأعمال السوري، حمدي بوتا، والذي تم تصويره بالفيديو في مصنع الشاعر للغاز بالقرب من تدمر"، سوريا، عام 2017. 

وأوضحت "فورين بوليسي" أن شركتين أخريين، يُقال إنهما تابعتان لـ"فاغنر"، على الأقل أبرمتا اتفاقات مع الحكومة السورية، مضيفة: "هذه العقود تمثل مكافأة لمجموعات المرتزقة التي قاتلت في الخفاء بجانب قوات الحكومة السورية في بعض العمليات البرية أثناء الحرب".