محادثات فيينا.. مقترح روسي لاتفاق نووي "مؤقت" وإيران ترفض

time reading iconدقائق القراءة - 6
كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري بعد حديثه للصحافيين على هامش مفاوضات فيينا، النمسا - 27 ديسمبر 2021 - AFP
كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري بعد حديثه للصحافيين على هامش مفاوضات فيينا، النمسا - 27 ديسمبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

قالت شبكة "إن.بي.سي نيوز" السبت، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومصادر مطلعة، إن روسيا بحثت اتفاقاً مؤقتاً محتملاً مع إيران في الأسابيع الأخيرة، يتضمن تخفيفاً محدوداً للعقوبات مقابل إعادة فرض بعض القيود على برنامج طهران النووي.

ونسبت الشبكة هذا التقرير إلى مسؤولين أميركيين اثنين، وآخر بالكونغرس، ومسؤول أميركي سابق، وأربعة مصادر مطلعة على المناقشات، مشيرة إلى أن الاقتراح الروسي يأتي في إطار الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية.

ونقلت "إن.بي.سي نيوز" عن المصادر القول، إن الولايات المتحدة على دراية بالمقترح الذي طرحته روسيا على إيران، لافتة إلى أنه يأتي في ظل "تزايد القلق داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من نفاد الوقت في المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بشأن العودة الكاملة للاتفاق النووي المبرم في 2015".

وكان من شأن الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية رفع العقوبات عن طهران مقابل قيود على أنشطتها النووية، لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب منه بعد عام من توليه الرئاسة، وأعاد فرض العقوبات في عام 2018.

وأضافت المصادر، أنه على الرغم من دراية واشنطن بالمحادثات بشأن الاتفاق المؤقت، فإن كبار مسؤولي إدارة بايدن أبقوا أنفسهم بعيدين عن الجهود الروسية.

مسودة الاتفاق

وبموجب مسودة الاتفاق المؤقت، يُطلب من طهران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% والتخلص من مخزونها الحالي، ربما عن طريق تصديره إلى روسيا، إلى جانب قيود أخرى.

وقالت المصادر في المقابل، إن الحكومة الإيرانية ستحصل على مليارات الدولارات من عائدات النفط المجمدة في حسابات بنكية أجنبية، بما في ذلك في كوريا الجنوبية.

وجرت المباحثات بين روسيا وإيران، على هامش محادثات رسمية في فيينا بين إيران والقوى العالمية، تستهدف عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي لعام 2015، بحسب مسؤولين أميركيين، أحدهما في الكونجرس، وفقاً للمصادر.

رفض إيراني

وقال مسؤولون وأشخاص آخرون مطلعون على المناقشات نقلت عنهم "إيه بي سي نيوز"، إن إيران ترفض حتى الآن الاقتراح الذي قدمته روسيا.

وقالت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة الجمعة، إن طهران لا تريد اتفاقاً مؤقتاً، وامتنعت عن مناقشة تفاصيل الاقتراح الروسي.

مفاوضات فيينا

وتعقدت المفاوضات في فيينا بسبب إصرار إيران على عدم إجراء محادثات مباشرة مع المسؤولين الأميركيين. وبدلاً من ذلك، كان على الأميركيين التواصل مع نظرائهم الإيرانيين عبر دبلوماسيين أوروبيين.

وقالت إدارة بايدن، إن موقف إيران أدى إلى تباطؤ المناقشات، وحثت طهران على إعادة النظر في موقفها.

وذكرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الجمعة، أن طهران لا تزال تعارض إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا.

وأشارت إلى أن أهداف إيران المتمثلة في تخفيف العقوبات وعودة الولايات المتحدة المضمونة إلى اتفاق 2015 "لن تتحقق بموجب اتفاق مؤقت، وبالتالي يجب رفض أي اقتراح من هذا القبيل".

وقالت البعثة في بيان: "تسعى إيران إلى اتفاق موثوق، ولكنها دائمة تتوافق مع الوعود الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وأي اتفاق لا يفي بهذين المعيارين ليس على جدول أعمالنا".

"فرصة سانحة للعودة"

والجمعة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه ناقش الشأن الإيراني في اجتماعه بجنيف مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وأن هناك "فرصة سانحة" للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وحث بلينكن موسكو على استخدام النفوذ الذي تتمتع به وعلاقتها مع إيران في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل لاتفاق.

وأضاف في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع: "هناك فرصة لا تزال سانحة للعودة إلى الاتفاق"، لكنه حذر من أن التحديثات النووية التي تجريها طهران ستحبط أي عودة إلى الاتفاق، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد في الأسابيع المقبلة.

وقال بلينكن: "المحادثات مع إيران حول العودة الثنائية إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015) وصلت إلى لحظة حاسمة. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".

وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤها الأوروبيون الخميس، إن الفرصة المتبقية لإنقاذ الاتفاق النووي هي مسألة أسابيع بعد الجولة الماضية من المحادثات التي قال خلالها مصدر دبلوماسي فرنسي إنه لا يوجد تقدم بشأن المسائل الجوهرية.

تصنيفات