بعد الجامعات.. طالبان تمنع عمل الأفغانيات بالمنظمات المحلية والدولية

time reading iconدقائق القراءة - 6
أفغانيات يرددن شعارات احتجاجاً على حظر التعليم الجامعي للنساء في كابول. 22 ديسمبر 2022 - AFP
أفغانيات يرددن شعارات احتجاجاً على حظر التعليم الجامعي للنساء في كابول. 22 ديسمبر 2022 - AFP
كابول-رويترز

أمرت حكومة طالبان في أفغانستان، السبت، كافة المنظمات المحلية والأجنبية غير الحكومية بعدم السماح للنساء بالقدوم للعمل، في أحدث استهداف لحريات النساء في البلاد، وفق ما ذكره خطاب من وزارة الاقتصاد.

وأكد المتحدث باسم وزارة الاقتصاد عبد الرحمن حبيب الخطاب، وورد فيه أن النساء ممنوعات من الذهاب إلى العمل حتى إشعار آخر لعدم التزام بعضهن بقواعد الزي الإسلامي التي تحددها الحكومة لهن.

وقال رامز الأكبروف، نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان ومنسق الشؤون الإنسانية، إنه يشعر "بقلق شديد" من التقارير عن هذه الرسالة والتي تمثل "انتهاكاً واضحاً للمبادئ الإنسانية".

ولم يتضح حتى الآن كيف سيؤثر هذا الأمر على وكالات الأمم المتحدة التي لها وجود كبير في أفغانستان حيث تقدم خدمات في ظل الأزمة الإنسانية في البلاد.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن المنظمة ستحاول الاجتماع مع قيادة طالبان "للحصول على توضيح بشأن هذا الأمر الذي أوردته التقارير".

وندد القائم بالأعمال النرويجي، الذي تمول بلاده مساعدات في أفغانستان واستضافت محادثات بين طالبان وأعضاء من المجتمع المدني في يناير، بهذا الإجراء.

وكتب بول كلومان بيكين على تويتر: "يجب إلغاء الحظر المفروض على الموظفات في المنظمات غير الحكومية على الفور، بالإضافة إلى كونها ضربة لحقوق المرأة، ستؤدي هذه الخطوة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتلحق الضرر بالأفغان الأكثر ضعفاً".

ولدى سؤاله عما إذا كانت القواعد تسري على وكالات الأمم المتحدة، قال حبيب إن الخطاب ينطبق على المنظمات التابعة لهيئة التنسيق الأفغانية الخاصة بالمنظمات الإنسانية، المعروفة باسم (أكبر)، ولا تشمل هذه الهيئة الأمم المتحدة لكنها تضم أكثر من 180 منظمة غير حكومية محلية ودولية.

وتتعاقد الأمم المتحدة في كثير من الأحيان مع المنظمات غير الحكومية المسجلة في أفغانستان لتنفيذ عملها الإنساني.

ويقول موظفو الإغاثة إن وجود العاملات مهم لضمان حصول النساء على المساعدات.

إدانة أوروبية

دان الاتحاد الأوروبي، السبت، حظر طالبان عمل النساء في المنظمات غير الحكومية في أفغانستان، معلناً أنه يقيّم تداعيات ذلك على مسألة تقديم المساعدات إلى البلاد.

وأفادت ناطقة باسم مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، بأن "الاتحاد الأوروبي يدين بشدة قرار طالبان الأخير منع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.. نقيّم الوضع وتأثيره على تقديمنا للمساعدات ميدانياً".

ويعد الاتحاد الأوروبي من أبرز الجهات الممولة للمنظمات الإغاثية العاملة في أفغانستان لكنه لا يعترف بحكومة طالبان رسمياً.

وقالت نبيلة مصرالي الناطقة باسم بوريل: "يبقى شاغلنا الرئيسي رفاه وحقوق وحريات الشعب الأفغاني".

وأكدت أن حظر النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية "يعد قيداً قاسياً آخر على قدرة النساء في أفغانستان على ممارسة حقوقهن وحرياتهن الأساسية ويمثل خرقاً واضحاً للمبادئ الإنسانية".

حظر التعليم

ويأتي القرار بعد أيام من إصدار حكومة طالبان أمراً للجامعات بمنع الطالبات من الحضور، الأمر الذي أدى لانتقادات دولية قوية وأشعل بعض الاحتجاجات وأثار انتقادات شديدة داخل أفغانستان.

وقررت طالبان، الثلاثاء، حظر التعليم الجامعي للنساء في أفغانستان إلى أجل غير مسمى، بحسب رسالة وجهتها وزارة التعليم العالي إلى جميع الجامعات الحكومية والخاصة.

وجاء في الرسالة الموقعة من الوزير ندا محمد نديم: "أبلغكم جميعاً بتنفيذ الأمر المذكور بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر".

والجامعات مغلقة راهناً في سياق العطلة الشتوية ومن المفترض أن تعيد فتح أبوابها في مارس.

ويأتي الحظر المفروض على التعليم العالي للفتيات والنساء بعد أقل من 3 أشهر من إجراء الآلاف منهنّ امتحانات القبول بالجامعة في أنحاء البلاد.

وندَّدت الولايات المتحدة بقرار طالبان الأخير وحذّرت من اتخاذ تدابير مضادة، فضلاً عن مزيد من العزلة عن بقية العالم.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين بأن "طالبان يجب أن تتوقع أن هذا القرار الذي يتعارض مع الالتزامات التي تعهدت بها بشكل متكرر وعلني لشعبها، سيرتب عليه تكاليف ملموسة"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدين القرار "بأشد العبارات".

وتعهّدت حركة طالبان بعد عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021 بإبداء مرونة أكبر، لكنها سرعان ما رجعت إلى مواقفها المتشدّدة التي طبعت حكمها بين 1996 و2001.

وقد زادت الحركة من التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن تدريجياً من الحياة العامة وأقصين من المدارس الثانوية.

وفي انقلاب مفاجئ في 23 مارس، أغلقت الحركة المدارس الثانوية بعد بضع ساعات من إعادة فتحها.

وكشف مسؤول رفيع في الحركة أن القائد الأعلى هيبة الله آخوند زاده تدخّل شخصياً في هذا القرار.

وفي نوفمبر، حظرت الحركة على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات