فرنسا وألمانيا تلوحان بـ"حرب تجارية" ضد الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
 جانب من لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز على هامش قمة مجموعة السبع في بافاريا، 28 يونيو 2022 - REUTERS
جانب من لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز على هامش قمة مجموعة السبع في بافاريا، 28 يونيو 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

بعد خلافات في أروقة الاتحاد الأوروبي، وجد المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عاملاً يتفقان عليه، وهو الشعور بـ"القلق المتزايد" بشأن المنافسة غير العادلة من جانب الولايات المتحدة، في خطوة قد تؤدي إلى خطر "إغراق العلاقات عبر الأطلسي في حرب تجارية جديدة"، بحسب مجلة "بوليتيكو".

المجلة الأميركية، قالت في تقرير نُشر الخميس، إن شولتز وماكرون ناقشا مخاوفهما المشتركة خلال محادثات استمرت لما يقرب من 3 ساعات ونصف الساعة، أثناء تناولهما وجبة غداء في باريس، الأربعاء الماضي.

ووفقاً لما نقلته المجلة عن أشخاص مطلعين على المناقشات، لم تكشف عن هويتهم، فإن ماكرون وشولتز اتفقا على أن خطط الدعم الحكومية الأميركية الأخيرة، تعد "إجراءات مربكة للسوق، وتهدف لإقناع الشركات بتحويل إنتاجها إلى الولايات المتحدة"، فيما اعتبراه مشكلة يجب على الاتحاد الأوروبي "التصدي لها". 

ولفتت "بوليتيكو"، إلى أنه رغم أن المحادثات تمت على خلفية مضطربة، إلا أن الطرفين اتفقا على أن الاتحاد الأوروبي "لا يمكن أن يظل مكتوف الأيدي"، حال مضي واشنطن في تمرير قانون خفض معدل التضخم في شكله الحالي.

ويقدم القانون الأميركي تخفيضات ضريبية ومزايا متعلقة بالطاقة، تعود بالنفع على الشركات التي تستثمر في الولايات المتحدة، إذ يشجع المستهلكين على شراء السيارات الكهربائية الأميركية، في خطوة مثيرة لغضب شركات صناعة السيارات الرئيسية في دول مثل فرنسا وألمانيا. 

وأوضحت المجلة أن خلاصة الاجتماع الذي جمع شولتز وماكرون في باريس، شدد على ضرورة "رد الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة، حال لم تتراجع الأخيرة"، فضلاً عن الحاجة إلى تبني خطط مماثلة لتقديم حوافز للشركات "لتجنب المنافسة غير العادلة أو خسارة الاستثمارات"، في خطوة قد تؤدي إلى خطر "إغراق العلاقات عبر الأطلسي في حرب تجارية جديدة". 

وجاء توافق الآراء بين شولتز وماكرون بشأن هذه القضية في أعقاب خلافهما العلني خلال الأسابيع الأخيرة بشأن بعض القضايا السياسية الرئيسية مثل الطاقة والدفاع، ما أدى إلى كسر التحالف السياسي المركزي بين أكبر اقتصادين في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لـ"بوليتيكو".

تحذير فرنسي 

ووفقاً للمجلة، فإن ماكرون كان أول من أصدر تحذيراً علنياً قوياً، إذ قال في مقابلة مع قناة "فرانس 2"، الأربعاء: "نحتاج إلى قانون شراء أوروبي مثل الأميركيين، ونحتاج إلى الحفاظ على دعمنا لمصنّعينا الأوروبيين"، في إشارة إلى دعم الدولة للسيارات الكهربائية.

وأشار ماكرون إلى مخاوف مماثلة بشأن المنافسة المدعومة من الدولة من قبل الصين، قائلاً: "لدينا بكين التي تحمي صناعتها، وواشنطن تقوم بالعمل نفسه، ولكن أوروبا تبدو وكأنها منزلاً مفتوحاً"، مضيفاً: "أنا وشولتز لدينا تقارب حقيقي للمضي قدماً بشأن هذا الموضوع، وأجرينا محادثة جيدة للغاية".

وقالت المجلة إن برلين التي لطالما كانت أكثر تردداً عندما يتعلق الأمر بمواجهة الولايات المتحدة في النزاعات التجارية، باتت تدعم الدفع الفرنسي من أجل الرد، إذ يوافق شولتز على أن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى اتخاذ تدابير مضادة مماثلة لخطط الولايات المتحدة، حال رفضت واشنطن معالجة المخاوف الرئيسية التي عبرت عنها برلين وباريس.

ورغم أن شولتز ليس معجباً بشكل كبير بصياغة ماكرون لـ "قانون الشراء الأوروبي"، لأنه يشبه "قانون الشراء الأميركي" المستمر منذ ما يقرب من 90 عاماً، ولكن المستشار يشارك الرئيس الفرنسي مخاوفه بشأن المزايا التنافسية غير العادلة.

"حلّ تفاوضي"

المجلة الأميركية، لفتت إلى أن شولتز وماكرون يرغبان في محاولة التوصل إلى حل تفاوضي مع واشنطن قبل استخدام أسلحتهما الأكبر، وهو ما يجب أن يتم من خلال فريق العمل الجديد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن قانون خفض التضخم، والذي تم إنشاؤه خلال اجتماع بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ونائب مستشار الأمن القومي الأميركي مايك باويل الثلاثاء. 

ومن المقرر أن يلتقي مسؤولو فريق العمل افتراضياً نهاية الأسبوع المقبل، للتأكيد على جدية الخطوات الأوروبية، كما سيجتمع وزراء التجارة في الاتحاد مع المبعوثة التجارية للولايات المتحدة كاثرين تاي بشكل غير رسمي في براج، الاثنين المقبل، لمناقشة التوترات. 

وفي بروكسل، تبحث المفوضية الأوروبية أيضاً بقلق في صياغة ماكرون لـ "قانون الشراء الأوروبي"، الذي يحمل الميول الحمائية التي لطالما سعت مؤسسة الاتحاد الأوروبي لمكافحتها.

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول بالمفوضية، قوله: "يجب أن يتماشى أي إجراء نتخذه مع قواعد منظمة التجارة العالمية"، مضيفاً أنه "يجب على أوروبا والولايات المتحدة حل الخلافات عبر المحادثات وعدم الانخراط في إجراءات الحرب التجارية المتبادلة كما حدث في عهد (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترمب".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات