تحذير أميركي من مخططات روسية لضرب البنية التحتية الأوكرانية

time reading iconدقائق القراءة - 8
أوكرانيون يجهزون لإطلاق قاذفة هاون على القوات الروسية في منطقة دونيتسك. 22 أغسطس 2022 - AFP
أوكرانيون يجهزون لإطلاق قاذفة هاون على القوات الروسية في منطقة دونيتسك. 22 أغسطس 2022 - AFP
واشنطن/ كييف - رويترز

حذرت الولايات المتحدة الأميركية من أن روسيا تجهز لضربات على البنية التحتية والمنشآت الحكومية في أوكرانيا، فيما حظرت كييف التجمعات في عيد الاستقلال خوفاً من هجمات روسية، معتبرة أن موكسو "قد تحاول القيام بأمر بشع".

ونقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه، الاثنين، تأكيده أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا "تخطط لشن هجمات جديدة على البنية التحتية المدنية والمنشآت الحكومية في أوكرانيا قريباً".

وأضاف المسؤول: "وبالنظر إلى سجل روسيا في أوكرانيا، نشعر بالقلق إزاء التهديد المستمر الذي تشكله الضربات الروسية على المدنيين والبنية التحتية المدنية".

حظر الاحتفالات

من جهتها، حظرت العاصمة الأوكرانية كييف الاحتفالات العامة‭‭ ‬‬التي كانت مقررة هذا الأسبوع لإحياء ذكرى الاستقلال عن الحكم السوفيتي، وأرجعت ذلك إلى تزايد الخطر من وقوع هجوم روسي في الحرب التي قالت الأمم المتحدة، الاثنين، إنها أودت بحياة أكثر من 5500 مدني.

وبالقرب من خطوط المواجهة في جنوب البلاد، قالت أوكرانيا إن روسيا أطلقت صواريخ على عدة بلدات جنوبية، باتجاه شمال وغرب أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا "زابوروجيا"، والتي استولت عليها القوات الروسية بعد وقت قصير من غزو أوكرانيا في مارس الماضي.

وأثارت ضربات المدفعية والصواريخ قرب مجمع زابوروجيا للطاقة النووية، الذي يقع على الضفة الجنوبية لنهر دنيبرو الخاضعة للسيطرة الروسية، مخاوف بشأن وقوع كارثة نووية، ودفعت لإطلاق دعوات لنزع سلاح المنطقة المحيطة بالمجمع.

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الجاري، من خطر وقوع هجمات "أكثر شدة" قبل الذكرى الـ31 لاستقلال أوكرانيا عن الحكم السوفيتي التي تحل الأربعاء.

وحظرت السلطات المحلية في كييف الفعاليات العامة الكبرى وغيرها من التجمعات المتعلقة بالذكرى السنوية في العاصمة اعتباراً من الاثنين وحتى الخميس، بسبب احتمال وقوع هجمات صاروخية، وفقاً لوثيقة نشرتها الإدارة العسكرية في كييف.

وكييف بعيدة عن خطوط المواجهة، ونادراً ما تعرضت للقصف بالصواريخ الروسية منذ أن صدت المقاومة الأوكرانية هجوماً برياً روسياً للسيطرة على العاصمة في مارس.

وفي خاركوف، المدينة الشمالية الشرقية التي تتعرض لضربات متكررة بنيران المدفعية والصواريخ الأطول مدى، أعلن رئيس بلديتها إيجور تيريخوف تمديد حظر التجول الليلي من الساعة الرابعة مساء حتى السابعة صباحاً اعتباراً من الثلاثاء إلى الخميس.

وفي مدينة ميكولايف الساحلية بالقرب من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الجنوب، قال حاكم المنطقة فيتالي كيم إن السلطات تعتزم إصدار أمر احترازي للسكان للعمل من المنزل يومي الثلاثاء والأربعاء، وحث الناس على عدم التجمع بأعداد كبيرة.

وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن المخاوف من الهجمات المكثفة من المرجح أن تتصاعد، بعد أن اتهم جهاز الأمن الاتحادي الروسي أجهزة الاستخبارات الأوكرانية الاثنين، بالضلوع في مقتل داريا دوجين، ابنة مفكر قومي روسي مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تفجير سيارة ملغومة يوم السبت. ونفت أوكرانيا مسؤوليتها.

وقال زيلينسكي إن موسكو قد تحاول "القيام بشيء بشع بشكل خاص" في الفترة التي تسبق يوم الأربعاء الذي يصادف أيضاً مرور ستة أشهر على شن الغزو الروسي.

عدد الضحايا

وفي الإطار، أفاد مكتب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، نقلاً عن بعثة المراقبة التابعة له في أوكرانيا، إن 5587 مدنياً سقطوا وأصيب 7890 حتى 21 أغسطس، معظمهم سقطوا جراء القصف المدفعي والصواريخ والهجمات الصاروخية.

وبشكل منفصل، قدم الجنرال فاليري زالوجني قائد الجيش الأوكراني ما يبدو أنها أول حصيلة معلنة للضحايا العسكريين الأوكرانيين، قائلاً إن ما يقرب من 9000 جندي سقطوا أثناء المعارك.

ولم تذكر روسيا عدد الضحايا في صفوف جنودها. وقدرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عددهم بنحو 45400.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من الخسائر العسكرية لأي من الجانبين.

شحنات أسلحة "سرية"

وفي سياق الدعم الغربي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، نشرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، الاثنين، تقريراً استشفت فيه من خلال تصريحات لمسؤولين أميركيين أن تكون الولايات المتحدة قدمت "أسلحة دقيقة" لأوكرانيا أكثر من المعلن عنه. 

واستندت المجلة في تقريرها لعدة تصريحات من بينها ما قاله مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون)، الجمعة، بأن "الولايات المتحدة تزود الأوكرانيين بهدوء بصواريخ عالية السرعة، مضادة للإشعاع تستخدم لاستهداف أنظمة الرادار منذ بعض الوقت".

وأضاف المسؤول الذي لم تكشف المجلة عن هويته: "عندما أعلنا لأول مرة عن التوفير الأولي لصواريخ هارم، فإن الطريقة التي وصفنا بها (الصواريخ) في الإعلان لم تكن محددة. فقد وصفنا بأننا كنا نوفر قدرة مضادة للرادار". 

ثم أشارت المجلة إلى تقرير نشرته "ياهو نيوز" بعد هذه التصريحات جاء فيه أن الهجمات الأوكرانية الأخيرة على أهداف روسية في شبه جزيرة القرم لم تكن نتيجة لعمل فرق العمليات الخاصة التي تحمل متفجرات، كما تقترح أوكرانيا.  

وبدلاً من ذلك، كانت الانفجارات نتيجة لضربات صاروخية بعيدة المدى، حسبما أخبر مسؤولون سابقون من القوات الخاصة الأميركية الصحافيين الأميركيين مايكل وايس وجيمس روشتون.

لكن أوكرانيا ليس لديها أي صواريخ ذات مدى لضرب "قاعدة ساكي" الجوية في شبه جزيرة القرم، حسبما قال المسؤولون.  

وأحد الاحتمالات، وفقاً لوايس وروشتون، هو أن الولايات المتحدة أرسلت سراً نظام الصواريخ التكتيكية العسكرية إلى أوكرانيا.  

وتقول "بوليتيكو" إنه إذا كان ذلك صحيحاً، فإن ذلك سيتعارض مع ما قالته الإدارة الأميركية علناً.

وفي يوليو، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لـ"منتدى أسبن للأمن" إن إرسال هذه الصواريخ من شأنه أن يزيد من استفزاز روسيا، وربما يحرض على الحرب العالمية الثالثة.  

كما عززت "بوليتيكو" طرحها بنقل أميركا لأسلحة سراً إلى أوكرانيا، بتصريحات نقلتها عن شخصين مطلعين جاء فيها أن الولايات المتحدة كانت قد أدرجت ذخائر "إكسكاليبور" الموجهة بدقة في حزمة أسلحة ذهبت إلى أوكرانيا في 19 أغسطس، على الرغم من أن الإدارة لم تعلن عنها علناً.

علاوة على ذلك ، قالت "بوليتيكو" إن وثيقة أرسلتها الإدارة الأميركية، الجمعة، إلى المشرعين تسرد ما كانت تشمله أحدث حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 775 مليون دولار، مشيرة إلى أن ما يذهب إلى أوكرانيا لا "يقتصر" على ما هو وارد في الإشعار. 

ورغم ذلك قالت "بوليتيكو" إن الأمر كله يعتمد على التكهنات، مشيرة إلى أنه لم يؤكد أي مسؤول في الإدارة الأميركية أو حتى يلمح إلى وجود شحنات سرية من الأسلحة إلى أوكرانيا.   

وساطة تركية جديدة

وفي الإطار الدبلوماسي، عبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين، عن أمله في أن تتمكن تركيا من استخدام "تأثيرها" على روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا.

وقال بوريل عبر حسابه على تويتر إنه شدد في اتصال مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على دور أنقرة في تأمين صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية، وتخفيف أثر الحرب الروسية.

وأضاف أنه بحث مع الوزير التركي أثر عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا.       

اقرأ أيضاً: 

 

تصنيفات