
اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي، السبت، من وصفهم بـ"الأعداء"، خصوصاً "الولايات المتحدة ودولاً غربية"، باستغلال احتجاجات في مدن إيرانية من أجل الإطاحة بالسلطة في إيران.
ومنذ مطلع مايو الماضي، شهدت مدن إيرانية احتجاجات شارك فيها المئات، بدأت على خلفية ارتفاع أسعار مواد غذائية أساسية، واستمرت بعد انهيار مبنى بجنوب غرب البلاد، في حادثة أودت بحياة 37 شخصاً.
وقال خامنئي خلال كلمة بثها التلفزيون في الذكرى الثالثة والثلاثين لوفاة المرشد السابق الخميني: "يعوّل العدو اليوم على الاحتجاجات الشعبية لضرب نظامنا"، مضيفاً: "العدو يأمل أن يضع الشعب في مواجهة الجمهورية الإسلامية من خلال العمل النفسي، النشاطات على الإنترنت، المال، وتحريك المرتزقة".
وتابع: "سبق للأميركيين والغربيين أن أخطأوا في الحساب بشأن مسائل عدة (...) اليوم أيضاً يخطئون الحساب، إذا اعتقدوا أنهم قادرون على وضع الأمة الإيرانية في مواجهة الجمهورية".
وألقى خامنئي خطابه عند ضريح الخميني بجنوب طهران، في حضور مسؤولين سياسيين وعسكريين وحشد من الإيرانيين، وذلك للمرة الأولى بعد توقف لعامين بسبب جائحة كوفيد-19.
وشهد الأسبوع الأخير من مايو، انطلاق تحركات ليلية في مدن عدة بعد انهيار مبنى في مدينة آبادان بمحافظة خوزستان (جنوب غرب).
وتركزت الاحتجاجات الليلية شبه اليومية في هذه المدينة، إلا أنها شملت أيضاً مدناً أخرى وسط البلاد وغربها، وتخلل بعضها استخدام غاز مسيل للدموع وإطلاق نار تحذيري في الهواء من قبل قوات الأمن، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" نقلاً عن وسائل إعلام إيرانية.
وألقت السلطات باللائمة في انهيار المبنى المؤلف من 10 طوابق على "الفساد وتراخي إجراءات السلامة". وقالت إن 13 شخصاً بينهم رئيسا بلدية ومسؤولون آخرون اعتقلوا حتى الآن لارتكابهم مخالفات بناء.
لكن المتظاهرين يقولون إن الكارثة نابعة عن إهمال الحكومة والفساد المستشري، ورددوا هتافات ضد المسؤولين بمن فيهم خامنئي.
وقال سكان إن هناك انقطاعاً في خدمات الإنترنت، وهي محاولة على ما يبدو لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم المظاهرات ونشر مقاطع الفيديو. وأمرت السلطات السكان بمتابعة وسائل الإعلام الرسمية فقط، وتجنب "الشائعات" على وسائل التواصل الاجتماعي.
اتهامات بالقرصنة
وأضاف خامنئي أن "الأعداء يشنون ضدنا حرباً نفسية، باتهامنا بالقرصنة"، في إشارة إلى احتجاز سفينتين يونانيتين في مياه الخليج، بعدما صادرت الولايات المتحدة نفطاً إيرانياً من ناقلة احتجزتها اليونان قبالة سواحلها.
ورفض المرشد الإيراني اتهام اليونان لإيران بـ"القرصنة"، قائلاً: "تمت سرقة النفط الإيراني قبالة اليونان، ثم قام الشجعان من الجمهورية... بتوقيف ناقلة نفط للعدو".
واعتبر أنّ "العدو يتهم إيران بالسرقة من خلال دعاية في وسائله الإعلامية، لكن أنتم من سرقتم نفطنا".
وأعلن الحرس الإيراني في 27 مايو احتجاز ناقلتين يونانيتين، بعد اتهام طاقميها بـ"ارتكاب مخالفات في مياه الخليج"، من دون أن يوضح طبيعة هذه المخالفات.
وسارعت اليونان إلى اتهام طهران بـ"القرصنة"، داعية مواطنيها إلى تجنب السفر إلى إيران.
وأتى ذلك بعد إعلان اليونان أنها ستسلم حمولة نفط إيراني إلى الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات على تصدير الخام من طهران.
اقرأ أيضاً: