الناتو يرحب بانضمام فنلندا.. وروسيا تهدد بإجراءات "عسكرية - تقنية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو (يمين) إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج (يسار) في هلسنكي - 25 أكتوبر 2021.  - via REUTERS
الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو (يمين) إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج (يسار) في هلسنكي - 25 أكتوبر 2021. - via REUTERS
موسكو/ هلسنكي/ بروكسل/دبي-الشرقوكالات

رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، الخميس، بانضمام فنلندا إلى الحلف، وتعهد بتسريع الإجراءات، فيما هددت روسيا بإجراءات مضادة "ذات طبيعة عسكرية-تقنية".

وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين، دعمهما فكرة الانضمام إلى الناتو، على أن يُتخذ قرار رسمي بشأن هذه الخطوة، الأحد.

وعلّق الأمين العام لحلف الناتو على موقف القيادة في هلسنكي بالقول: "هذا قرار سيادي من قبل فنلندا، يحترمه الناتو بشكل كامل. إذا قرّرت فنلندا تقديم طلب الانضمام، فسيتم الترحيب بها بحرارة".

وتعهد ستولتنبرج بأن تكون عملية الانضمام "سريعة وسلسلة"، مشيراً إلى أن انضمامها "سيعزز أمنها وأمن الحلف".

روسيا تهدد بـ"إجراءات"

في المقابل، اعتبر الكرملين أن انضمام فنلندا إلى الناتو، سيمثّل "بالتأكيد تهديداً لأمن روسيا".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، إن "توسيع الناتو واقتراب الحلف من حدودنا، لا يجعل العالم وقارتنا أكثر استقراراً وأمناً". ورد على سؤال عمّا إذا كانت موسكو ترى في الخطوة تهديداً لأمنها بالقول: "بالتأكيد" .

وشدد بيسكوف على أن انضمام فنلندا إلى الناتو "سيستلزم قيام روسيا بوضع إجراءات لضمان أمنها"، وبشأن طبيعة هذه الإجراءات، وقال إن "كل شيء يعتمد على مسار توسع الناتو وكيف سيتم، ومدى اقتراب البنية التحتية العسكرية من حدودنا".

في الوقت ذاته، أكد بيسكوف أن روسيا مثل جميع الأطراف الأخرى، تريد تجنب الصدام المباشر بين روسيا والناتو.

إجراءات "عسكرية-تقنية"

من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الروسية تصريح القيادة الفنلندية الداعمة للانضمام إلى الناتو بـ"التغيير الجذري في السياسة الخارجية" لفنلندا، مشددةً على أن موسكو سترد على ذلك بحسب ما يمليه الوضع.

وتابعت الوزارة في بيان: "ستضطر روسيا لاتخاذ خطوات جوابية ذات طبيعة عسكرية تقنية، وغيرها للقضاء على التهديدات"، من دون أن تحدد طبيعة هذه الإجراءات. وأشارت إلى أن "هلسنكي يجب أن تكون على دراية بمسؤولية وعواقب الانضمام المحتمل إلى الناتو". 

وتشترك فنلندا في حدود برية بطول 1300 كيلومتر مع روسيا، لكنها أحجمت عن الانضمام إلى حلف الناتو المكون من 30 دولة والذي تأسس في عام 1949، لمواجهة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. غير أن الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي تسميه موسكو "عملية خاصة"، أجبر فنلندا على دراسة ما إذا كان حيادهما العسكري طويل الأمد، لا يزال أفضل وسيلة لضمان أمنهما القومي.

"خطوة تاريخية"

واعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن انضمام فنلندا إلى حلف الناتو، سيكون بمثابة "خطوة تاريخية" من شأنها أن تعزز الأمن الأوروبي بشكل كبير.

وأضاف ميشال عبر تويتر، أن الرئيس الفنلندي سولي نينستو ورئيسة وزراء البلاد سانا مارين "مهدا الطريق" نحو الانضمام للناتو، مشيراً إلى أن تلك الخطوة ستمثل "إشارة قوية على الردع"، في ظل العملية العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا بالوقت الحالي.

واعتبر ميشيل أن "الاتحاد والتضامن" بين الناتو والاتحاد الأوروبي، الآن في "أفضل الأحوال".

بدوره، أشاد الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي خلال محادثات هاتفية مع نظيره الفنلندي ساولي نينيستو، بموقف الرئيس الفنلندي المؤيد بالانضمام للناتو، وقال في تغريدة على تويتر: "أجريت مكالمة هاتفية مع نينيستو. أشدت باستعداد فنلندا للانضمام للناتو".

وأضاف: "تحدثنا كذلك عن الاندماج الأوروبي لأوكرانيا، والتعاون العسكري بين فنلندا وأوكرانيا".

خطوات فنلندا المقبلة

رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها أعلنا في بيان مشترك، الخميس، أنهما يؤيّدان الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وسيتم إصدار بيان الأحد بشأن ذلك.

وجاء في البيان أن "عضوية الناتو ستعزز أمن فنلندا. وبانضمامها إلى الناتو، ستزيد فنلندا من قوة التحالف الدفاعي برمته". وأضاف  أن لجنة خاصة ستعلن قرار فنلندا الرسمي بشأن مسألة تقديم ترشيحها لعضوية الناتو، الأحد. 

والأربعاء، خلصت لجنة الدفاع البرلمانية إلى أن عضوية الناتو ستكون "الخيار الأفضل" لأمن فنلندا، بينما انعكس الغزو الروسي على الوضع الأمني في أوروبا، فيما يدعم غالبية أعضاء البرلمان الفنلندي العضوية.

بالنسبة لفنلندا، فإن الخطوة التالية ستتمثّل بعقد اجتماع، الأحد، بين الرئيس ولجنة وزارية معنية بالسياسة الخارجية والأمنية، وهي هيئة مكوّنة من الرئيس ورئيسة الوزراء، ونحو ستة وزراء في الحكومة.

وستتخذ اللجنة القرار الرسمي بشأن تقديم فنلندا طلب الترشح للعضوية، في مقترح يتم عرضه بعد ذلك على البرلمان. وبعد تقديم الطلب الرسمي إلى الحلف، سيتعيّن على نواب جميع الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو المصادقة عليه، في عملية قد تستغرق شهوراً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات