العقوبات والمخاوف من "أحكام عرفية" تتسبب في موجة "هجرة جماعية" من روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
لافتات ترحب بالروس الذين لجأوا إلى فنلندا كتب عليها "مرحباً" و "سلام ومحبة" - 6 مارس 2022 - AFP
لافتات ترحب بالروس الذين لجأوا إلى فنلندا كتب عليها "مرحباً" و "سلام ومحبة" - 6 مارس 2022 - AFP
دبي -الشرق

وسط تصاعد حدة الأحداث الجارية فيما يتعلق بالأزمة بين روسيا وأوكرانيا، سارع الأوكرانيون إلى مغادرة بلادهم واللجوء إلى دول الجوار هرباً من جحيم الحرب، لكن اللافت أيضاً أن الروس غادروا بلادهم التي ترزح تحت وطأة العقوبات الغربية، خوفاً من إغلاق الحدود أو إعلان الرئيس فلاديمير بوتين "الأحكام العرفية".

وخلصت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها، إلى أن عوامل عدة دفعت الروس إلى مغادرة بلادهم، بينها "العقوبات الغربية القاسية والعزلة المتفاقمة، والخوف من الحكم القمعي المتزايد للرئيس بوتين". 

وأضافت أنه "بينما تبدو الأعداد قليلة، مقارنة بمليوني أوكراني فروا من الحرب، إلا أنها قد تكون طليعة لموجة من الروس الفارين بسبب تقلص حجم الحرية السياسية وتفاقم الصعوبات الاقتصادية"، مشيرة إلى أن غالبية الذين غادروا هم من النشطاء والصحافيين والشخصيات الثقافية.

هجرة روسية بالآلاف

وعلى الجانب الآخر، وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة حول أعداد المواطنين الروس الذين غادروا بلادهم خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن البيانات التي نشرتها دول مختلفة استقبلت هؤلاء تشير إلى أن "الأعداد بالآلاف". 

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن حرس الحدود الفنلندي قوله، إن "حوالي 44 ألف شخص عبروا الحدود الروسية إلى فنلندا في فبراير الماضي، مقارنة بحوالي 27 ألفاً في الشهر ذاته من العام الماضي". 

وفي السياق، قالت شركة "في آر" المسؤولة عن تشغيل خطوط السكك الحديدية الفنلندية، والمملوكة للدولة، إن جميع تذاكر الحافلات والقطارات إلى فنلندا نفدت، موضحة أنها "ستحاول إضافة المزيد من القطارات إلى الخط الذي يربط العاصمة الفنلندية هلسنكي بسانت بطرسبرج".    

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الروس غادروا إلى دول مثل تركيا وجورجيا وأرمينيا، التي تتيح للروس الدخول من دون تأشيرة، أو تفرض شروط دخول مخففة. 

وفي هذا الصدد، قال وزير الاقتصاد الجورجي إن عدد الروس الذين دخلوا البلاد في الأيام الأخيرة يتراوح بين 20 إلى 25 ألف روسي.  

كما أصدرت إسرائيل 1400 تأشيرة هجرة للروس منذ بدء الغزو في 24 فبراير المنصرم، وفقاً لما قالته نيتا بريسكسن بيليج، المسؤولة في وزارة الهجرة، لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء، ونقلته عنها "وول ستريت جورنال".  

لكن فرص مغادرة الروس تبدلت سريعاً، بعد أن فرضت موسكو حظراً جوياً للعديد من شركات الطيران، بما في ذلك الشركات التابعة لدول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا.  

أحكام عرفية وقمع المعارضين

ورأت الصحيفة أن بعض الروس يخشون من أن يعلن بوتين قريباً الأحكام العرفية في البلاد، ما سيمكنه من توسيع دائرة الرقابة وإغلاق الحدود، على الرغم من تأكيد بوتين، السبت، أنه "ليس هناك حاجة لإعلان الأحكام العرفية". 

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي "سعى لإسكات معارضيه، لكن الضغوط تفاقمت الأسبوع الماضي بعد أن مرر البرلمان الروسي قانوناً يفرض أحكاماً بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً على من ينشر معلومات زائفة أو مغلوطة عن الجيش". 

وعلى تطبيق "تليجرام"، تبادل الروس التفاصيل اللوجيستية الخاصة بشراء التأشيرات، ومتطلبات اختبار فيروس كورونا للدول كشرط لدخول البلاد.  

وتهدد هجرة الروس المتعلمين والليبراليين التنمية طويلة المدى التي شهدتها البلاد في شكل هجرة العقول التي لن تكون الأولى من نوعها في روسيا، فعندما فتح الاتحاد السوفيتي أبوابه أمام هجرة اليهود الروس في سبعينات القرن الماضي، غادر العديد من العلماء والمهندسين والأطباء إلى إسرائيل والغرب. 

وقالت الصحيفة إنه حتى إذا استقر العديد من الروس في دول أوروبا، فإن "العديد منهم سيظل يعاني أثر هذه العقوبات"، إذ أعلنت شركتا "فيزا" و"ماستركارد" تعليق عملياتهما في روسيا، ما جعل بطاقات الائتمان الخاصة بهما عديمة الفائدة خارج البلاد. 

ورجحت الصحيفة أن تؤدي هذه الخطوة إلى "الإضرار بشكل بالغ بالمواطنين الروسيين العاديين، أكثر من الإضرار بالرئيس الروسي أو المقربين منه ممن جمعوا ثرواتهم في فترة حكمه".  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات