ولي العهد السعودي يطلق "ذا لاين" في نيوم: مدينة مليونية بصفر انبعاثات كربونية

time reading iconدقائق القراءة - 7
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعلن إطلاق مشروع "ذا لاين" في مدينة نيوم  - https://www.spa.gov.sa/
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعلن إطلاق مشروع "ذا لاين" في مدينة نيوم - https://www.spa.gov.sa/
دبي -الشرق

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء الأحد، إطلاق مشروع مدينة "ذا لاين" The Line في منطقة نيوم على البحر الأحمر، مشيراً إلى أن المدينة ستكون بمثابة "ثورة حضارية يكون الإنسان محورها الرئيسي"، وهي "مدينة مليونية بصفر انبعاثات كربونية".

وكشف الأمير محمد بن سلمان، أن مدينة "ذا  لاين"، في كلمته لإطلاق المشروع، "ستضم مجتمعات إدراكية مترابطة معززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170 كيلومتراً، ضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من السيارات والازدحام، تستجيب لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، مثل البنى التحتية المتهالكة، والتلوث البيئي، والزحف العمراني والسكاني".

وأشار ولي العهد السعودي إلى أن تطوير "ذا لاين" سيبدأ خلال الربع الأول من عام 2021، لافتاً إلى أن المدينة "تشكل جزءاً مهماً من أعمال التطوير المكثفة الجارية في نيوم"، مضيفاً "ستكون المجتمعات مترابطة افتراضياً فيما بينها، حيث سيتم تسخير نحو 90% من البيانات لتعزيز قدرات البنية التحتية في حين يتم تسخير 1% من البيانات في المدن الذكية الحالية".

وأكد الأمير محمد بن سلمان أن المشروع "يعد نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً، ومخططاً يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة".

وقال ولي العهد السعودي، في إطلاق مشروع "ذا لاين": "لماذا نقبل أن نضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟ ولماذا يُتوفى 7 ملايين إنسان سنوياً بسبب التلوث؟ ولماذا نفقد مليون إنسان سنوياً بسبب الحوادث المرورية؟ ولماذا نقبل أن تُهدر سنين من حياة الإنسان في التنقل؟".

وتابع الأمير محمد بن سلمان: "نحن بحاجة إلى تجديد مفهوم المدن إلى مدن مستقبلية. واليوم، بصفتي رئيس مجلس إدارة نيوم أقدم لكم (ذا لاين)، مدينة مليونية بطول 170 كم، تحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية".

وبحسب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن المدينة الجديدة "ستعمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي، من خلال توفير 380 ألف فرصة عمل، والمساهمة بإضافة 180 مليار ريال (48 مليار دولار أميركي) إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030".

وتابع قائلاً: "على مدى العصور، بُنيت المدن من أجل حماية الإنسان بمساحات ضيقة، وبعد الثورة الصناعية، بُنيت المدن لتضع الآلة والسيارة والمصنع قبل الإنسان. المدن التي تدعي أنها هي الأفضل في العالم، يقضي فيها الإنسان سنين من حياته من أجل التنقل، وسوف تتضاعف هذه المدة في 2050، وسوف يتم تهجير مليار إنسان بسبب ارتفاع انبعاثات الكربون وارتفاع منسوب مياه البحار".

واعتبر الأمير محمد بن سلمان، أن المدينة، "ستعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون فيها الإنسان محورها الرئيسي، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 150 عاماً، مما يعزز جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى كافة مرافق الخدمات الأساسية بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، ومرافق الترفيه، بالإضافة إلى المساحات الخضراء في غضون 5 دقائق سيراً على الأقدام، وستجعل حلول المواصلات الفائقة السرعة التنقل أسهل؛ إذ من المتوقع ألا تستغرق أبعد رحلة في ذا لاين 20 دقيقة فقط، ما سيوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان".

ذكاء اصطناعي

ستُدار مجتمعات "ذا لاين" بالاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية التواصل مع الإنسان بطريقة تمكنها من التوقّع والتفاعل بقدرات غير مسبوقة، ما يوفر وقت السكان والشركات، وفقاً لما أعلنه ولي العهد السعودي.

وستكون المجتمعات مترابطة افتراضياً في ما بينها، حيث سيتم تسخير نحو 90 % من البيانات لتعزيز قدرات البنية التحتية في حين يتم تسخير 1 % من البيانات في المدن الذكية الحالية.

وتمنح مدينة "ذا لاين" للحياة على الأرض معنى جديداً، وتعكس نهجاً لا مثيل له في تطوير مدن مستقبلية متناغمة مع الطبيعة، إذ ستعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100%، مع الحرص على تحقيق مستقبل إيجابي للكربون.

ولبناء اقتصاد المستقبل؛ تتعاون نيوم مع قيادات متخصصة من مختلف أنحاء العالم، على توفير حلول ناجعة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، وستكون "ذا لاين" بيئة جاذبة للمبدعين وروّاد الأعمال والمستثمرين، بحسب الأمير محمد بن سلمان. 

ويُعد مشروع نيوم أحد المشروعات العملاقة ضمن المحفظة الاستثمارية المتنوعة لصندوق الاستثمارات العامة .

"رؤية 2030"

ويعد مشروع نيوم، على شاطئ البحر الأحمر، جزءاً من "رؤية المملكة 2030"، التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث من المتوقع أن يقطنها أكثر من مليون ساكن بحلول عام 2030، وأن يزورها أكثر من 5 ملايين سائح في الفترة ذاتها. 

وتقع مدينة نيوم شمال غربي المملكة العربية السعودية، بطول 450 كيلومتراً، محاطة بجبال تكللها قمم ثلجية يصل ارتفاعها إلى 2500 متر.

وتطمح نيوم، بحسب "رؤية المملكة 2030"، إلى أن تكون محركاً اقتصادياً للمنطقة والعالم، من خلال "اتباع نهج حريص وملهم في المحافظة على البيئة والتطوير المتجدد، لتتحوّل إلى ميدان حي ونابض يتيح لرواد الأعمال تخطيط مسار المستقبل الجديد، وموطن للحالمين والساعين إلى ترجمة طموحاتهم، ووجهة ذات معايير معيشة استثنائية مُحاطة بتضاريس طبيعية متنوّعة وخلّابة".

تترجم نيوم رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما أنها تشكّل تجسيداً لرؤية المملكة 2030، الهادفة إلى تعزيز الاقتصاد السعودي وتنويعه، وترسيخ ريادة البلاد في مجال التنمية على مستوى العالم.  

يجري العمل حالياً على تطوير نيوم، حيث تم توقيع اتفاقيات مع شركتي "أيكوم" و"بكتل" من أجل تطوير البنى التحتية للنقل. كما جرى توقيع اتفاقيات مع "آر بروداكتس" و"أكوا باور" من أجل بناء منشأة عالمية خضراء لإنتاج الأمونيا تعتمد على الهيدروجين وتعمل بالطاقة المتجددة، كما تم التعاون مع شركة الاتصالات السعودية من أجل إنشاء البنى التحتية لشبكة الجيل الخامس التي من شأنها دعم طموحات نيوم الرقمية.

وتعود ملكية مشروع نيوم إلى صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية مع دعم إضافي من المستثمرين المحليين والدوليين. وستتحقق التنمية الاقتصادية من خلال إنشاء صناديق التنمية التي تدعم القطاعات التالية: الطاقة، الماء، التنقل، الغذاء، التصنيع، الإعلام، الترفيه والثقافة، والعلوم التقنية والرقمية، والسياحة، والرياضة، والتصميم والبناء، والخدمات الصحية. 

تصنيفات