هل يسعى جونسون للعودة لرئاسة وزراء بريطانيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يصل إلى داونينج ستريت في لندن- 5 سبتمبر 2022. - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يصل إلى داونينج ستريت في لندن- 5 سبتمبر 2022. - REUTERS
دبي-الشرق

تلقى حلفاء بوريس جونسون تحذيرات من محاولة فرض تصويت جديد على الثقة في ليز ترَس بهدف إعادة رئيس الوزراء المستقيل إلى منصبه، باعتبار ذلك "انتحار" بالنسبة لحزب المحافظين، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.

وقالت الصحيفة، الاثنين، إنه "يُعتقد أن مؤيدي جونسون يخططون لإرسال خطابات على الفور إلى جراهام بريدي رئيس "لجنة 1922" المسؤولة عن تنظيم المنافسة على زعامة حزب المحافظين، لإجراء تصويت جديد قبل فترة عيد الميلاد".

ونقلت "التايمز" عن أحد مؤيدي جونسون قوله إن الحزب سيُدرك قريباً أنه خسر زعيماً "من الطراز الأول"، بينما حذر جاك بيري، النائب المحافظ الذي يُرجح أن يُصبح رئيساً لـ"حزب المحافظين" تحت قيادة ترَس، من أن محاولة إعادة جونسون إلى منصبه ستدمر الحزب.

وأضاف بيري، الذي كان من أوائل المؤيدين لجونسون عند ترشحه لرئاسة الحزب، في مقابلة مع راديو "التايمز" إنه على الرغم من عدم تأكده من أن محاولة إعادة جونسون تمثل مؤامرة قائمة على "التحيز ضد المرأة"، إلا "أنها بالتأكيد انتحار".

وقال كبير موظفي جونسون السابق اللورد أودني-ليستر،  لراديو "التايمز" إنه فوجئ بوجود سباق على زعامة الحزب، وأن جونسون "حزين للغاية" و"مصدوم للغاية".

وأضاف: "اعتقدت دائماً أنه (جونسون) سيكون قادراً على تخطي ذلك"، مُوضحاً أنه لا يستبعد عودة جونسون إلى منصبه.

وتابع ليستر: "عندما يقول الناس: هل سيعود يوماً ما؟ سأقول: حسناً، ربما".

"أمر خيالي"

المستشار السابق فيليب هاموند، وزير الخارجية البريطاني السابق قال لشبكة "سكاي نيوز" إن تفكير جونسون في الترشح مرة أخرى لرئاسة حزب المحافظين "أمر خيالي".

وأضاف: "لا أعتقد أن جونسون كان رئيس وزراء جيداً، أعتقد أنه ألحق الضرر بمنصب رئيس الوزراء وبحزب المحافظين".

وتابع هاموند: "أعتقد أن جونسون سيحصل -بلا شك- على مسيرة مهنية ناجحة في مجالات أخرى مستقبلاً، وأعتقد أن عليه تجاوز الأمر والتخلي عن أي فكرة تتعلق بالتواجد كظل خبيث يخيم على الحكومة القادمة. يجب أن يسمح لرئيسة الوزراء الجديدة بالمضي قدماً في وظيفتها".

وسبق أن أكد جونسون على ضرورة دعم الزعيم الجديد للحزب، وطالب في مقال بصحيفة "صنداي إكسبريس" جميع المحافظين بالاتحاد ودعم الزعيم الجديد للحزب "بإخلاص".

وقال جونسون إن "التخفيضات الضريبية المعقولة" قد تكون وسيلة لتخفيف أزمة تكاليف المعيشة، الأمر الذي وصفته "التايمز" بأنه تلميح إلى رغبة جونسون في خلافة ترَس له.

وكانت صحيفة "صنداي ميرور" أفادت بأن 12 عضواً في حزب المحافظين يستعدون لتقديم خطابات إلى السير جراهام بريدي، بسبب شعورهم أن الإبقاء على جونسون يمثل فرصة الحزب الوحيدة في الفوز في الانتخابات المقبلة.

وأوضحت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنه على الرغم من خروجه من السلطة، إلا أن حلفاء جونسون يعتقدون أنه بصفته عضواً في البرلمان من حزب المحافظين، وبالنظر لتأييد مجموعة من المنصات الإعلامية له، ووجود قاعدة قوية مؤيدة له بين نشطاء الحزب، فإنه سيستمر في ممارسة نفوذ كبير على السياسة البريطانية.

فترة تأقلم

ويعتقد أصدقاء جونسون أنّه لم يتأقلم بعد بشكل كامل مع فكرة فقدان السلطة، ويؤكدون أنّ لديه طموحات للعودة السياسية مرة أخرى، فيما قال الوزير البريطاني السابق روري ستيوارت، الذي كان دائم الانتقاد له، إنه سيكون "مثل رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني أو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب".

ويبدو أن جونسون يفضل أن يكون مثل سلفه الراحل السير ونستون تشرشل، الذي حقق عودة رائعة بعد خسارته في الانتخابات العامة عام 1945، وعاد إلى الحكومة بعد 5 سنوات.

لكن ثمة مشكلة كبيرة ستواجه رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وهي أنه يخضع للتحقيق في مجلس العموم بشأن ما إذا كان ضلل النواب خلال فضيحة "بارتي جيت" المتعلقة بإقامة حفل أثناء إغلاق جائحة فيروس كورونا، وفي حال تبين أنه كان يضلل البرلمان بالفعل، فربما يُعاقب بوقف عضويته في المجلس.

وفي حال توقيف جونسون لأكثر من 10 أيام، فإن ذلك ربما يثير المطالبة بـ"عريضة لسحب الثقة"، وإذا وقَع أكثر من 10% من ناخبيه في دائرة أوكسبريدج وساوث رويسليب على العريضة، فسيتم إجراء انتخابات فرعية، يمكن أن يخسر فيها ما سيحبط أي آمال في عودته حتى الانتخابات العامة المقبلة، المتوقعة في عام 2024، حسب الصحيفة.

انسحاب مؤقت

وأفادت الصحيفة بأنّ اثنين من أقرب حلفاء جونسون شجعاه بصورة غير علنية، على ترك البرلمان فور مغادرته منصبه لتجنب التحقيق معه، ما يترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية العودة إلى مجلس العموم في وقت لاحق.

ونقلت الصحيفة عن أحدهما قوله: "في حال أعلن جونسون أنه سيغادر البرلمان الآن، فيمكنه العودة بسهولة في أي وقت يختاره، وذلك لأن هناك عدد كبير من النواب الذين سيفسحون الطريق له إذا أراد العودة قبل الانتخابات القادمة".

والانسحاب من البرلمان في الوقت الراهن سيعني أيضاً أن جونسون قد يجد مقعداً أكثر أماناً في المستقبل، إذ يعتقد خبراء استراتيجيون في حزب المحافظين أنّ دائرته الانتخابية ربما تميل إلى حزب العمال في الانتخابات المقبلة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات