الحرب في أوكرانيا تدفع وزيرة الدفاع الألمانية نحو الاستقالة

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت خلال مؤتمر صحافي في العاصمة برلين. 13 يناير 2023 - REUTERS
وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت خلال مؤتمر صحافي في العاصمة برلين. 13 يناير 2023 - REUTERS
برلين/ دبي -أ ف بالشرق

ذكرت وسائل إعلام ألمانية، الجمعة، أن وزيرة الدفاع كريستين لامبريشت قررت الاستقالة من منصبها، على خلفية مراكمتها لسلسلة أخطاء خلال فترة ولايتها، معظمها تتعلق بالتعامل مع الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبحسب صحيفة "بيلد" فإن هذه الاستقالة قرار شخصي اتخذته الوزيرة دون أن تفرضه عليها المستشارية.

من جهتها ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" أن لامبريشت (57 عاماً) عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه المستشار أولاف شولتز، ستترك منصبها الأسبوع المقبل. 

بدورها أفادت قناة "إن تي في" التلفزيونية، بأن البحث جار داخل الحزب عن خليفة للوزيرة.

ورداً على سؤال لوكالة "فرانس برس" رفضت وزارة الدفاع التعليق على ما وصفته بـ"شائعات". 

"قائدة ضعيفة"

ومن المرجح أن تسفر استقالة لامبريشت عن حالة من عدم اليقين، في وقت تواجه في وقت يُنتظر أن تتخذ ألمانيا قراراً حاسماً بشأن تزويد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد 2"، وهي خطوة ما يزال  المستشار الألماني أولاف شولتز متردداً بشأنها.

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإنه يُنظر إلى لامبريشت على أنها "قائدة ضعيفة" في وزارة الدفاع، في فترة تواجه فيه ألمانيا منعطفاً حاسماً في التاريخ، بإعلانها تغيير عقيدتها الدفاعية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

ودفع الغزو الروسي المستشار شولتز لإعلان تخلي ألمانيا عن معتقداتها منذ انتهاء الحرب الباردة وزيادة قياسية في الإنفاق العسكري فضلاً عن  إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو للاستثمار في تجهيز القوات المسلحة الألمانية، وتزويدها بالقدرات العسكرية الضرورية.

غير أن المعدات وأنظمة الأسلحة الجديدة التي وعد بها شولتز الجيش لم تتحقق بعد، بحسب "فاينانشال تايمز"، التي أوضحت أن وزيرة الدفاع  لامبريشت غالباً ما تلام على التنفيذ البطيء لإصلاحات الإنفاق التي أمر بها المستشار الألماني.

سلسلة أخطاء

ووفق "فاينانشيال تايمز"، فإن لامبريشت طالما كانت أحد الوزراء الأقل شعبية في حكومة شولتز. غير أن الدعوات لاستقالتها برزت في الآنة الأخيرة، على خلفية خطابها في مقطع فيديو نشرته على إنستجرام، بمناسبة حلول العام الجديد.

وقالت لامبريشت في الخطاب، إنها ممتنة لكل "اللقاءات مع أشخاص عظماء"، التي سمح لها الغزو الروسي لأوكرانيا بإجرائها.

وبحسب الصحيفة، فإنه تم النظر إلى الخطاب على أنه خطأ كبير حتى من قبل الحلفاء المقربين من لامبريشت في الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع في الحزب القول: "بعد تلك الكارثة (الخطاب)، أصبحت (لامبريشت) منتهية".

وطالب الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض (حزب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل)، بإقالة لامبريشت فوراً بعد ذلك الخطاب، لكن المستشار شولتز وقف إلى جانبها. قبل أيام قليلة، قال المتحدث باسم شولتز إنه يتمتع بعلاقة جيدة وموثوقة مع جميع زملائه في مجلس الوزراء، و"هذا ينطبق" على لامبريشت أيضاً. وفي مقابلة في ديسمبر الماضي 2022، وصفها شولز بأنها "وزيرة دفاع من الدرجة الأولى".

غير أن الخطاب كان جزء اًمن سلسلة كبيرة من الأخطاء التي ارتكبتها لامبريشت بحسب "فاينانشيال تايمز"، إذ أشارت إلى أنها اعترفت في مقابلة في ديسمبر 2021، بأنها لا تعرف الرتب العسكرية المختلفة في الجيش. وبعد مرور خمسة أشهر، أخبرت صحيفة أخرى أنها ما زالت لا تعرف الرتب العسكرية.

وفي يناير 2022 تعرضت لانتقادات لإعلانها إرسال 5 آلاف خوذة إلى أوكرانيا التي كانت تطالب وقتذاك بأسلحة ثقيلة لحماية نفسها من صراع محتمل مع روسيا

كما تعرضت لانتقادات واسعة النطاق بعد أن سافرت في عطلة مع ابنها باستخدام طائرة هليكوبتر حكومية. ورغم تأكيد ابنها أنه دفع تكاليف الرحلة بنفسه، لكن الضجة العامة التي اندلعت نُظر إليها على أنها مدمرة للغاية لسمعة لامبريشت ووزارة الدفاع معاً.

إلى ذلك، قالت "فاينانشيال تايمز" إن العديد من المراقبين يعتقدون أن لامبريشت لم ترغب أبداً في أن تكون وزيرة للدفاع، وأنها كانت تفضل أن تتقلد مسؤولية وزارة الداخلية.

وفقاً لمسح أجرته Civey في الآونة الأخيرة وشمل 5 آلاف شخص، يؤيد 77% من الألمان رحيلها، بينما يرغب 13% فقط في بقائها بمنصبها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات