تفاصيل ما دار في آخر اتصال بين بايدن وغني قبل "سقوط كابول"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيسان الأميركي جو بايدن والأفغاني أشرف غني، خلال اجتماع في البيت الأبيض، 25 يونيو 2021 - Bloomberg
الرئيسان الأميركي جو بايدن والأفغاني أشرف غني، خلال اجتماع في البيت الأبيض، 25 يونيو 2021 - Bloomberg
واشنطن-رويترز

أظهر تفريغ لمكالمة هاتفية اطلعت عليه "رويترز" أن الرئيس الأميركي جو بايدن حاول الضغط على نظيره الأفغاني - وقتها - أشرف غني، في آخر اتصال بينهما قبل انهيار الحكومة الأفغانية، من أجل وضع استراتيجية عسكرية في الحرب ضد حركة طالبان.

وتضمنت المكالمة، التي أُجريت يوم 23 يوليو واستمرت نحو 14 دقيقة، مناقشة الزعيمين للمساعدات العسكرية والاستراتيجية السياسية وتنظيم المراسلات التكتيكية.

لكن لم يكن أي منهما مدركاً أو مستعداً للخطر الداهم على الأبواب، ولا لأن تسقط البلاد بأكملها في يد طالبان بسرعة مفاجئة.

وفي 15 أغسطس، فرّ أشرف غني من القصر الرئاسي ودخلت طالبان إلى كابول. ومنذ ذلك الحين فر عشرات الآلاف من الأفغان اليائسين أو حاولوا الفرار، وقتل 13 جندياً أمريكياً وعشرات المدنيين الأفغان في هجوم انتحاري عند مطار كابول خلال عمليات إجلاء أمريكية عسكرية محمومة.

"خطة غني"

واطلعت "رويترز" على تفريغ للمكالمة، واستمعت للتسجيل الصوتي للمحادثة الأصلية التي حصلت عليها من مصدر طلب عدم الكشف عن هويته بسبب عدم التصريح له بالإفراج عن المواد المكتوبة والمسموعة.

وفي المكالمة، عرض بايدن مساعدات إذا تمكن غني من أن يوضح علناً أن لديه خطة للسيطرة على الأوضاع المتدهورة في أفغانستان. وقال: "سنواصل تقديم دعم جوي مكثف إذا علمنا ما هي الخطة".

وقبل أيام من تلك المكالمة، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية لدعم قوات الأمن الأفغانية، وهي خطوة قالت حركة طالبان إنها انتهاك لاتفاق الدوحة للسلام.

كما نصح الرئيس بايدن نظيره غني بأن يحصل على موافقة أفغان نافذين على استراتيجيته العسكرية من وقتها فصاعداً، ثم وضع "شخصية مقاتلة" لتقود تلك الجهود، في إشارة لوزير الدفاع الجنرال بسم الله خان محمدي.

"جيشك أفضل"

وأشاد بايدن في المكالمة بالقوات المسلحة الأفغانية، التي دربتها ومولتها الحكومة الأميركية وقال لغني "من الواضح أن لديك جيشاً أفضل". وتابع بايدن: "لديك 300 ألف جندي مسلحين جيداً، مقابل 70 أو80 ألفاً، وهم بالطبع قادرون على القتال جيداً".

لكن بعد أيام من ذلك، بدأ الجيش الأفغاني في التقهقر في أنحاء البلاد وعواصم الأقاليم بدون قتال يذكر في مواجهة طالبان التي تقدمت لتسيطر على معظم أنحاء البلاد.

وخلال أغلب المكالمة، ركز بايدن على ما وصفه بأنه "نظرة" بشأن مشاكل الحكومة الأفغانية. وقال: "أحتاج لأن أقول لك وجهة النظر والمفهوم السائد حول العالم وفي أجزاء من أفغانستان، أعتقد أن الأمور لا تسير بشكل جيد في ما يتعلق بالقتال ضد طالبان". وتابع: "هناك حاجة، سواء كان ذلك صحيحاً أو لا، هناك حاجة لرسم صورة مختلفة".

وقال بايدن لغني إن عقد شخصيات سياسية أفغانية بارزة لمؤتمر صحافي معاً لدعم استراتيجية عسكرية جديدة "سيغير المفهوم السائد وسيغير الكثير من الأمور على ما أعتقد".

"لن أبحث عن ملاذ آمن"

مع اقتراب "طالبان" من كابول في بداية أغسطس، شدد غني على أنه سيتجنّب مصير الملك الأفغاني السابق أمان الله خان، الذي تنازل عن العرش وفرّ إلى الهند البريطانية، في عام 1929. وقال في كابول، في 4 أغسطس: "لن أهرب. لن أبحث عن ملاذ آمن وسأكون في خدمة الناس".

ولكن مع إطباق "طالبان" على كابول، بدا غني معزولاً بشكل متزايد. وفي تسجيل مصوّر بُثّ قبل ساعات من فراره، دعا الرئيس السابق وزارة الدفاع إلى إقامة خطوط هاتفية، لمساعدة المواطنين على الاتصال بها.

وبعد فراره بساعات، برر غني هروبه بأنه كان أمام خيار مواجهة مسلحي "طالبان" أو مغادرة البلاد، مؤكداً أن الحركة كانت مستعدة لشنّ هجوم دموي على كابول للإطاحة به.

وقال غني في بيان نشره على "فيسبوك" إنه قرر ترك البلاد "لتفادي فيضان إراقة الدماء وتجنب كارثة بشرية كبيرة"، مضيفاً: "ربما كسبت طالبان الحكم بالسيف والبنادق، ولكنها لم تكسب شرعية القلوب.. هم الآن أمام اختبار تاريخي جديد"، مطالباً الحركة بـ"تطمين النساء والأطفال". وتابع: "انتصرت طالبان.. وهي الآن مسؤولة عن شرف الحفاظ على بلادها".

وفي 18 أغسطس، قال غني في أول ظهور له بعدما لجأ إلى الإمارات، إنه يساند المحادثات بين حركة طالبان ومسؤولين حكوميين سابقين كبار، وإنه "يجري محادثات" للعودة إلى أفغانستان بعدما لجأ إلى دولة الإمارات.

وأوضح غني في رسالة مصورة: "أساند مبادرة الحكومة لمواصلة المفاوضات مع عبد الله عبد الله، والرئيس السابق حامد كرزاي. أريد نجاح هذه العملية".

وفي اليوم ذاته شددت الولايات المتحدة على أنها لم تعد تعتبر أشرف غني طرفاً في أفغانستان، وذلك بعد تعهده بالعودة إلى البلاد.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان للصحافيين: "لم يعد شخصية لها دور في أفغانستان"، رافضةً التعليق على قرار الإمارات العربية المتحدة منحه حق اللجوء.

اقرأ أيضاً: