وسط "تشاؤم" أميركي.. ماكرون لرئيسي: كرة "النووي" في ملعبكم

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجتمع في نيويورك مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي - 20 سبتمبر 2022 - AFP
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجتمع في نيويورك مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي - 20 سبتمبر 2022 - AFP
نيويورك / دبي-رويترزأ ف بالشرق

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب لقاء جمعه بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "الكرة (لإحياء الاتفاق النووي) الآن في ملعب طهران"، في حين أبدى البيت الأبيض "تشاؤماً" بشأن حدوث انفراجة في الاتفاق خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي تصريحات للصحافيين بعد اجتماعه مع رئيسي في نيويورك، وهو الاجتماع الأول المباشر الذي يعقده الرئيس الإيراني مع زعيم غربي منذ انتخابه العام الماضي، شدّد ماكرون على "ضرورة أن تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادرة على القيام بعملها بشكل مستقل"، في إشارة إلى تحقيق الوكالة حول آثار لليورانيوم المخصب رُصدت في 3 مواقع غير معلن عنها في إيران.

ووجه الرئيس الفرنسي خلال اللقاء الذي استمر ساعة ونصف بدلاً من 45 دقيقة (محددة مسبقاً)، دعوة رسمية إلى نظيره الإيراني لزيارة فرنسا، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

العقبات الجادة

من جهته، قال رئيسي إن بلاده "مستعدة للتوصل إلى اتفاق (نووي) عادل ومستديم"، مشدداً على "ضرورة الحصول على ضمانات مطمئنة وإغلاق ملفات الضمانات المتعلقة بإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأضاف أنه "يمكن رفع مستوى التعاون والعلاقات بين إيران وفرنسا"، مشدداً على أنه "على أوروبا أن تثبت عمليًا أن سياساتها مستقلة ولا تخضع لإرادة وسياسة الولايات المتحدة"، وفق ما أوردت "إرنا".

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن "بقاء ملفات طهران مفتوحة في الوكالة الذرية عقبة جادة أمام الوصول إلى اتفاق"، معتبراً أن "نهج الوكالة في القضايا يجب أن يكون تقنياً وبعيداً عن ضغوط وإيحاءات الآخرين"، وقال إنه "ليس بالإمكان التوصل إلى اتفاق من دون إغلاق ملفات إيران".

وانتقد رئيسي طرح مشروع قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي، ضد إيران من قبل 3 دول أوروبية هي: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في وقت كانت المفاوضات النووية جارية، معتبراً هذه "التوجهات غير بناءة وتتسبب في تعقيد الأمور".

وفي السياق، توقع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، عدم حدوث انفراجة في عملية إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، لكنه قال إن واشنطن تظل منفتحة على استئناف الجانبين الامتثال للاتفاق.

وأضاف سوليفان للصحافيين أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيكرر التأكيد على أن "الولايات المتحدة مستعدة لامتثال الجانبين للاتفاق.. وإذا كانت إيران مستعدة لأن تكون جادة في الوفاء بالتزاماتها وقبول تلك الصيغة، فيمكن أن نتوصل إلى اتفاق".

لقاء إيراني-أوروبي

والتقى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني مع مساعد مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي لمحادثات فيينا إنريكي مورا، على هامش اجتماع قمة الجمعية العامة.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن اللقاء بحث سير المفاوضات النووية، مشيرةً إلى أن المفاوضات "بلغت مرحلة حسم النتيجة والتوصل إلى الاتفاق النهائي، شريطة اتخاذ القرارات السياسية اللازمة من جانب الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة التي نقضت الاتفاق النووي".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، قلل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل من شأن توقعات حدوث انفراجة في الاتفاق النووي الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن اللقاء مع الرئيس الإيراني "سيكون مثمراً".

وفي مقابلة أجرتها معه مجلة "بوليتيكو"، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية، قال بوريل إن الاتحاد كان يدفع جميع الأطراف "لاجتياز آخر 10 أمتار" في عملية استعادة الاتفاق النووي.

وأوضح بوريل أنه "على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، أدى التفاعل والعملية متعددة الخطوات إلى تحقيق نوع من التقارب. كما أدى النشاط بين الطرفين إلى تحسن النتائج. ولكن في الأسابيع الأخيرة لم يكن الحال كذلك. والآن نحو عالقون في طريق مسدود".  

وأضاف: "الاقتراح السابق، الذي يتمثل في الطلب الأخير من الجانب الإيراني، لم يدفع تماماً باتجاه الاتفاق، وإذا كان علينا أن نقول اليوم ما إذا كان سيحدث أي شيء خلال هذا الأسبوع، فسأقول: لا أعتقد ذلك".  

وتم التفاوض على اتفاق 2015 التاريخي في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إلى جانب الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن، وهم الصين، وفرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا، بتيسير من الاتحاد الأوروبي.  

وبموجب هذا الاتفاق تم رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. ولكن هذا الاتفاق اصطدم بحجر عثرة في عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق.  

وخلف الكواليس، تجري مفاوضات إحياء الاتفاق على نحو متقطع، منذ نحو عام ونصف العام. ولكن "النص النهائي"، الذي تفاوض عليه الاتحاد الشهر الماضي، لم تتم الموافقة عليه بعد من قبل إيران والولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات