
عبّر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن قلقهم من الصين، وحذّروا من استعدادها لتزويد روسيا بأشباه الموصلات، وغيرها من المعدات التقنية "عالية الدقة"، كجزء من جهود محاولة التخفيف من تأثير العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، بعد غزوها لأوكرانيا.
ونقلت "بلومبرغ"، الجمعة، عن مصدرين مطلعين قولهما، إن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق من أن الصين مستعدة لمساعدة حكومة فلاديمير بوتين في التغلب على العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب، من خلال توفير مكونات "عالية الدقة" لموسكو.
وحذّر مسؤولون أميركيون أيضاً، من تقديم بكين المساعدة لموسكو، مشيرين إلى أن تأثير الصين "المحتمل" على الوضع في أوكرانيا، كان "قضية مركزية" في مناقشات الخميس بين الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفائه في "حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، ومجموعة الدول الصناعية السبع والاتحاد الأوروبي في بروكسل.
"لا اتفاق بشأن الصين"
وقال دبلوماسي لـ"بلومبرغ"، إن "إجماعاً واسع النطاق شهدته قمة الناتو، بشأن ضرورة منع الصين من الاقتراب أكثر من اللازم من روسيا، لكن لم يكن هناك اتفاق حول كيفية تحقيق ذلك".
ونفت بكين وموسكو وجود أي "طلبات مساعدة" منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقال السفير الصيني في الولايات المتحدة تشين جانج، في وقت سابق، إن الصين "ستفعل كل شيء" لتهدئة الحرب، وإن بكين لم ترسل "أسلحة وذخيرة" إلى أي من الجانبين.
وقال أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إن "الكتلة ليس لديها حتى الآن أدلة دامغة لتأكيد هذه المخاوف".
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي في بروكسيل، الخميس، إنه ناقش مع زعماء الناتو ومجموعة السبع "إنشاء منظمة لمراقبة أي انتهاك محتمل للعقوبات المفروضة على روسيا"، مشيراً إلى أن "الصين ستعاني من عواقب" إذا ساعدت الكرملين في الحرب ضد أوكرانيا.
وأضاف بايدن أنه أوضح للرئيس الصيني شي جين بينج خلال قمة الأسبوع الماضي، أن الصين "ستخاطر بخططها للنمو الاقتصادي إذا قدّمت المساعدة إلى الكرملين".
"الامتناع عن مساعدة موسكو"
وناشد زعماء الناتو في بيان، جميع الدول "بما في ذلك الصين"، على "دعم النظام الدولي"، و"السيادة والسلامة الإقليمية للدول، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، والامتناع عن دعم المجهود الحربي الروسي بأي شكل من الأشكال"، و"الامتناع عن أي عمل يساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات".
ومن المقرر أن تعقد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل قمة عبر الفيديو مع الرئيس الصيني في الأول من أبريل المقبل.
وحذرت الولايات المتحدة في وقت سابق الاتحاد الأوروبي من أن روسيا طلبت من الصين طائرات مسيرة مسلحة في أواخر فبراير، عندما بدأت غزوها لأوكرانيا.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الحدود البرية الصينية الواسعة مع روسيا، توفر الكثير من الفرص لشحن البضائع أو حتى الإمدادات العسكرية، وربما تجنب الكشف عنها.