روسيا تنشر منظومة صواريخ في جزر الكوريل المتنازع عليها مع اليابان

time reading iconدقائق القراءة - 6
جزيرة كوريلسك الجنوبية واحدة من جزر الكوريل المتنازع عليها بين روسيا واليابان - 8 نوفمبر 2018 - Getty Images
جزيرة كوريلسك الجنوبية واحدة من جزر الكوريل المتنازع عليها بين روسيا واليابان - 8 نوفمبر 2018 - Getty Images
دبي - الشرق

نشرت روسيا منظومة للدفاع الصاروخي الساحلي، في جزر الكوريل بالمحيط الهادئ المتنازع عليها مع اليابان.

وأعلن أسطول المحيط الهادئ في البحرية الروسية نشر منظومة "باستيون" في جزيرة ماتوا "النائية" بجزر الكوريل، للمرة الأولى. وأضاف أن أطقم هذه المنظومة "ستراقب منطقة المياه والمضائق المجاورة على مدار 24 ساعة"، حسبما أفاد موقع "روسيا اليوم".

وأشار الأسطول إلى نقل معدات المنظومة الصاروخية وأفرادها وعتادها إلى الجزيرة، بواسطة سفن إنزال ضخمة تابعة له، مشدداً على تأمين كل الخدمات اللازمة والظروف المعيشية الملائمة لعمل هؤلاء الأفراد.

وذكر موقع "روسيا اليوم"، أن "باستيون" هي منظومة دفاعية صاروخية ساحلية متنقلة، ومخصّصة لتدمير مختلف أنواع السفن الحربية، بما في ذلك الفرقاطات والمدمّرات وحاملات المروحيات والطائرات، وسفن الإنزال، كما يمكنها العمل في ظروف التشويش الإلكتروني المكثف. وتستخدم المنظومة صواريخ "أونيكس"، التي يبلغ مداها 300 كيلومتر وسرعتها 2.6 ماخ.

إعلان 1956

واندلع الخلاف بشأن الجزر، بعدما استولى عليها الاتحاد السوفييتي السابق، إثر هزيمة اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، معرقلاً إبرام البلدين معاهدة سلام رسمية. والجزر معروفة في روسيا باسم "جزر الكوريل الجنوبية"، فيما تسمّيها اليابان "الأراضي الشمالية".

وخلال قمة عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، في بوينس آيرس عام 2018، على هامش قمة مجموعة العشرين، أعاد الجانبان التأكيد على إجراء محادثات لإبرام معاهدة سلام، بناءً على إعلان مشترك صدر في عام 1956.

وأشارت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء، إلى أن الإعلان ينصّ على تسليم اليابان اثنتين من الجزر الأربع في الكوريل، هما "شيكوتان" و"هابوماي"، بعد إبرام معاهدة سلام. وتابعت الوكالة أن "روسيا تريد من اليابان أن تعترف بأن السيطرة على الجزر الأربع تمّت بشكل شرعي، بعد استسلام طوكيو خلال الحرب، فيما ترى اليابان أن الاستيلاء كان غير قانوني".

تعديلات دستورية روسية

وعرض الكرملين التفاوض على أساس إعلان عام 1956، لكن البرلمان الروسي تبنّى العام الماضي موقفاً أكثر صرامة بشأن تقديم أي تنازلات، كما أدت تغييرات أُدرجت في الدستور الروسي العام الماضي، إلى اعتبار تسليم أي جزء من أراضي البلاد بمنزلة تصرّف "غير قانوني".

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن بوتين قوله، خلال منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي في يونيو الماضي: "لدينا تعديل على الدستور ويجب أن نأخذ ذلك بالاعتبار بلا شك، لكنني أعتقد بوجوب ألا نوقف الحوار بشأن معاهدة سلام". وشدد على ضرورة أن تبني موسكو وطوكيو علاقات حسن جوار، تصبّ في مصلحة الشعبين، معتبراً أن البلدين شريكان طبيعيان في ملفات كثيرة.

وزير الخارجية الياباني الجديد، يوشيماسا هاياشي، أعلن الشهر الماضي أن بلاده "ملتزمة بالتركيز على إبرام معاهدة سلام، بعد تسوية قضية الأراضي" مع موسكو في الكوريل، على "أساس الاتفاقات القائمة"، بما في ذلك تلك التي تم التوصّل إليها في سنغافورة عام 2018. وأضاف: "يجب ألا ننقل (هذه المشكلة) إلى الأجيال المقبلة"، بحسب وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

وأشارت الوكالة إلى أن بوتين وشينزو آبي عقدا اجتماعاً في سنغافورة عام 2018، على هامش قمة "رابطة دول جنوب شرقي آسيا" (آسيان)، واتفقا على تسريع وتيرة مفاوضات السلام، على أساس إعلان 1956.

منطقة اقتصادية خاصة

وأبلغت طوكيو، موسكو احتجاجها الشهر الماضي، على زيارة نائبَي رئيس الوزراء الروسي، ديمتري جريجورينكو ومارات خوسنولين، إلى جزيرة إيتوروب في الكوريل. وأعلن جريجورينكو خلال الزيارة إمكان تطبيق نظام تفضيلي خاص في الجزر، في يناير 2023.

وفي يوليو الماضي، احتجت طوكيو على زيارة رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، جزر الكوريل، حيث أعلن أن موسكو تخطّط لإقامة منطقة اقتصادية خاصة من دون رسوم جمركية، وفرض ضرائب مخفّضة.

واعتبرت الحكومة اليابانية، أن الزيارة "تتعارض مع الموقف الثابت لليابان بشأن الأراضي الشمالية، وهي مؤسفة جداً". لكن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، شدد على أن ميشوستين "يزور المقاطعات الروسية التي يراها مناسبة".

محادثات غير مثمرة

وفي سبتمبر الماضي، أعلن بوتين أن موسكو تعتزم إنشاء منطقة حرة لمدة 10 سنين، على جزر الكوريل، كما أفادت وكالة "بلومبرغ". ونقلت عنه قوله: "سنوجد مجموعة تُعتبر سابقة من المزايا والحوافز في هذه الجزر، إذ سنعفي الشركات تماماً من دفع أي ضرائب على الأرباح والممتلكات والأراضي، لعشر سنين. هذه الحوافز ستكون متاحة للمستثمرين الروس والأجانب، بما في ذلك شركاؤنا اليابانيون".

واعتبرت الوكالة أن إعلان الرئيس الروسي يوجّه ضربة جديدة لآمال طوكيو في استعادة الجزر، مشيرة إلى أن بوتين وشينزو آبي التقيا 25 مرة، بين 2012 و2020، من أجل محاولة تسوية النزاع بشأن الجزر، ولكن من دون تحقيق أي نجاح.

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي وموفد الكرملين إلى منطقة الشرق الأقصى الفيدرالية، يوري تروتنيف، أعلن في أغسطس "خطة تنموية مدتها 5 سنوات في الأرخبيل"، تستهدف "تبديد أي شكوك متبقية بشأن سيطرة روسيا على جزر الكوريل".

اقرأ أيضاً: