"عمر قتلني".. حقائق جديدة قد تمنح المغربي عمر الرداد البراءة بعد 30 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 5
البستاني المغربي عمر الرداد، الذي أدين بقتل فرنسية ثرية في الريفيرا الفرنسية عام 1991، رفقة محاميته سيلفي نواشوفيتش، بعد جلسة استماع في باريس، 25 نوفمبر 2021. - AFP
البستاني المغربي عمر الرداد، الذي أدين بقتل فرنسية ثرية في الريفيرا الفرنسية عام 1991، رفقة محاميته سيلفي نواشوفيتش، بعد جلسة استماع في باريس، 25 نوفمبر 2021. - AFP
دبي-الشرق

بعد مرور نحو 30 عاماً من إدانته بجريمة قتل امرأة في فرنسا، قد يتمكن المغربي عمر الرداد من إثبات براءته "خلال أسابيع"، بعد ظهور "حقائق جديدة عن الجريمة"، بحسب ما أفاد مصادر لـ"الشرق".

 وكان القضاء الفرنسي قرر في ديسمبر الماضي إعادة فتح قضية البستاني المغربي، الذي يحاول منذ أكثر من عشرين عاماً إثبات براءته، ما يسمح بإعادة المحاكمة.

وأدين رداد في جريمة قتل مشغلته جيلان مارشال في عام 1991، وهو ما ظل ينفيه. وعانق رداد الحرية بفضل عفو رئاسي من الرئيس السابق جاك شيراك بعد سنوات قضاها في السجن، لكنه لايزال يتحمل المسؤولية الجزائية، في الجريمة التي تعد إحدى أغرب القضايا وأكثرها جدلاً في تاريخ القضاء الفرنسي.

وأكد مختصون في مقابلات مع "الشرق" في برنامج "بعد حين"، ظهور حقائق جديدة في القضية، قد تساعد الرداد على إثبات براءته.

من كتب "عمر قتلني"؟

بدأت القصة في 24 يونيو 1991 عندما عثرت الشرطة على جثة مارشال في قبو منزلها في فيلا لاشماد بمدينة موجان، بعد يوم من اختفائها، وقد كُتبت إلى جانبها عبارة "عمر قتلني" بدمها.

وتحدثت تقارير التحقيقات عن دسّ أنبوب معدني تحت باب القبو من الداخل، لإعاقة الدخول إليه في تأكيد لوقوف السيدة جيسلان مارشال وراء كتابة تلك العبارة.

وأصبحت تلك الرواية دليلاً على تورط المهاجر المغربي عمر الرداد، الذي كان يعمل بستانياً لديها، بعدما أثار الإدعاء أن يكون الجاني المفترض قد أقدم على فعلته في سبيل الحصول على المال.

كشف التشريح أن الوفاة وقعت في الرابع والعشرين من يونيو، عندما كان عمر الرداد يحتفل مع عائلته في تولون بعيد الأضحى، لكن ذلك لم يشفع له وأدين بالسجن ثمانية عشر عاماً، فهل كان مذنباً؟

ونفى جيرار بودو، محامي عمر الرداد السابق لبرنامج "بعد حين"، صحة الرواية التي تفيد بوجود الأنبوب المعدني في تقارير التحقيق الأولى.

وقال إن "رواية الأنبوب المعدني لم تكن موجودة أصلاً في التقريرين الأوليْن، وإنما أضيفت لاحقاً في تعزيز للفرضية الأولى".

"طرف ثالث"

وشرح المحقق روجي مارك مورو، الذي بحث في قضية عمر الرداد منذ بدايتها قبل نحو ثلاثين عاماً، لـ"بعد حين"، كيف توصّل إلى وقوف "طرف ثالث" وراء عبارة "عمر قتلني" الشهيرة.

كما شكك مورو في نزاهة المحاكمة، وتحدث عن جوانب سياسية على صلة بثورة الاستقلال الجزائرية، بين رئيس المحكمة والمحامي الشهير جاك فيرجاس (محامي المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد وزوجها السابق).

وكشف المحقق عن نتائج تحليلات جديدة للأحماض النووية في موقع الجريمة، قائلاً إنها "تطابقت مع أشخاص معروفين لدى دوائر الأمن".

وشكّك المحقق أيضاً في فرضية كتابة مارشال عبارة "عمر قتلني" بنفسها، قائلاً إنه وبعد تعرضها لـ11 طعنة بالخنجر في كل الجهات والضرب على الرأس، كيف أن "هذه السيدة التي كانت تبلغ 67 عاماً قد نجت من كل هذه الضربات، ثم كتبت العبارة بخط واضح ومستقيم على الجدار".

"البراءة في غضون أسابيع"

جون ماري روار، الذي ألف كتاباً عن القضية بعنوان "عمر - صناعة مذنب"، قال في برنامج "بعد حين"، إنه التقى عمر الرداد قبل أيام فقط، وأكد أنه واثق من حظوظ البراءة خلال أسابيع، بعدما قرر القضاء إعادة فتح التحقيق.

الكاتب الذي شكل لجنة للدفاع عن عمر الرداد، قال: أنا ماض في ذلك، وألفت كتاباً عن الرداد بسبب شعوري بالظلم وغياب العدالة".

وكانت محامية الرداد، سيلفي نواكوفيتش أعلنت في ديسمبر الماضي، أن القضاء الفرنسي قرر إعادة فتح القضية، عقب  العثور على حمض نووي لأربعة أشخاص في بيت الثرية جيلان مارشال.

واعتبرت المحامية في تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس"، أن "هذا القرار خطوة نحو المراجعة"، مشددة على أن "المعركة لم تنته بعد".

ولا يزال عمر رداد يتحمل المسؤولية الجزائية عن وفاة مارشال رغم العفو الرئاسي الذي تمتع به في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والذي سمح له بالخروج من السجن.

لمشاهدة الحلقة الكاملة:

تصنيفات